يفيض خطاب سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي ألقاه يوم أمس في جمعة رجب الأصب بالمضامين الإيمانية العميقة التي ترسم واقعاً صحيحاً تسوده العدالة والحرية والأخوة والحياة الطيبة ، ولأن الإيمان يماني المنبت والأصل والنشأة فإن على اليمنيين حمله للناس كافة من خلال القول والسلوك والتطبيق العملي ، ومن مقتضيات الإيمان الحرية والكرامة والعزة وعدم الخنوع للغزاة والمعتدين ومواجهة الأعداء ومقاتلتهم.
ومن هذا المنطلق أتى تعريف السيد القائد- حفظه الله- لما يفعله اليمنيون في مواجهة العدوان الغاشم الذي استباح البلاد والعباد ونهب ودمر وقتل وعاث فساداً وحاصر الجميع بلا استثناء ، ومن هذا الأساس الراسخ فإن جميع اليمنيين الذين ينطلقون في مواجهة العدوان إنما هم يجسدون حالة الإيمان الحقيقي الذي أراده الله لعباده جميعاً ، على خلاف المرتزقة والعملاء، فقد رضوا بأن يكونوا مطايا في سيرك النفاق والعدوان ، وارتضوا لأنفسهم بأن يكونوا عبيداً لأعداء اليمن الذين أرادوا تكريس الوصاية والإذلال لليمنيين وأرادوا نهب البلاد واستعباد العباد.
ويرتبط تبعاً لهذا الأساس الراسخ والثابت كل ما يقوم به اليمنيون انطلاقاً من مسؤوليتهم الدينية والوطنية والإنسانية والأخلاقية في مواجهة العدوان وتحرير الأرض من دنسه وسطوته وسيطرة عملائه ، على أن عمليات أبطال الجيش واللجان الشعبية في مارب هي عمليات دفاعية مشروعة هدفها دحر العدوان السعودي وضباطه ومأجوريه وأعوانه من القاعدة وداعش ، وليس لمارب ولا لأبناء مارب ولا لأهل مارب ولا لمشائخ مارب ولا لقبائل مارب أي علاقة ، كما أن الجميع بات يعرف بأن تحالف العدوان على اليمن لم يأت بخير لليمن ، ولم يُرِدْ الخير للشعب اليمني ، ولا هو جاء لأجلهم ولا لمصلحتهم ولا يريد لهم الاستقرار ولا الأمن ولا الأمان ، هو جاء لأهدافه وبأهداف احتلالية ولأطماع في الثروة وغيرها ، وهذا ما بتنا نشاهده ونتابعه فيما يفعله ويمارسه يومياً على الأرض في مارب وفي المهرة وسقطرى وحضرموت وغيرها.
لجريمة واحدة من الجرائم المروعة التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي البائق على اليمن كافية بأن تجعلنا جميعاً من صعدة إلى المهرة نقاتل هذا العدوان الذي مارس كل أشكال الإجرام والإرهاب والترويع والتنكيل باليمنيين،..
فكيف سيكون حالنا مع من ارتكب أكثر من نصف مليون جريمة قتل وتدمير على طول اليمن وعرضها ، مع من جاء لينهب بلادنا وأرضنا ويستبيحنا في كل شيء ويحوِّل يمننا إلى حديقة لنزواته وأطماعه ، كيف سيكون حالنا مع من قتلنا وأباد أهلنا وشعبنا بالسلاح الفتاك والمدمر ، ومد يده للصهاينة اليهود وطبّع معهم ومنحهم السلام؟
لقد صرف ملوك السعودية وأمراء الإمارات المارقة تريليونات الدولارات في شراء الأسلحة لقتل الشعب اليمني المسلم الأصيل ، ما تركوا مبنى ولا منشأة ولا طريقاً ولا مدرسة إلا وقصفوها بالطائرات ، مخازن الغذاء والحبوب والمستشفيات وصالات الأعراس ومجالس العزاء والمنازل دُمِّرت على ساكنيها ، لقد كنسوا مدناً بأكملها وأمطروها بصواريخ وقنابل محرمة دولياً، لماذا لم نر هذه الصواريخ ولم نسمع الطائرات تقصف تل أبيب وحيفا والأراضي الفلسطينية المحتلة والمغتصبة من اليهود الصهاينة ، لماذا لم يوفروا هذا السلاح لتحرير القدس الشريف وتخليصها من براثن المغتصبين ، هل كان اليمن أولى بخيرهم وبحاجة لتحريرهم؟ ذهبوا للتطبيع مع كيان العدو الصهيوني ، صلوا ودعوا بالسلام على اليهود ، صرفوا المليارات بهدف تحقيق السلام لإسرائيل ، لكنهم وجَّهوا الطائرات مختلفة الأنواع والطرازات ومختلف القاذفات والراجمات والصواريخ والمدافع والجيوش نحو اليمن وفعلوا ما فعلوا بدعوى تحريره وإعادته إلى الحضن الذي استحال نجمة يهودية سداسية ، فما الذي بقي حتى نصدق هؤلاء ونستمع لأكاذيب أبواقهم؟
وقد جاء خطاب سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يوم أمس صادقاً مسؤولاً يبعث على الاطمئنان ويقطع الطريق أمام المشككين والكاذبين الذين يضخون الأكاذيب والشائعات في مسامع أبناء مارب ليحرضوهم بأفواههم ،ويدفعوهم للقتال ضد أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وكانت إشارة السيد- حفظه الله- واضحة ورسالته وموقفه واضحين ، إذ أن أبناء مارب هم إخوة لنا وأيدينا ممدودة لهم، وهذا مبدأ عام يشمل كل أبناء مارب بلا استثناء.
تحدث السيد القائد خير الكلام والدلالات وهو يعرف أن أبناء مارب هم أهل وعشيرة وقبيلة لنا جميعاً ولا أحد يتربص بهم سوءاً أو مكروهاً، لكنه فنَّد مزاعم المرتزقة والعدوان وحطم أكاذيبهم ، وعلى أبناء مارب أن يطمئنوا وأن يدركوا بأن مارب هي صنعاء وصعدة وعمران وهي كل اليمن ، وأنهم إخوة وأعزاء لن ينالهم سوء ولا مكروه أبداً، وعليهم أن يسألوا إخوانهم في الجوف ونهم وبقية المناطق التي تحررت قريباً هل وجدوا ما يقوله إعلام العدوان ومرتزقته حقاً! وينبغي عليهم أن يدركوا بأن أبواق العدوان وعلى رأسهم الإخوانج يعملون على بث الأكاذيب والشائعات من خلال الخطب والمحاضرات والأنشطة الإعلامية المختلفة وهدفهم من وراء ذلك هو التحريض والدفع بالناس للقتال دفاعاً عن مصالحهم (المعتدين السعوديين والإخوانج المرتزقة) ، وعن معسكراتهم ، وعن الضباط السعوديين ، وعن غرف العمليات التي يمارسون من خلالها العدوان على بقية اليمن ويتمركزون فيها داخل مدينة مارب.