حشروه في إحدى زوايا الطقم وحيداً أعزلَ وأوسعوه سباً وتعذيباً ثم قتلوه!
ثم قالوا: أنت حوثي!
هكذا وبدمٍ باردٍ فعل أرخص مخلوقات الله بالشهيد الأعزل عبد الملك أنور السنباني في طور الباحة بلحج مؤخّراً قبل يومين في جريمة بشعةٍ اهتزت لهولها وفظاعتها الأرجاء!
لم يكن الشهيد عبد الملك في الحقيقة يحمل معه مدفعاً رشاشاً أَو مخطّطاً تخريبياً أَو نزعةً انتقاميةً أَو تآمريةٍ على أحد حتى يقتلوه!
كان حلمه الوحيد فقط هو أن يحط برحاله على أرض الوطن، فرحلة الوصول بعد ذلك إلى داره وأهله ستكون محفوفة بالبِشْر والترحاب على طول الطريق من مطار عدن إلى حَيثُ سكناه في صنعاء أَو هكذا للأسف الشديد كان يحلم!
لم يكن يعلم انها ستكون أوعر الرحلات وأطولها وآخرها على الإطلاق!
فقد زرع الغزاة والمحتلّون فيها من الألغام: عصاباتٍ وكائناتٍ بشرية هي الأسوأ والأحقر والأجبن والأوسخ على مر التاريخ!
يعني ناس لا أخلاق لهم ولا مبادئ ولا قيم سوى العيش وحيدين بلا وطنٍ وبلا هُــوِيَّة، فالوطن بالنسبة لهم مُجَـرّد فرصةٍ ينتهزونها كلما سنحت لهم ليقتاتوا من دمائه وأشلائه ليس إلا..!
وبالتالي ماذا تتوقعون من هكذا كائناتٍ بشرية؟!
ماذا تتوقعون من قطيع أوباش أنكروا أصلهم وهُــوِيَّتهم ويمنيتهم في سابقة لم يفعلها أحد قبلهم من العالمين أن يفعلوا أَو بأي قيمٍ يتحلوا؟!
طبعاً أنا لا أوجه كلامي هذا إلا لهؤلاء الجبناء ومن على شاكلتهم والذين لا يمثلون بأي حالٍ من الأحوال نبل وأخلاق وطيبة وبسالة وخيارات كُـلّ أبناء شعبنا في الجنوب اليمني الغالي.
على أية حال..
ثق أيها الشهيد أن دماءَك الزكية الطاهرة لن تذهب هدراً وأنها هي ودماء كُـلّ الشهداء من ستطاردهم لعنتها وتلاحقهم إلى، حَيثُ يجدون مصيراً مخزياً أسوداً يهوي بهم في إحدى مزابل التاريخ.. ولن يمروا..