انصرم العامُ السادسُ وما يزالُ مطايا العدوان من أدعياء الشرعية يقطنون فنادقَ الرياض، وما تزال حكومةُ الفنادق تتوزعُها المنافي في العواصم العربية، وما تزال الشعب اليمني عصياً على الخضوع لأجندات دول الاستكبار العالمي التي تمتطي ظهورَ حكام الخليج لقتل وتدمير اليمن تحت وهم عودة الشرعية.
لقد وضعت من يسمونها الشرعية يدها على أرض الجنوب كله ولكنها حين تحدث نفسها بالعودة إلى عدن تفر ويعصرها حنينُ العودة إلى الفنادق كما حدث مؤخّراً بعدن، وفي ذلك بيان للناس واضحٌ، فجماعة الرياض وجماعة الشرعية ليسوا إلا أدوات بيد السعودية وبيد الإمارات ومن خلفهما أمريكا وبريطانيا ومن خلف الكل الصهيونية العالمية التي تدير مشروعَ عودتها من خلال وعد المخلِّص الذي سوف يحكُمُ من النيل إلى الفرات، وهو العلوُّ الثاني لليهود في الأرض.
لقد عرف المواطن اليمني من يريد نفعَه ويبتغيه ومن يريد نفعَ نفسه، وحدث الفرزُ في الواقع واتضحت الصورة له، ولعلَّ مَن يتابعُ شبكاتِ التواصل الاجتماعي يدرك حركةَ الوعي الاجتماعي في مقابل ما تقوم به عصابات الارتزاق من تضليل، وما تنقفه في تضليلها من أموال باهظة الكلفة إلا أن ضخامة الأموال تتكسر على صخرة الوعي التي أبدعها الزمن في ذاكرة الناس، ولعل تدفق الجماهير إلى الساحات والميادين في عموم المحافظات اليمنية على مدى الأيّام الأولى من العام السابع من العدوان قد حمل دلالة الوعي الجماهيري، فالجماهير التي تتعرض للتضليل تدرك بعد وقت قصير أَو طويل من يستهدفُ نفعَها ومن يبتغي نفعَ نفسه من خلال التغرير بها، وفي الحروب يمتاز الناس وتتضحُ الحقائق، فالعظماء في التاريخ هم وحدَهم مَن يجهدون في خدمة الجماهير ولو كابدوا عقوقَها، ذلك أن الجماهير في الغالبِ الأعمِّ لا تدري من يقودُها للهُدَى ومن يقودها للضلال وبخروجها في الساحات والميادين إعلان بوعيها وإدراكها الذي تتحطم على صلابته كُـلّ اوهام الطامعين وكل أوهام الغزاة سواء جاءونا بعقال العربي الصحراوي أَو بربطة عُنق الأجنبي.
لا خيارَ أمامنا اليومَ بعد كُـلّ هذا الزمن الذي مرَّ من عمر العدوان علي اليمن إلا الانتصار، فقد استخدم كُـلّ ما يملكه من قدرات وطاقات وباء بالفشل وبالخسران المبين، وها نحن في العام السابع وما زلنا -رغم بشاعة العدوان- نملِكُ زمامَ المبادرة، وما زلنا أقوياءَ كما ينبغي لنا أن نكونَ، لم نهن ولم نفشل في حين ذهب العدوان ومرتزِقته بالهوان كله، وها هي كُـلّ حركة الواقع تتحدث عن فشلهم وعن صراعهم فيما بينهم، فقد كشفت أحداث عدن الأخيرة الأقنعةَ وقد قالت الأحداث بكل وضوح من يريد نفع الشعب ومن يريد أنفالَه وفيدَه، ومن يقتات على دمه وهو يرفِّه نفسه في عواصم العالم وفي فنادق الخمسة نجوم، ويأكل أطيبَ الطعام ويركب أحسنَ الموديلات من السيارات الحديثة ذات الجودة والتقنية العالية.
سلامٌ على هذا الشعب الصابر المصابر، وسلامٌ على شهدائه الأبرار، وطوبى لليمن ولليمنيين هذا المجد الذي صنعوه بدمائهم وبأرواحهم، فكانوا نموذجاً أبهرَ العالم، ووقف أمامَ بأسهم بقدرٍ من الإجلال والتقدير والدهشة، وتحيةٌ لقادة المرحلة الذين صنعوا تاريخاً من العزة والشموخ في ظل يأسٍ عربيٍّ مقيتٍ في صناعة الانتصارات والمعجزات.