نتذكر ليلة السادس والعشرين من مارس 2015م، عندما بدأ تحالف العدوان بشن غارته على صنعاء عند الساعة الثانيةَ عشرةَ عند منتصف الليل، والناس نيام، آمنون في بيوتهم، وكان أولُ الضحايا مواطنين في منطقة بني حوات قرب مطار صنعاء الدولي، كانت تلك الليلة هي الأسوأ التي تشهدها صنعاء واليمن، غارات وصواريخ، دمار وقتل، وخوف ورعب أصاب أبناء الشعب اليمني.
كانت ليلة مخيفة فعلاً ومرعبة، ومع مرور الأيّام استطاع شعبنا امتصاص الصدمة والتكيف مع أصوات الانفجارات، وغارات الطيران وقصف الصواريخ، وقذائف الدبابات والمدفعية، سبع سنوات مضت بمآسيها وأحزانها، استخدم فيها العدوّ كُـلّ أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية، وفرض علينا حصاراً برياً وبحرياً وجوياً، منع دخول المشتقات النفطية، أغلق المطارات، حرب إبادة جماعية، وبدأنا الدخول في العام الثامن، وهناك فرق شاسع بين 2015 وَ2022، ففي هذه الليلة قواتنا المسلحة توجّـه عملية عسكرية استمرت لعدة ساعات أسميت بعملية كسر الحصار الثالثة.
ما أشبه الليلة بالبارحة إلَّا أن الصواريخ اليمنية والطيران المسيَّر، لم تستهدف المنازل والأحياء السكانية، كما استهدفها طيران تحالف العدوان ليلة السادس والعشرين من مارس واستمرت طيلة السنوات السبع، بل إنها تستهدف منشآت عسكرية وأهداف حيوية داخل العمق السعوديّ.
والشعب اليمني اليوم وبعد سبع سنوات أصبح أكثر قوة وتماسكاً وصلابة، لديه من الإمْكَانيات العسكرية ما يستطيع أن يقصف أي مكان في العمقين السعوديّ والإماراتي، وحتى الصهيوني داخل الأراضي العربية المحتلّة، أصبح الجيش اليمني هو صابح المبادرة، ومن يمتلك زمام المعركة وهو من يتحكم بها.
بدأنا نسمع صياح وعويل مملكة بني سعود جراء الهجمات اليمنية التي أصبحت شبه يومية، وتستنجد بالعالم لإنقاذها وإنقاذ الضرع السعوديّ الذي بات هدفا ًمشروعاً للصواريخ البالستية اليمنية والطيران المسيَّر اليمني الذي يقصف المنشآت النفطية السعوديّة، والذي يعد عصب الاقتصاد السعوديّ، وعبره يتم شراء السلاح لقتل أبناء الشعب اليمني وشعوب العالم العربي والإسلامي، ونشر الفتن والمشاكل بين أبناء الشعوب.