المتورطون في تحالف العدوان علی اليمن كثيرون فبينما تتعدد الوجوه المشاركة في الحرب المستمرة منذ ست سنوات وحتى اللحظة لا تزال تظهر وتتكشف وجوه أكثر متواطئة محليا ودوليا مستفيدة من استمرار أعظم كارثة إنسانية مستغلين كل شيء فيها خدمة لمصالحهم.
تتصدر السعودية أولي الخاسرون فقد أعلنت الحكومة برئاسة الملك سلمان، عن الميزانية العامة لعام 2021، بعجز مالي يبلغ قيمته 141 مليار ريال سعودي وبذلك تم تفويض وزير المالية بعملية سد العجز، وذلك عبر إجراءات عدة لعل أبرزها السحب من حساب الاحتياطي العام للدولة، بالإضافة لإعطاء الوزير صلاحية الاقتراض لتمويل المشروعات الرأسمالية المعتمدة تكاليفها في الميزانية، إلى جانب أكثر من عشر بنود أخرى.
وقد بدأ سيناريو العجز المالي للمملكة منذ بداية العدوان عام 2015 حيث بلغ رقما قياسيا هو 98 مليار دولار ولأول مرة يحدث في تاريخ المملكة حيث ساهم أيضا التراجع الحاد في أسعار النفط في السوق الدولي بجانب التدخل العسكري في اليمن ما أدي لزيادة النفقات الحكومية، مما حدا بالمملكة إلى اللجوء إلى احتياطيها النقدي.
وكان صندوق النقد الدولي في عام 2015 قد توقع أن يبلغ العجز 130 مليار دولار بينما توقعت تقارير أخرى أن يتخطى مئة مليار دولار.
وكشفت بيانات البنك الدولي عن ارتفاع كبير في المديونية السعودية خلال السنوات الأخيرة، لتسجل أرقام قياسية وغير مسبوقة للبلد الثري.
ووصلت مديونية المملكة في نهاية 2019 إلى 183.7 مليار دولار، مقابل 11.8 مليار دولار في 2014، أي أنها تضاعفت أكثر من 16 مرة خلال السنوات الخمس الماضية التي تولى فيها الملك سلمان حكم المملكة، وفي حال نفذت السعودية خططها لاقتراض 85 مليار دولار جديدة خلال العام الحالي فهذا يعني أن المديونية العامة للمملكة ستكون قد بلغت ربع تريليون دولار أميركي مع نهاية 2020.
والجدير بالذكر أن هذه المديونية خارجية فقط وبالعملة الأجنبية، يُضاف لها المديونيات الداخلية التي تقوم بتنفيذها الحكومة عبر طرح سندات محلية أو من خلال البنوك العاملة داخل المملكة.
وتعود هذه الأرقام إلى ما قبل أزمة انتشار فيروس «كورونا» التي بدأ تأثيرها على العالم كما أنها تعود إلى ما قبل انهيار أسعار النفط، وقبل أن تتعطل الزيارات الدينية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة بسبب «كورونا»، وهي الزيارات التي تشكل واحداً من مصادر الدخل المالي للسعودية.
ويقول العديد من المراقبين إنَّ التكاليف الباهظة للحرب في اليمن وللتدخلات في ليبيا وسوريا وأماكن أخرى من العالم العربي هي السبب وراء هذا الارتفاع الكبير للمديونية.
كما تلطخت صورة السعودية علی الصعيد الدينى والإنساني.. فأصبحت قاتلة أطفال اليمن في نظر الكثير من الشعوب العربية والإسلامية والغربية مما استدعى خروج عدة مظاهرات مناهضة للحرب ورفع لافتات تدين التحالف السعودي الإماراتي وتصف زعمائهم باقبح العبارات متهمة إياهم بقتل الشعب اليمن وتجويعه..
وبعد أن كانت المملكة هي الحاضنة للمقدسات الإسلامية والمرجع الديني السني للعالم الإسلامي سقطت أخلاقيا بعد فتاوي علماء البلاط الملكي بإباحة الدم اليمني وتسييس الإسلام خدمة لإطماع النظام في السعودية.
وفي الجانب العسكري كانت الهزائم لها بالمرصاد وذهبت أوهام عظمتها في السيطرة علی اليمن والدفاع عن أراضيها إدراج الرياح بعدما تساقطت الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة داخل العمق السعودي في حين أسقطت طائراتها بكافة أنواعها وصناعتها سوا مقاتلة أو تجسسيه من خلال استهدافها بأنظمة الدفاع الجوي التي صنعتها وطورتها اليد اليمنية.
كما خسرت المملكة العديد من المواقع العسكرية داخل أراضيها وقتل الكثير من ضباطها وجنودها الذين سقطوا في المواجهات أو في اجتماعات في المناطق المحتلة وفق عمليات إستخبارتية يمنية دقيقه وقد اعترفت الرياض بمصرع العديد منهم في حين لا تزال متكتمة علی الباقين حفاظا علی ماء وجهها.
وتأتي السودان من ضمن الخاسرين في الحرب حيث تكشف الصحافة السودانية من يوم لآخر عن حجم الخسائر الباهظة التي تلحق بالقوات السودانية في اليمن ومصرع العديد من الجنود بأيدي الجيش اليمني واللجان الشعبية.
ونقلت وسائل الإعلام السودانية امتعاضا شديد يضرب الرأي العام السوداني على خلفية ما أسمته بالزج بالجنود السودانيين إلى حرب خاسرة لا تعني السودان في شيء بل أتت لتلبية قرار سعودي فرضت الرياض على الخرطوم.
ومؤخرا قالت مصادر عسكرية سودانية إن نحو ألفي مقاتل سوداني وصلوا على متن شاحنات نقل عسكرية لإسناد الجيش السعودي في جبهتي جبهات والطينة وبعض المواقع بين مديريات ميدي وحيران وحرض على وقع انهزاماته أمام قوات صنعاء.
وفيما تعد الأمم المتحدة مرجعًا أخلاقيًّا وقانونيًّا وتنمويًّا لحكومات العالم، وتشدد سياسات العمل في مؤسسات الأمم المتحدة على مكافحة التدليس والفساد، بيد أن مسؤولين وموظفين أمميين مارسوا التدليس والفساد، وشاركوا في صنع أكبر كارثة إنسانية في اليمن. فبدلاً من أن تعمل المنظمة الأممية على الحد من الأزمة الإنسانية، تسترت على أسبابها الحقيقية، وأسهمت في تفاقمها، وكشفت عن وجه قبيح لها عراها أمام العالم في الخضوع والإذلال للسعودية والرضوخ لابتزازها وتهديدها بعدم تمويلها مالم تمتثل لما تمليه عليها لتغطية جرائمها في اليمن.
المقاتل اليمني انتصر علی جميع مقاتلي العالم التي اشترتهم السعودية والإمارات وسحقهم تحت أقدامه بإيمانه وبسلاحه المتواضع في الجبهات..فيما استطاعت اليد اليمنية صناعة أسلحة تفوقت علی فخر الصناعات العالمية عسكريا.
أصبح السلاح الذي اشترته دول العدوان لقتل الشعب اليمني أضحوكة العالم ومسخرة الإعلام والكتاب والنقاد العالميين الذي اعتبر الكثير منهم تفوق السلاح اليمني الذي يتم الإعلان عنه أو لم يعلن بمثابة المنتصر ويجعل الترسانات الأمريكية العسكرية وطائرات الدول الصناعية الكبرى خاسرة وخجولة أمام قوة المجاهدين في اليمن.
من المعروف أن السعودية لا تخوض وحيدة العدوان على اليمن وان الغرب وخاصة بريطانيا وأمريكا يساعدونها في هذا العدوان لوجستيا وتكنولوجيا ويمدونها بالسلاح والخبرات، وبالتالي فإن فشل السعودية في الحرب وانتقالها من الهجوم إلى الدفاع، بل وفشلها في الدفاع رغم المليارات التي صرفتها على هذه التجهيزات من قبيل باتريوت وصواريخ الدفاع الساحلي الكورية الجنوبية والأمريكية وغيرها من الفرقاطات والمدمرات و..و..، يجعل السعودية في موقف صعب، كذلك حلفاءها الغربيون الذين استنجدت بهم والذين تحركوا لحفظ ماء وجههم أمام فشل أسلحتهم في ضرب صمود وتصميم اليمنيين.