|
حبل الكذب قصير .. لكنه طويل ولا نهاية له لدى الإخوانج
بقلم/ عبدالرحمن الأهنومي
نشر منذ: 3 سنوات و 8 أشهر و 18 يوماً الخميس 04 مارس - آذار 2021 07:51 م
حين فقد الإخوانج المنطقة العسكرية السابعة برمتها قالوا أنهم يحققون انتصارات تبلغ عنان السماء, وأنهم على وشك استعادة هيلان وطَرْق بوابات صنعاء.
قبل عام انهارت جبهة وفَرّت حشود وقطعان الجماعة من كل مناطق نهم وصولا إلى مديرية مدغل في مارب, ثم انتهت تلك المعارك باندحارها من عاصمة محافظة الجوف “الحزم”, وقبلها سبع مديريات كانت تتمركز الجماعة فيها أو في بعض مناطقها، وصولاً إلى معسكر اللبنات شرق الحزم.. مع ذلك ظل الإخوانج شهوراً عديدة يتحدثون أن معاركهم وبطولاتهم وانتصاراتهم ما تزال في مديرية نهم قرب صنعاء.
أتذكر أني زرت الحزم وإلى شرقها وقبلها مديرية الغيل ومفرق الجوف في 2 مارس 2020 ، وكنت قبلها وتحديداً في 19 فبراير في زيارة لمديرية نهم ، حين عدت من مديرية الحزم فتحت قناة العربية وكانت تبث لقاء مقتضباً مع المقدشي, سأله محمد العرب: أين تدور المعارك؟, فقال “نحن ما زلنا في مديرية نهم والجيش الوطني ما زال قريباً من بني حشيش ولا تصدقوا لإعلام الحوثيين”. الله الشاهد كان هذا كلام المقدشي حرفيا..
لولا أني كنت عائدا من مديرية الحزم وشرق المديرية ليلة ذاك لصدّقت أنهم ما زالوا في نهم ومطلين ع بني حشيش..
ومثلما قال المقدشي آنذاك ظلت قناتا سهيل وبلقيس وأخواتهما وكل قادة الإخوانج شهوراً عديدة يتحدثون عن معاركهم باعتبارها في مديرية نهم وقرب صنعاء بلا خجل..
اضطررت في زيارة بعدها إلى مديرية نهم أن أزور كل قرى المديرية لأتأكد ممّا يتحدث عنه الإخوانج من المعارك التي يخوضونها في نهم..مع إني كنت قد زرت أغلب قرى نهم بما فيها وادي ملح كاملا ومع ذلك ظلت الجماعة مصرة على أنها في نهم.
بعد الزيارة التي كانت هي الثالثة عدت إلى صنعاء ، وانتظرت يومين لأتأكد من أن إعلام الجماعة يقصد نهم نفسها يعني ما فيش مجال لأي تأويل ، وتأكدت أنه يقصد نهم التي زرتها للمرة الثالثة وقد اندحرت عنها الجماعة كليا وعن مساحة حولها تقدّر بأكثر من 2500 كيلو متر مربع وبات قطعان الجماعة وجيوشها في أطراف صحراء الحزم وفي مدغل.
وللأمانة دفعني الموضوع حينها لتحليل الموضوع بأبعاده المختلفة النفسية والإعلامية ووصلت إلى نتيجة مفادها إما أن: هؤلاء أصيبوا بالعمى وتاهوا في الجبال حتى باتوا يعتقدون أنه كل المسافة بين مارب وصنعاء هي نهم..ولم أستبعد أن في الأمر عميّة أصابهم الله بها.
أو إنهم وصلوا إلى مرحلة الهستيريا والهوس في الكذب, وهذه الحالة يصل إليها من يعتاد الكذب والتضليل والخداع في حياته ، ويصل إلى مرحلة يعتقد فيها أنه يستطيع استغفال الناس وتمرير كذبه عليهم ، وأنهم لن يكتشفوه أو مثلا يستعيد نهم في اليوم الثاني لكلام من هذا النوع..
هذا الأمر ما زال بحاجة إلى دراسة نفسية معمقة..وإخضاعه لمتخصصين في الجوانب النفسية ولا أقصد المزاح طبعا..
على حجم الجرأة لدى جماعة الإخوانج وإعلامها وقياداتها وناشطيها في الكذب وعيني عينك تدرك حجم التلبيس الذي يتعرض له الناس من هؤلاء, وحجم التغرير بهم ليس في مواضيع الحرب وسير المعارك بل في كل شيء بما في ذلك العقائد والانتماءات والأحكام وغيرها.
يعتمد الإخوانج على استراتيجية “اكذب اكذب حتى يصدقك الناس” في كل معاركهم وصراعاتهم..لكنهم في معركتهم الأخيرة بمارب عملوا على الاستراتيجية ذاتها وكذبوا حتى صدقوا أكاذيبهم هم.
“مقتل المئات من الحوثيين” كذبة يعيد الإخوانج نشرها كل يوم ، فيما هم يواجهون انهيارات وهزائم سحيقة في الميدان يبدو أنهم ما زالوا سكارى لم يفيقوا من تأثيرها.
قبل أيام ظهر العرادة في محفل بحضرة جمع عسكري وآخرين من الإخوانج يخطب ويكبر ويهلل قال حرفيا “وأبشركم في هذه الأثناء يبسط جيشنا السيطرة الكاملة على جيل هيلان”
اتصلت بأحد الإخوة في الجانب العسكري ، أسأله عن هيلان قال “ما فيش جديد, هم كان قد حاولوا يزحفون في المشجح, لكن جاءت لهم مقتلة”..ظل الحزمي يومها يغرد حتى منتصف الليل عن الأعلام التي نصبت في هيلان وعن معجزات المعركة التي لا أصل لها في الواقع.
حبل الكذب قصير إلا عند الإخوانج فحبل الكذب لا نهاية له ، سقطت نهم والجوف وأنكر الإخوانجيون وأقسموا بالمغلظة من الأيمان أن إعلام الحوثيين يكذب على الناس ، لكنهم منذ اللحظة الأولى قالوا إن الإمارات تآمرت عليهم في نهم وأن أمريكا وقفت مع (الحوثيين) ضدهم ، وأن المبعوث والمجتمع الدولي منعهم من اقتحام العاصمة صنعاء ، وأن اتفاق السويد حال بينهم وبين الحديدة ، والآن سيفرون كالجرذان من مارب وهم يتناوبون مع السعودية على تحميل الآخر مسؤولية الهزيمة..وهكذا لا يموت الإخوانجي إلا بقطع لسانه.
قُتل المجرم شعلان؛ ظهر الجماعة ليقولوا لا تصدقوا إعلام الحوثيين ، انهزمت الجماعة المارقة وهُزمت وانكسرت في مارب والجوف ونهم والبيضاء وفي كل جبهات ومحاور الحرب الوطنية التي يخوضها اليمنيون ، وهزيمتها هو المآل المنتظر لها والمفترض لأمثالها, لأن بقاءها في أي شبر يمني يعد خطرا ماحقا وساحقا ، إذ لم تستقر اليمن بوجود النطفة الخبيثة التي تبنت فكرة تدعيش المجتمع وتفخيخه بالأفكار المستوردة والتي تعد خلاصة تاريخية لمسار التدين المنحرف عن الإسلام الحقيقي ، والذي جعل من الدين عصا غليظة لسلطات القمع الأموية والعباسية وما سبقهما وما تلاهما ، وجعل من الدين لباسا وشكلا ومسمى ، وضربه في صميمه وموضوعه.
كنا نتحدث قبل أشهر عن تبة المطار في صرواح واليوم نتحدث عن البلق والطلعة الحمراء ، كنا نتحدث عن معسكر ماس واليوم نتحدث عن أسداس في أطراف رغوان ، كنا نتحدث عن كوفل واليوم عن صحن الجن ، وحتى الآن قيادات الجماعة تركب عقولها وتدّعي أنها تحقق الانتصارات وتحقق وتحقق!
فقدت الجماعة المنطقة العسكرية السابعة كاملة ، واندحر قطعانها من ماس بشكل كامل ، حدث هذا فيما قادة الجماعة يهللون ويكبرون بانتصاراتهم العظمي؟
المعركة على أبواب مدينة مارب آخر معاقل الجماعة المارقة ، التي أذاقت أهل المدينة والمحافظة لباس الترويع والتنكيل ، والمضحك أن قادة الجماعة يتحدثون عن صنعاء وحجة وصعدة ، وهذه المحافظات أقسم لو يبقى هؤلاء ألف سنة ما وصلوا إليها بكل ما معهم .
بإطلاق سريع وعاجل على ما تقوله الجماعة وتسوّقه يوميا في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى قنواتها وفضائياتها حول مارب تدرك مأزق الجماعة المارقة وتدرك خطر بقائها طبعا ، أكثر من 500 كذبة تطلقها الجماعات في منصاتها على شكل أخبار وتقارير ومنشورات عاجلة ، مقتل مئات الحوثيين ، الحوثيون ينتحرون ، مقتل أبو فلان الفلاني القيادي في صفوف كذا ، تحشّد الجماعة يوميا ما يصل إلى 500 إشاعة وربما أكثر من ذلك سعيا وراء حدوث المعجزة والأمنيات ، وقيل المثل يموت الاخوانجي وهو يُحدِث أي يكذب.
أخيرا على الجماعة وقياداتها أن يتذكروا بأن من خان البلاد والعباد لن يكون له مكان على هذه الأرض أبدا ، ومن عادى أهلها فقد حكم على نفسه بالنكال والوبال..وعليها أن تموت من الآن وعليها أن تتيقن بأن لا عاصم لها من الله أبدا ، وأن الإشاعات وادعاء المقاتل والبطولات والانتصارات والسيطرة على هيلان ما عاد ينقذها من المصير المحتوم. |
|
|