عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
حركةُ التصعيد ورسائلُ اليمن
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و 10 أشهر و 15 يوماً
الثلاثاء 01 فبراير-شباط 2022 05:46 م


خلال حركة التصعيد التي قامت بها الإمارات ظنًّا منها أنها أكثر قدرة وسيطرة على مقاليد الأمور ها هي تجد نفسها وحيدة في مواجهة مصيرها المحتوم، فأمريكا تدعو رعاياها إلى عدم السفر إلى الإمارات؛ بسَببِ الخطر المحتمل في منطقة الخليج، وحين تدعو أمريكا رعاياها إلى المغادرة أَو عدم السفر فمثل ذلك يلقي بظلال قاتمة على وضع الشركات التي تنشط اقتصاديًّا في دبي أَو أبو ظبي، وبذلك تكون الإمارات قد وضعت نفسها في مأزق كبير لا يمكنها الخروج منه إلَّا وفق طبيعة رأس المال وهي طبيعة جبانة كما هو معروف، فهي أمام خيارين لا ثالث لهما اليوم، إما الاستمرار وتحمل النتائج مهما كانت، وذلك متعذر عليهم لكونه سيترك دبي وأبو ظبي أطلالاً ودِمَنًا تنعق فيها الغربان، وإما اللجوء إلى حَـلّ دبلوماسي وفق شروط أهل اليمن وشروط قيادتهم الثورية وذلك هو المسار الأقرب الذي سوف يمليه عليهم رأس المال لا الحقد الصحراوي المقيت، ويبدو أن هناك مؤشرات تصُبُّ في هذا الاتّجاه.

لم تترك الإمارات ولا السعوديّة أحداً في اليمن إلا وكان يحمِلُ في باله ثأراً، فقد نال أذاهما كُـلَّ فرد في اليمن، وتدافع أهل اليمن إلى الجبهات زرافاتٍ ووحداناً بعد التصعيد الأخير بدافع الثأر والانتقام، ودفاعاً عن العرض والأرض، ومثل ذلك من خصائص أهل اليمن ومن طبائعهم، فهم قوم أهل أنفة ومروءة ونخوة ونجدة وشهامة وبأس شديد، ولم يؤثر في تاريخهم من المُضان التي تؤثر عن بدو الصحراء، فالحقد الذي ظهر في الأيّام السوالف على الأحياء السكنية وعلى السجن المركزي بصعدة وعلى المدن والقرى لم يكن غريباً على طباع بدو الصحراء، بل الثابت أنه من خصائصهم كما ذهب إلى بيان ذلك ابن خلدون في مقدمته الشهيرة حول طباع الأمم والشعوب ورأى أن الأمم والشعوب تمتاز بطباع الحيوانات الغالب عليها قوتها منها، فعرب الصحراء أكثر ميلاً إلى لحوم الإبل والجِمال والمشهور عن الإبل أنها أكثرُ الحيوانات حِقداً، ولذلك أفصحت هذه الطباعُ عن نفسها في ردة الفعل على إعصار اليمن الذي مرّ يحمل رسائله إلى دبي وأبو ظبي، فالرسالة الأولى كانت تحمل تحذيراً لم يفقهه أمراء دبي ولا أبو ظبي ثم عاود الإعصار الكرة وحمل رسائل أكثر وضوحاً ويبدو -كما قال وزير الدفاع اليمني اللواء محمد العاطفي– أن أمراء دبي وأبو ظبي لديهم مناعة ضد فهم الرسائل المرسلة في الإعصار الأول والثاني، وقد خرج وزير الدفاع ببيان يحمل ملامح الإعصار الثالث في تصريحه الأخير الذي يحذر فيه الإمارات من التمادي في الغي والانسياق وراء المشاريع الصهيونية والأمريكية التي لا تحمل خيراً للمسلمين والعرب أبداً، وقال لهم بصريح العبارة خياراتنا مفتوحة وقدراتنا أكبر وقد عرف العالم خلال سنوات العدوان أخلاقنا وصدق أقوالنا فالقول يتبعه العمل وهذا من الخصائص التي يعرفها كُـلّ متابع لمجريات وأحداث الوقائع والعمليات العسكرية على مدى سنوات.

أخلاق أهل اليمن لا تباغت عدواً ولا تأتيه على حين غرة ولكنها تقاتل في شرف الكبار وتنتزع انتصارها بمكارم الأخلاق لا بالغيلة والمسكنة ورذائل الأخلاق التي يمتاز بها غيرهم ومنهم عرب الخليج ونجد الذين أعلنوا عن هزائمهم النفسية والأخلاقية من خلال استهداف سجن صعدة والحي الليبي والمدنيين الأمنيين في بيوتهم ومزارعهم أَو في طرقهم وشوارعهم.

فاليمن وقياداتها الثورية والسياسية يحاربون بمبادئ وقيم وأخلاق ولم يؤثر عنهم أنهم قتلوا أسيراً أَو مُدْبِراً أَو مارسوا حقداً على من يقع في أيديهم، أَو قالوا كلاماً مؤذياً وسفيهاً في الخصوم أَو استهدفوا حياً سكنياً أَو متجراً أَو سوقاً أَو صالة اجتماعات وعزاء وأفراح أَو بيتاً أَو مصنعاً ولا جسراً ولا مسجداً، وتلك من الميزات التي امتازوا بها وهم قادرون عليها كردة فعل مماثلة لأفعال الإمارات والسعوديّة لكن شرف أخلاقهم ومبادئهم السامية منعتهم عن ممارسة الصغائر وهم يحملون رسالة أخلاقية قبل أن تكون مشروعاً ثقافيًّا قالت الأيّام والسنون أنه هو الأمثل والأقدر على صياغة الواقع وإعادة صياغته بما يتسق والمستويات الحضارية المعاصرة؛ لأَنَّه مشروع قرآني سماوي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو تنزيل من رحيم خبير بشؤون عباده.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
وعلى الإمارات تدور الدوائر
عبدالفتاح علي البنوس
بثينة شعبان
من غويران إلى الشيخ جراح
بثينة شعبان
شارل أبي نادر
هل يتوسع التطبيع مع "إسرائيل" من بوابة المناورات البحرية؟
شارل أبي نادر
عبدالعزيز البغدادي
في مدنية الدولة بين العقل والدين
عبدالعزيز البغدادي
يحيى المحطوري
الحربُ النفسية
يحيى المحطوري
أنس القاضي
القلق الصهيوني من اليمن
أنس القاضي
المزيد