وما زالوا يعزفون ويغنُّون على ذات المقطوعة والسيمفونية القديمة: إيران، عملاء إيران، عبيد طهران، المجوس والروافض و…!
مَلَلْنا سماعَ هذه الأُسطوانة ولم يملوا!
تعبنا منها ولم يتعبوا!
مع أنه السيد -وأنا أعرفُه جيِّدًا- لو خُيِّـر بين إيران وجنّة إيران، وبينهم أن يعودوا عن غَيِّهم وينفضوا عن ظهورهم وجلودهم غُبارَ العمالة والارتزاق لما اختار إلا هُـم، ولآثَــرَ نارَهم وحَــرَّهم وقَيضَهم على جِنانِ الدنيا كُلِّـها وليسَ إيران فحسب!
السيدُ بكُلِّ صَراحةٍ لا يريدُكم أن تظلوا مطايا لمشاريعَ أجنبيةٍ مشبوهة، لا يريدُكم أن تظلوا عبيداً لأنظمةٍ مستبدةٍ وعميلةٍ معادية، السيد يريدُكم فقط أن تعودوا شُركاءَ لا أُجَراءَ ولا عبيداً!
لماذا تنفرون من أنصارِ الله أن دعوكم إلى مشروعٍ يمنيٍّ مستقلٍّ خالصٍ، وأيَّاً كانت سلبياتُه في نظرِكم أَو ما تأخذون عليه من عيوبٍ أَو جوانب قصور، فكُلُّ شيء قابلٌ للنقاش والمراجَعة والتقويم والتعديل في إطارِ البيتِ اليمنيِّ الواحد.. ولكُلٍّ في الأولِ والأخيرِ وجهةُ نظرٍ غيرِ ملزمةٍ ولا متعدية.
المهمُّ أن يجتمعَ الجميعُ على مشروعٍ يمنيٍّ خالصٍ يحرّر اليمنَ من قبضةِ الإملاءاتِ الأجنبيةِ وقيودِ التبعية المذلة والمجحفة.
ألم تتعاطوا من قبلُ مع مشاريعَ أجنبيةٍ مستوردةٍ جيء بها إلى اليمن وطُبِّقت بحذافيرها بصورةٍ تكرَّست معها كُـلُّ معاني ومظاهر التبعية البغيضة كالناصرية والاشتراكية والرأسمالية والوهَّـابية وَ…؟!
فلماذا تمتنعون اليومَ من التعاطي بإيجابيةٍ مع مشروعِ هذا المواطنِ اليمني عبد الملك الحوثي؟!
لماذا حكمتم عليه مسبقًا أنه مشروعٌ (إيرانيٌّ) في الوقت الذي لم تحكموا من قبلُ على مشاريعَ أجنبيةٍ مستوردةٍ أنها مِصريةٌ أَو سوفيتية أَو كوبية أَو أمريكية أَو سعوديّة أَو… أو…؟!
لماذا لا تجرِّبون المشروعَ القرآني الذي ينادي به هذا الشخصُ اليمني، وتنظرون في ماهيته وتتفحصون كُـلَّ تفاصيله وأهدافه و… ثم بعد ذلك تحكمون؟!
فَـإنَّ كان هذا المشروعُ يمنياً خالصاً فسيُكتَبُ له ولنا جميعاً الديمومةُ والنجاحُ، وإن كان إيرانياً أَو غيرَ ذلك فسيسقطُ من تلقاءِ نفسِه كما سقطت تلك التي من قبله وذهبت إلى غيرِ رجعة!
لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟
أسئلةٌ كثيرة وكثيرةٌ، أنتم معنيون اليوم أكثرَ من أي وقتٍ مضى بالإجَابَة عنها، لكنكم ومع ذلك لا تستطيعون ذلك!
فهل تعلمون لماذا أنتم لا تستطيعون ذلك؟!
لأَنَّكم وبكل بساطة ما زلتم تعانون من تداعياتِ وآثارِ التبعياتِ السابقةِ التي ما زالت تسيطرُ على عقولِكم وتفكيرِكم وتجرُّكم أذيالُها يمنةً ويسرةً والتي لو تحرّرتم منها فعلاً لصالحِ التبعيةِ فقط للوطن، لبدأتم -ربما- في العودةِ والتعاطي مع أيِّ مشروعٍ وطنيٍّ.
فهلَّا أعدتم النظرَ من جديد؟!