كنت في حديث أنا وأحد الأصدقاء عن الشهداء وعن مناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية للشهيد “أسبوع الشهيد”، وخلال حديثنا سألني صديقي: ما فائدة الاحتفال بأسبوع الشهيد؟ وما هي الفائدة التي سيجنيها الشهداء من مناسبة الاحتفال بأسبوع الشهيد؟
وهذا سؤال قد يتبادر إلى ذهن كل واحد منا ، وقد يقول قائل: الشهيد لن يناله شيء عندما نحتفل سنويا ًبذكرى استشهاده، ولن يزيد الاحتفال من أجره ومكانته عند الله، وأن الاحتفالات التي نقيمها على مستوى الهيئات والدوائر والمؤسسات والوزارات والمحافظات والاحتفال المركزي في العاصمة صنعاء وما ننفق من ملايين على هذه الاحتفالات والفعاليات والندوات لن يستفيد منها الشهيد أي شيء ،وهذا كلام صحيح فالشهيد لا يريد منا أن نقيم الاحتفالات والاجتماعات ونلقي الكلمات والقصائد الشعرية باسم الشهداء ونقول ووو…نقول فالعبرة من إحياء أسبوع الشهيد هي تعظيم مكانة الشهداء، وافتخار واعتزاز بما قدموه، وأننا لم ننس تضحياتهم وأنهم حاضرون بيننا، وهي رساله كذلك لكل من يتشدقون باسم الوطنية، والدفاع عن الوطن، وأنهم يضحون من اجل الوطن، فنقول لهم: كفاكم تشدقا ً، وكفاكم تملقا ًوكفاكم نفاقا ً.. عليكم أن تزوروا روضات الشهداء لتعرفوا ماذا قدمتم أمام تضحيات الشهداء التي تصغر أمامها كل الأعمال ويحتقر الإنسان نفسه وما عمله وما قدمه عندما يقارنها بتضحيات الشهداء..
علينا أن نجعل ذكرى أسبوع الشهيد محطة للتزود بالوطنية والولاء لله والوطن، ومدرسة نتعلم منها معنى العطاء، معنى الدفاع عن الدين والوطن..
فالشهداء لا يريدون منا أن نظل نتغنى ببطولاتهم وتضحياتهم ونحتفل بها فقط، الشهداء يريدون أن نهتم بأسرهم وأقاربهم وأن نوفر لهم المأكل والمشرب، وأن نعلِّم أبناءهم وبناتهم في المدارس والمعاهد والجامعات وأن تكون لهم مقاعد مجانية، وأن نوفر لهم السكن المجاني، والرعاية الصحية، وأن تكون لهم الأولوية في الدرجات الوظيفية، فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه وفاءً وعرفانا ًبتضحياتهم، فهم الذين بذلوا أروحهم ودماءهم رخيصة في سبيل الله والوطن، في سبيل أن نعيش في عزة وحرية وكرامة، ولم يذهبوا من أجل منصب أو جاه أو مال، بل كانت غايتهم وأمنيتهم الشهادة..
فدماء الشهداء هي التي ستجرف عروش المتكبرين والجبابرة والظالمين والعملاء والخونة، وهي التي ستبني دولة النظام والقانون، دولة العدالة والحرية والمساواة..
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.