استقبل أبناء الشعب اليمني أول أَيَّـام رمضان بإعلان هُدنة لمدة شهرين، وفتح جزئي لمطار صنعاء بمعدل رحلتين كُـلّ أسبوع إلى مصر والأردن، والسماح بدخول المشتقات النفطية 18 سفينة خلال الشهرين، وغيرها من التفاصيل الأُخرى. وهذه بادرة خير، يعتبرها الشعب اليمني، تقود بإذن الله إلى توقف نهائي للحرب والعدوان في اليمن روفع الحصار، وتحقيق السلام الشامل في اليمن.
فالشعب اليمني عانى كَثيراً جراء الحرب والعدوان والحصار، ضحى بآلاف الشهداء من المدنيين الأبرياء نساء وأطفال، تعرض للقتل والدمار، حرم من أبسط مقومات الحياة الغذاء والدواء، والكهرباء والماء، ارتفعت الأسعار أضعافا ًمضاعفة فوق طاقة المواطن، مئات الآلاف حرموا من مرتباتهم؛ بسَببِ نقل البنك المركزي إلى عدن، وانعدام الموارد، وتنصل حكومة المنفى من دفع المرتبات.
اليوم ومع بداية العام الثامن من الصمود ومع حلول شهر رمضان المبارك شهر الخير والبر والإحسان، شهر التكافل، والرحمة شهر السلام والتسامح، والتصالح، نأمل أن تصمد الهُدنة، وأن تصدق النيات ويوقف تحالف العدوان غاراته وقذائف مدفعيته في الحدود، وفي جميع الجبهات الداخلية، وأن يلتزم الجميع بالهُدنة، وأن يفتح مطار صنعاء وتدخل المشتقات النفطية، وأن تفتح الطرق في تعز، وطريق مأرب، ويسهل وصول المسافرين، والبضائع والمواد الغذائية والمشتقات النفطية والغازية، وأن تسلم مرتبات جميع الموظفين دون استثناء.
وإن يطلق سراح جميع الأسرى من الطرفين، وأن تبدأ مفاوضات جادة لتحقيق السلام الذي يضمن لليمن وحدته واستقلاله وحريته وكرامته، وسيطرته على كامل أراضيه، وأن تنسحب جميع القوات الأجنبية من أراضيه بدون تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، وأن يترك اليمنيون ليحدّدوا مستقبلهم وشكل دولتهم ونظام حكمهم.
فهذه الهُدنة هي فرصة ذهبية لن تعوض لتحقيق السلام ليس في اليمن وحسب، بل في المنطقة بأكملها، ولن يسلم منها أحد، فالمعركة اليوم لم تعد داخل اليمن، فقد نقلتها القوة الصاروخية اليمنية والطيران المسيَّر اليمني إلى العمق السعوديّ والإماراتي، وتأثيراتها وتداعياتها سيتأثر بها العالم وعلى رأسهم أمريكا، وقد شاهُدنا ارتفاع أسعار النفط بعد عملية كسر الحصار الثالثة.