هشام الهبيشان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
هشام الهبيشان
سوريا ماذا عن السنوات العجاف !؟
العرب وفلسطين
إيران المحاصرة … الإنجازات والتحديات
المشروع الصهيو –أمريكي!
اليمن.. وموسم الحلول السياسية
“يوم الأسير الفلسطيني” .. بين الألم والأمل!
إسرائيل وسوريا وإيران… ماذا عن قواعد الاشتباك الجديدة !؟
الأمريكي والهزيمة المدوية في سوريا !؟
يا عرب .. أتنسون خير سوريا عليكم !؟
فلسطين تغلي على صفيح ساخن.. ماذا عن موقف العرب !؟

بحث

  
اليمن… من تلقى الصفعة الأقوى!؟
بقلم/ هشام الهبيشان
نشر منذ: 7 سنوات و شهرين و يومين
الإثنين 27 فبراير-شباط 2017 09:04 م




قبل ما يقارب العامان، حدّدت السعودية، خلال عدوانها على اليمن والمسمّى، حينها، بـ «عاصفة الحزم»، بنك أهداف تضمّن بنى تحتية ومرافق حيوية ومجموعة مطارات وقواعد عسكرية يمنية. وتمّ تدمير بنك الأهداف هذا كاملاً. وقد برّر النظام السعودي عدوانه هذا، بحجة الدفاع عن شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ومن جهة أخرى، وقف تقدم «أنصار الله» والجيش اليمني ، باتجاه مدينة عدن، مقرّ الرئيس اليمني هادي، حينها.

حينها وصف بعض الساسة السعوديين، هذه العملية، بـ «الصفعة القوية للتمدّد الايراني في المنطقة العربية». في المحصلة وبغضّ النظر عن الأسباب المعلنة أو المخفية، وراء الكواليس للعدوان السعودي ـ الأميركي على الدولة اليمنية، يمكن القول اليوم وبعد عامان ، من الحرب على اليمن، أنّ النظام السعودي أخذ المنطقة العربية، برمتها، إلى مغامرة ومقامرة جديدة، ستكون لها تداعيات ونتائج خطيرة، بل خطيرة جداً.

في اليمن وداخلياً، يدرك معظم الفرقاء السياسيين اليمنيين، باستثناء جماعة «الإصلاح» الإخوانية وأنصار الرئيس هادي والمتحالفين مع السعودية، طبيعة مسار هذه الحرب التي تستهدف اليمن، فمعظم صنّاع القرار اليمنيين، على اختلاف توجهاتهم، يعون اليوم وأكثر من أي وقت مضى، أنّ اليمن أصبح ساحة مفتوحة لكلّ الاحتمالات، التي تشمل، بالإضافة إلى الحرب الخارجية، حرباً داخلية مدعومة من دول وقوى خارجية. وتتمثل هذه الحرب، بسلسلة اغتيالات وتفجيرات وانتشار للجماعات الإرهابية، خصوصاً أنّ المناخ العام في الداخل اليمني والمرتبط بالأحداث الإقليمية والدولية، بدأ يشير بوضوح، إلى أنّ اليمن أصبح عبارة عن بلد يقع على فوهة بركان، قد تنفجر تحت ضغط الخارج، لتفجر الإقليم العربي بكامله.

وهنا، لا يمكن، أبداً، فصل ما جرى وما زال يجري في سورية والعراق وليبيا، عن الأحداث في اليمن، فهناك معادلة شاملة لكلّ الأحداث والحروب والصراعات التي تعصف بالمنطقة. ومن الطبيعي، أن تكون لهذه المعادلة تداعيات مستقبلية على جميع دول المنطقة.

إنّ استباق هذه التداعيات بحرب استباقية، كما فعلت السعودية في عدوانها على اليمن، لا يمكن أن يكون الحلّ للأزمة اليمنية، عبر الحرب ومحاولة إخضاع الطرف الآخر بالقوة، لإجباره على تقديم التنازلات. ربما تصلح هذه المعادلة في دول أخرى، لكن في دولة كاليمن، لا يمكن أن تصلح أبداً، لاعتبارات عدة.

وهنا، للتاريخ، نكتب ونقول، إنّ اليمنيين فاجأوا الجميع ونجحوا في استيعاب واستقراء طبيعة العدوان السعودي. ونجحوا ببناء وتجهيز إطار عام للردّ على هذا العدوان، كما قال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والقائد العام لجماعة «أنصار الله» السيد عبد الملك الحوثي، في خطابيهما الاخيرين.

ونحن هنا، نتوقع مزيداً من الردود اليمنية على العدوان السعودي. لكن طبيعة هذه الردودّ وشكلها لا يزالان طيّ الكتمان ولم يفصح عنهما ساسة وعسكر اليمن. لكنّ الواضح أنّ السعوديين بدأوا، بدورهم، التحضير لاستيعاب واستقراء طبيعة هذه الردود.

يدرك السعوديون حجم الضرر والخطر اللذين قد يلحقان بالسعودية، نتيجة هذا الخطأ الفادح. كما أنهم يعلمون جيداً، أنّ استمرار تحالفهم «العشري» مع بعض الدول العربية، التي تشترك في هذا التحالف، يرتبط، في شكل قطعي، بحجم الإغداقات السعودية، التي يقدّمونها إلى حلفائهم العرب وغير العرب، في هذه الحرب.

ختاماً، يبدو أنّ الأيام المقبلة، ستحمل المزيد من التطورات على الساحة العسكرية اليمنية، فالتطورات العسكرية، من المتوقع أن تكون لها تداعيات عدة، سنشهدها مع مرور الأيام. فهل يستطيع السعوديون تحمّل تداعياتها، خصوصاً أنّ لهم تجارب عدة في الصراع مع الشعب اليمني، منذ عام 1934، مروراً بأحداث عدة، ليس آخرها ولا أولها، أحداث عام 2009، بعد الاشتباك المباشر بين «أنصار الله» والسعوديين في مدينة صعدة اليمنية. ومن هنا، سننتظر المقبل من الأيام، لنقرأ هذه المعادلة بشكل واضح.



كاتب وناشط سياسي – الأردن

نقلا عن : المراسل نت 
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن أبوطالب
حتى لا نقتل انفسنا .. او نخرج من ديارنا
عبدالرحمن أبوطالب
محسن علي الجمال
إلى الساخرين..هؤلاء صنعوا طائرات فماذا حققتم أنتم ..؟
محسن علي الجمال
محمد عايش
إهانة هادي ..
محمد عايش
إبراهيم السراجي
أسباب تطوّر الصراع السعودي الإماراتي في اليمن وعلاقة واشنطن به!
إبراهيم السراجي
عبدالله علي صبري
مليارات "المهفوف" وقطار بن دغر !
عبدالله علي صبري
حسن الوريث
سوء تغذية ومجتمع دولي أسوأ
حسن الوريث
المزيد