زيد البعوه
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
زيد البعوه
عاشوراء .. ثورة حسينية مستمرة
أمريكا هي السبب
شعب يمن الإيمان فُطِرَ على الحرية
عيد الولاية .. الأهمية والأهداف
فريضة الحج.. الأهداف والاستهداف
دور أمريكا ودعمها للقاعدة وداعش في البيضاء
شعب يمن الإيمان لن يقبل الاستسلام
أمريكا تقود العدوان وتعرقل السلام
المنظمة الأممية للتجارة بالحقوق الإنسانية
الحج مستهدف.. وكورونا ذريعة

بحث

  
عطاء الخالدين
بقلم/ زيد البعوه
نشر منذ: 3 سنوات و 11 شهراً و 24 يوماً
الأربعاء 23 ديسمبر-كانون الأول 2020 06:51 م


في محراب عطائهم ومقامهم وقداستهم تنحني الهامات والكلمات والحروف وتخجل المفردات عن التعبير عنهم وعن تضحياتهم ومواقفهم وإيمانهم وصدقهم ، عظماء إلى أبعد مدى إلى مستوى أنهم وصلوا إلى مرتبة الأنبياء ويشهد على حقيقة ذلك قول الله تعالى { الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا }، إنهم الشهداء الأبرار الذين جسدوا ثقافة القرآن في واقعهم قولاً وعملاً وشقوا طريقهم نحو الله بأعمال إيمانية رفيعة المستوى ومواقف جهادية بطولية أذهلت الوجود وبذل وسخاء بلغ إلى درجة العطاء بالدم والروح والنفس في سبيل الله وحده والمستضعفين من عباده ونصرة دينه فاستحقوا أن يتخذهم الله شهداء أحياء لا موت في مشوار حياتهم ولا فناء.

الذكرى السنوية للشهيد هذه الذكرى العظيمة ينبغي علينا أن نجعل منها محطة لاستلهام الدروس والعبر من عظمة الشهداء ومواقفهم وعطائهم وصدقهم وإيمانهم وكيف كانوا وماذا فعلوا حتى استحقوا وسام الشهادة وصاروا في مصاف الأنبياء والصالحين وماذا حققوا لنا وماذا حققوا لأنفسهم، فالشهداء حققوا الكثير والكثير من الإنجازات والانتصارات على أكثر من صعيد.. أولاً، حققوا لأنفسهم الربح الذي لا خسارة فيه والحياة الخالدة التي لا موت فيها وحصلوا على رضوان الله وجنته ونصروا الإسلام والمسلمين، ثانياً جعلوا من أرواحهم ودماؤهم حصناً منيعاً للأمة من ظلم الطواغيت والمستكبرين وصنعوا الكثير من الانتصارات العسكرية الميدانية في مواجهة الأعداء وأثمرت دماؤهم ثماراً مباركة في شتى المجالات وسط المجتمع الذي ينتمون إليه والأمة التي تنتمي اليهم ما دامت على نهجهم وقدموا شهادة عظيمة على أن الدين الإسلامي يملك مخزوناً بشرياً من العظماء الأقوياء في إيمانهم وفي مواقفهم وفي عطائهم وفي ثقتهم بالله وصدقهم معه.

الشهداء العظماء قبل أن يلتحقوا بعالم الخلود والحياة لأبدية عالم الشهداء كان واقعهم الإيماني والعملي قائماً على الجهاد في سبيل الله فكانوا وفق ما وصفهم الله تعالى بقوله (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) وبعد أن أبلوا بلاء حسناً وسطروا أروع ملاحم البطولة والتضحية اصطفاهم الله شهداء ودخلوا في دائرة الاصطفاء ضمن قول الله تعالى (ويتخذ منكم شهداء)، ومن خلال هذه الآية لوحدها (ويتخذ منكم شهداء) نجد أن الله تعالى حين قال: (يتخذ) هو يختار ويصطفي منكم، أي من المجتمع المؤمن المجاهد الصامد الصابر يتخذ شهداء، وهذا تشريف وتكريم للمجاهدين في سبيل الله للأمة المجاهدة أن الله كرمها واتخذ منها شهداء من هذه الأسرة أو تلك وعندما يكون الله هو الذي اختار فهذا أمر عظيم يدعو للعزة ويستدعي الشكر لله ولا يزال باب رحمة الله مفتوحاً لتقديم المزيد من التضحيات ويلج منه الكثير من الشهداء.

الشهداء العظماء هم وحدهم من لا يمكن السؤال عن أعمارهم لأن أعمار الشهداء لا تقاس بالزمان والسنوات والشهور والأيام والليالي فهم وصلوا إلى عالم الحياة الأبدية إلى درجة أن الله تعالى نهانا عن أن نقول عنهم أموات حين قال سبحانه (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ) لا تشعرون لأنهم رحلوا من الدنيا إلى عالم الخلود غادروكم بأجسادهم لكن أرواحهم لا تزال حية عند بارئها فلا تقولوا عنهم إنهم أموات حتى مجرد القول باللسان لأنهم أحياء عند ربهم يُرزقون في عالم محفوف بالرعاية الإلهية ، عالم لا وجود فيه للموت والفناء.. عالم كله حياة.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
د.عبدالعزيز بن حبتور
في مراسم وداع 2020م.. عام الخيانات العربية للقضية الفلسطينية
د.عبدالعزيز بن حبتور
إبراهيم الوشلي
خالص الود للوالدة موزة!
إبراهيم الوشلي
محمد صالح حاتم
الوصايا العشر لحكومة الإنقاذ
محمد صالح حاتم
عبدالعزيز البغدادي
حريتُنا وفلسطين من المسؤول عن ضياعهما؟
عبدالعزيز البغدادي
أحمد داوود
عامُ التحولات الكبيرة
أحمد داوود
خالد العراسي
جرائم الحرب فوق التقادم
خالد العراسي
المزيد