عبدالعزيز البغدادي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالعزيز البغدادي
هل اليمن بيتنا؟
ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟
حربٌ على الإرهاب أم تلاعبٌ بالعقول؟!
في طريق بناء الدولة المدنية
العدالة والأمن.. حق المواطن ومسؤولية السلطة
معرفة الحقيقة مفتاح العدالة الانتقالية
فتح الطرق وإنهاء الانقسام مسؤولية مَنْ؟
الإنسان بين الضآلة والجبروت!
الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام والمصالحة الوطنية
الحرب النفسية والإعلام بين سلاح الصدق وآفة الكذب!

بحث

  
في رحاب البحث عن لغة الحقيقة المشتركة
بقلم/ عبدالعزيز البغدادي
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 24 يوماً
الثلاثاء 04 أكتوبر-تشرين الأول 2022 06:13 م


ما أحوجنا عبر مسيرة حياتنا لهذه اللغة الحُلم ، لغة التواضع ومحاولة المواءمة المستمرّة بين الحاجة وحب الآخر ، لأن هذا الحب المزدوج المتداخل المتحاور هو سر بقائنا أحياءً، حياة سوية إن لم تكن سعيدة فإنها أقرب إلى السعادة ، الأشقياء هم من يزرعون البغضاء بسلوكهم وممارستهم لغة الهمجية والعنجهية والغرور وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة والحق المقدس باسم الدين أو باسم السياسة ، جميع الدعاوى الشمولية دعاوى باطلة في الفكر والثقافة وفي السياسة ومختلف جوانب الحياة المليئة بكل شيء ، والأعمى أي فاقد البصيرة هو الذي لا يرى كل هذا الامتلاء ، فهو عاجز حقيقة عن رؤية الأهمية الكبرى في البحث عن أقرب السبل لإيجاد لغة مشتركة يعيش بها ومن أجلها هذه الحياة القصيرة الطويلة الصغيرة الكبيرة الخيرة الشريرة ، الجميلة القبيحة إلى آخر المتناقضات المتوافقات المتنافرات ، نعم أبرز مظاهر عجز الإنسان عجزه عن رؤية الألوان وأهميتها في تكوين الصورة واكتمالها ، جمالها وبهجتها وعلاقتها ببهجة النفس ومكنوناتها جمالاً وقبحاً.
من البديهي القول بأن جمال الصورة من جمال المصور وقبحها من قبحه ومع ذلك هناك دائماً من تغيب عنه البديهيات أو بعضها، الإنسان الحقيقي وحده هو من لا يحبس البهجة والحاجة المستمرّة للاندهاش ويدرك أهمية هذه البديهية وجمال فعلها في النفس وتفاعلها مع الحياة التي تريد منا أن نعيش أحياءً وأن نرفض عيش القبور وعبادة الأصنام.
ولهذا نرى الإنسان الحي يشع دوماَ بهجة وسروراً ويشرق حباً وسعادة كلما هطل المطر ورأى قوس قزح يعقب ظهور شمس ما بعد المطر ويختفي سريعاً في الجهة المقابلة للشمس ويفرح لرؤية الطفل يناغي مع انبلاج الفجر، كما نرى آخر لا يلقي بالاً لما حوله بقدر ما يرى نفسه تسيطر عليها وحشية ثقافة القطيع و (من ليس معنا فهو ضدنا) يستوي في ذلك عبدة الأحزاب القبور مع كهنة وأتباع المذاهب المتكلسة.
لسنا من دعاة ترك الأنا لأن المناداة بتركها مناداة في غير محلها، والمطلوب التفرقة بين الأنانية السلبية التي تفقد الإنسان وعيه بإنسانيته وبين حب الإنسان الطبيعي لذاته، ومعلوم أن رأس الكذب ادعاء الإنسان بأنه لا يحب نفسه بل لا نبالغ إذا قلنا بأن أكثر الناس حباً للناس هم من يمتلكون القدرة على معرفة كيف يحبون أنفسهم، لأن من لا يحب نفسه أن يحب غيره وأنّى له؟؟!؛
الناكر لذاته إنما يفعل ذلك في الحقيقة لفرط حبه لنفسه؛
نعم ما أحوجنا إلى لغة الشراكة الحقيقية كي ندرك أن فقدان هذه اللغة هي سبب فقدان الثقة الحقيقية بالنفس وهي كذلك سبب كل هذا الدمار الذي نلحقه بأنفسنا من خلال كل هذا الاستهتار بوطننا والتهاون مع من ينتهكون سيادته وكرامته التي هي في حقيقتها جزء أصيل من كرامة وسيادة الإنسان وحريته التي لا تقبل المساومة ولا يجب والحرية توأم العدالة والمدخل لتحقيقهما هو الحرص التام على أن يكون مبدأ سيادة القانون هو معيار المواطنة في الدولة العادلة الحديثة المقتدرة القابلة للبقاء ، وما هذا التعصب الأعمى لانتماءاتنا السياسية والدينية والمذهبية سوى تعبير عن ظلام دامس في النفوس واستعداد متهور لظلم الآخرين رغم ما عاناه البعض من ظلم الآخرين لهم.
إن هذا التموضع والجموح في ادعاء القدرة على نفي أهمية وجود الآخر ، أقصد الآخر الطبيعي الذي لا يستقوي بالأجنبي أيا كان هذا الأجنبي على أخيه الآخر الذي يرفض نظرية كون (السياسة تبيح له الاستعانة بالشيطان لتحقيق ما يرى أن له فيه مصلحة أو حتى حق فالوصول إلى الحق عبر وسائل باطلة حتما بااااطل لأن من أوجب واجبات الإنسان وهو يؤدي رسالته في الحياة أن يميز بين المصلحة المشروعة وغير المشروعة ، بين الحق والباطل ، هذه الثنائية تتجلى صورتها جذرياً وبنيوياً في صورة الأنا المريضة العاجزة عن معرفة الأهمية الكبرى للغة الشراكة وبين الأنا المثالية التي تعرف أهمية التعايش بين الأنا والآخر وبهذا التعايش يحيا الإنسان السوي معافىً في بدنه آمنا في سربه وبه تقوم الأوطان وتحيا حرةً كريمة قوية ، بالتعدد الحي يسمو الوطن ويزدهر وليس بالوحدة أو الموت. (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
(قل للذي يدعي في العلم فلسفةً * حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ).
كل درب للعلى نجتازه * همة الأحرار تجليها العقول

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
مقالات ضدّ العدوان
علي الدرواني
الهُدنةُ اليمنية.. التجديدُ والتصعيد؟
علي الدرواني
عدنان الجنيد
وجوب إظهار الأفراح بميلاد روح الأرواح
عدنان الجنيد
مجاهد الصريمي
في طريق البناء للأمة الشاهدة
مجاهد الصريمي
عبدالعزيز الحزي
الاحتفاء بمولد الرسول الأعظم تعزيز للصمود ورسالة لتوحيد الصف
عبدالعزيز الحزي
حسين العزي
أموال الشعب تعود للشعب كإجراءٍ عاجل
حسين العزي
حمدي دوبلة
تكتيك الهُدن المشبوهة!!
حمدي دوبلة
المزيد