|
الانسياق الأعمى
بقلم/ حمدي دوبلة
نشر منذ: سنتين و 4 أشهر و 4 أيام الإثنين 18 يوليو-تموز 2022 08:02 م
دأبت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، جمهورية كانت أم ديمقراطية، إلى انتهاج سياسة خلق التوترات، وإشعال الحروب والصراعات وتأزيم وتعقيد الخلافات القائمة، وإيجاد شعور بالفزع الدائم لدى الأنظمة السياسية والشعوب في كافة أنحاء العالم، وذلك فقط لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية من الدول المنكوبة، أو المتاخمة لمناطق النزاع والتوتّر.
– في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا في منطقة الخليج العربي الغني والمُتخم بالثروات النفطية، سجلت هذه السياسة الخبيثة نجاحات كبيرة ومتواترة في استنزاف ونهب موارد ومقدرات هذه الدول، ليس لفعالية وصوابية النهج الأمريكي، وإنما نتيجة ضعف وهشاشة الأنظمة السياسية فيها، وخضوع حكّامها المطلق لإرادة السيد الأمريكي، وانجرارهم الأعمى وغير المشروط وراء السياسات الأمريكية، والقبول باستخدامهم ورقة بيد الساسة في البيت الأبيض في معاركهم الاقتصادية والسياسية مع الدول والبلدان الأخرى، التي تخلّصت من العباءة الأمريكية واختارت تغليب مصالحها الوطنية، وباتت الولايات المتحدة تنظر إليها كمصدر خطر داهم على مكانتها ونفوذها وهيمنتها على العالم، مثل الصين وبلدان في منطقة جنوب شرق آسيا وغيرها، ممن رأت الفلاح في النأي بنفسها بعيدا عن التبعية العمياء لأمريكا، وأصبحت تحصد النجاحات تلو الأخرى على كافة الأصعدة.
-انسياق دول المنطقة العربية وفي مقدمتها النظام السعودي خلف مخطط أمريكا لتوسيع دائرة التطبيع مع الكيان الصهيوني، لن يخدم مصالحهم البتة ولن يوفّر لهم أمنا أو استقرارا أو منعة، بل على النقيض من ذلك، فالتطبيع المجاني خطأ استراتيجي فادح، وسيبقى يمثل أكبر تهديد للشعوب ومقدرات وأمن وتماسك ووحدة الصف ومصالح الأمة بأسرها.
-زيارة بايدن المتفاخر بأمنيته، أن يكون صهيونياً والتي اختتمها أمس الأول، لبلاد الحرمين، لن تكون نتائجها كما يتوهّم سلمان ونجله، فهو لن يخدم مصالحهم وسيمضي على نهج سلفه ترامب في حلب البقرة، وحيازة مليارات الدولارات مقابل تكديس أسلحة لا تغني ولا تسمن، كما كان حالها في الحرب العدوانية على اليمن- وسيعمل على تأجيج الخلاف مع أشقائهم المسلمين في ايران وتهويل الخطر القادم من الشرق وغلق الباب أمام أي مساع لاحتواء الخلاف وتقريب وجهات النظر بين البلدين الجارين والتهيئة لصراع عبثي جديد يذهب ريعه لصالح الخزينة الأمريكية التي لا تشبع.
-اذا أرادت السعودية وكل من يدور في فلك السياسة الأمريكية من بلدان المنطقة، بلوغ مصالحها وأمن شعوبها، فذلك لن يكون أبدا من خلال الانجرار الأعمى خلف بايدن وربيبته إسرائيل، أو الركون على حمايتهم العسكرية والأمنية، وإنما عليهم المسارعة إلى وقف عدوانهم على اليمن وإنهاء الحروب والصراعات الدائرة في المنطقة بأموال خليجية، وفتح صفحة جديدة للعلاقات بين الدول العربية والإسلامية، عنوانها تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي والأمني ومكافحة الفقر والتهميش والإقصاء في أوساط الشعوب المغلوبة على أمرها، وعدم ترك أعداء الأمة يستأثرون بكل الخيرات والموارد. |
|
|