تخيّلوا معي لو أن هذا المسلسل (رشاش) هو مسلسلٌ يمني ومن إنتاج حوثيٍّ (ألد أعداء السعودية) وحدث أن عُرض مشهدٌ منه يسيئُ فيه للمرأة السعودية، ماذا كان سيحدث؟
أجزم أن الحوثيين كانوا سيقومون على الفور بإيقافه ومحاسبة كُـلّ من تورط في كتابة وتمثيل وعرض ذلك المشهد.. هذا إن لم يخرج السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بنفسه على الناس بخِطابٍ يعلنُ فيه اعتذارَه شخصيًّا واعتذار الشعب اليمني كله للمرأة والشعب السعودي.
وهكذا هي أخلاق الرجال في الحروب!
نعم نحن نعيشُ عدواناً سعودياً ظالماً، لكننا ومهما بغوا علينا وبالغوا في ظلمنا لا يمكن أن ننزلق بأي حالٍ من الأحوال إلى مستوى التعرض أَو الإساءة إلى المرأة السعودية أَو غير السعودية.
فنساء السعودية في الأول والأخير وفي كُـلّ الظروف والأحوال هن نساءنا، أُمهاتنا، وأخواتنا، عرضهن عرضنا وشرفهن شرفنا ولا نقبل أن يمسهن أحد بأي سوءٍ أَو مكروه.
الدورُ والباقي طبعاً على هذا النظام السعودي الذي لم يبادر وإلى الآن إلى تسجيل موقفٍ أخلاقيٍّ مشرِّفٍ تجاه هذا العمل الهابط الرخيص ولو من باب الاستنكار والإدانة أَو حتى المجاملة.. الأمر الذي لا ينُمُّ عن شيء صراحةً سوى عن مدى ما بات يعيشه هذا النظام من انحطاط أخلاقي وقيميٍ لا نظير له أسلمه بالضرورة إلى حالةٍ من اللامبالاة وعدم الاكتراث إزاء واحدة من أهم المسائل وأكثرها خطورةً وحساسية لدى الإنسان العربي والمسلم!
على أية الحال.. نحن من جانبنا سنظل دائماً وأبداً ندعو وبكل قوة إلى تحييد المرأة وعدم إقحامها في الصراع بأي حال من الأحوال وتحت كُـلّ الظروف وذلك لما تحظى به من مكانة لدينا كشعب يمني عربي مسلم.
صحيح أننا لا نملك في الحقيقة فرض هذا الأمر على الطرف الآخر إلا أننا ومع ذلك سنظل ملتزمين ومتمسكين به كمبدأ أخلاقي وقيَميٍ استراتيجيٍّ لا حيادَ عنه، فالمرأةُ بالنسبة لنا ليست نصفَ المجتمع كما يقولون وإنما هي المجتمعُ كُلُّه.