زيد البعوه
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
زيد البعوه
عاشوراء .. ثورة حسينية مستمرة
أمريكا هي السبب
شعب يمن الإيمان فُطِرَ على الحرية
عيد الولاية .. الأهمية والأهداف
فريضة الحج.. الأهداف والاستهداف
دور أمريكا ودعمها للقاعدة وداعش في البيضاء
شعب يمن الإيمان لن يقبل الاستسلام
أمريكا تقود العدوان وتعرقل السلام
المنظمة الأممية للتجارة بالحقوق الإنسانية
الحج مستهدف.. وكورونا ذريعة

بحث

  
عِنْدَ رَبِّهِم
بقلم/ زيد البعوه
نشر منذ: 3 سنوات و 10 أشهر و 25 يوماً
الأربعاء 30 ديسمبر-كانون الأول 2020 07:19 م


الشهادةُ في سبيل الله حالةٌ استثنائية في عالم الموت والحياة، لأن الشهادة لا علاقة لها بالموت والفناء فهي متصلة بالحياة الأبدية والخلود الذي لا انقطاع فيه للحياة أبداً فهي عبارة عن رحلة حياة يبدأها الشهداء العظماء من هنا من الدنيا إلى عالم الحياة الأبدية في الآخرة، والشيء المثير للدهشة أن حياة الشهداء ليست لمجرد الحياة فقط أو تجاوز الموت بل إنهم حصلوا على الفوز الكبير والعظيم برضوان الله وجنته وربحوا الدنيا والآخرة ولا يوجد في قاموس مشوار حياتهم أي معنى للخسارة على الإطلاق، فكل لحظة من حياتهم ربح وكل موقف سطروه مع الله وفي سبيله قادهم إلى موقع العظمة والشهادة والحياة والخلود والفوز والرضوان.

لعظمة الشهداء وحب الله لهم منحهم ما لم يمنحه لأحد سواهم حين قال تعالى عنهم (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) وعندما نتأمل في مضامين ومعاني قول الله تعالى (عند ربهم ) سنجد أن الشهداء وصلوا إلى مقام تفوقوا فيه على الكثير من عباد الله ونافسوا فيه الملائكة والأنبياء، فعندما يخبرنا الله عن مكانهم بعد الرحيل من الدنيا نجد انه قال عند ربهم ولم يقل في مكان آخر، اضف إلى ذلك انه تعالى لم يقل عند ربهم فقط وانتهى الأمر بل قال أحياء عند ربهم، ليس هذا فحسب بل قال يرزقون وكذلك يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم لعظمة ما هم فيه من نعيم ورضوان وخلود دائم لا يعرف الموت.

قال الله تعالى :- { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }.

(أحياء) هذه أولى العطايا الربانية التي منحهم الله إياها جزاء لبذلهم أنفسهم ودماءهم في سبيله، و(عند ربهم) هذا أيضاً مقام رفيع وعظيم اختصهم به حين قال عند ربهم بعد أن قال أحياء وهل هناك شيء أسمى وارقى وارفع من أن يحظى الإنسان المؤمن بمثل هذا المقام يكون حياً عند ربه؟ لا يوجد ليس هذا فحسب بل أضاف سبحانه وتعالى بعد أن قال أحياء عند ربهم أضاف (يرزقون) أحياء وعند ربهم وكذلك يرزقون ومعروف ما هو الرزق ومعروف من الذي يرزق؟، يرزقون دليل على جانب الرعاية الربانية لهم في مجال الجانب المادي، ولم ينته الأمر عند يرزقون فقط بل قال الله عن الشهداء أيضاً (فرحين) بما آتاهم الله من فضله إلى جانب الحياة والرزق نفوسهم مغمورة بالفرحة والسرور بما يؤتيهم الله من فضله وكرمه انهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، وهذا دليل قاطع لمن يشكك في حياتهم انهم يرزقون وكذلك يستبشرون، الجانب النفسي والمعنوي عندهم قائم على الاستبشار بمن خلفهم من أمتهم وأهاليهم وذويهم والمجاهدين في سبيل الله ويطمئنون من خلفهم انه لا يوجد في عالم الشهداء أي مكان للخوف والحزن والقلق خصوصا من مضى على نفس السراط الذي ساروا عليه فقادهم إلى هذا المقام الرفيع والعظيم.

ومن خلال هذه الآيات العظيمة نصل إلى تعريف إلهي شامل عن عالم الشهداء العظماء وما فيه من حياة ورزق وفرح واستبشار وربح وفوق ذلك أنهم (عند ربهم)، غادروا هذه الدنيا بعد أن سطروا أروع الملاحم البطولية وجسدوا تعاليم الإسلام وثقافة القرآن الكريم في واقعهم قولاً وعملاً، غادروا كوكب الأرض إلى عالم الخلود والشهادة إلى عند ربهم وهذه لوحدها تكفي، أما عندما يترافق مع عند ربهم الحياة الأبدية والرزق والفرح والاستبشار فهذه مقامات وعطايا إلهية كبيرة وعظيمة اختصهم الله بها تليق بمقامهم وتضحياتهم وعطائهم ويكفينا أنهم عند ربهم.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد صالح حاتم
قبل الوداع 2020
محمد صالح حاتم
عبدالفتاح علي البنوس
الغواصات الإسرائيلية والحرب الخاطفة
عبدالفتاح علي البنوس
د.عبدالعزيز بن حبتور
ماذا حلَّ بعربان مجلس التعاون الخليجي “المُطبّعين”؟
د.عبدالعزيز بن حبتور
إبراهيم الوشلي
لست قليل أدب..!
إبراهيم الوشلي
عبدالعزيز البغدادي
قبول النقد وتصحيح الأخطاء دليل جدية التوجه نحو بناء الدولة!
عبدالعزيز البغدادي
عبدالفتاح علي البنوس
خزان " صافر" و"التسويف" الأممي
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد