د.عبدالعزيز بن حبتور
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.عبدالعزيز بن حبتور
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني البطل
روسيا والصين المحور الثاني للعالم في القرن الواحد والعشرين
السياسيون الحزبيون الألمان يخدعون ويكذبون ويخونون شعبهم الألماني الصديق
طُوفان الأقصى المقدّس وجرائمُ العَدو الصُهيوني أَيَقظَ وَعي وَضَمير العالم
الطيار آرون بوشنل أثبت موقفاً إنساني أخلاقي من أمام سفارة الكيان الصهيوني في واشنطن
إعلان عدواني بحري بحلف جديد مكوّن من تِسع دُول أَجنبية، وعاشِرها مُنتجعُ مَملكة البحرين
بابُ المندب يقابلُه بابُ رفح والبادئُ أظلم
من هو ذاك الإنسان الذي تمنّى الإسكندر الأكبر بأن يكون مثله وشبهه ؟
كيف سيكتب التاريخ المواقف لثورة طوفان الأقصى المباركة في سجلّه الخالد ؟
الذكرى السنوية ليوم الشهيد في اليمن المعنى.. الدلالات.. والقيمة الروحية

بحث

  
ازدواجية المعايير السياسية الأخلاقية هي أساس فِكر الدولة الرأسمالية الغربية الاستعمارية
بقلم/ د.عبدالعزيز بن حبتور
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 19 يوماً
الأربعاء 05 أكتوبر-تشرين الأول 2022 07:01 م


تابعت باهتمام بالغ وعبر معظم الوسائل الإعلامية الألمانية والأوروبية بشكلٍ عام، النتائج السلبية من زيارة المستشار أولاف شولتز مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية، أي رئيس وزرائها، إلى عددٍ من دول مجلس التعاون العربي الخليجي وفي مقدمتها المملكة السعودية.
جاءت مبررات الزيارة الرفيعة لأهم مسؤول قيادي في ألمانيا الاتحادية نتاج الحاجة الملحة إلى التعويض العاجل للطاقة من غاز ونفط التي خسرته ألمانيا بشكلٍ خاص والاتحاد الأوروبي بشكلٍ عام، نتاج موقفهم الجماعي المعادي لروسيا الاتحادية بسبب الأزمة العسكرية والأمنية الأوكرانية.
الدول الغربية الرأسمالية الاستعمارية تستخدم كل الوسائل العسكرية، والأمنية، والسياسية، والثقافية والإعلامية الدعائية لمجابهة الخصم أيا كان، لديهم أسلوب ديماغوجي احترافي لتزييف الوقائع لإيقاع الخصم في الهفوات لكي يجهزوا عليها وبالتالي الانقضاض عليه بهدف هزيمته، مستخدمين الأدوات المعروفة وغير المعروفة لتدمير الخصم المعادي لهم، هذا هو التكتيك الاستراتيجي المتبع من قِبل الغرب الرأسمالي مُنذ أن تبلورت فكرة نشوء الدولة الاستعمارية الاحتلالية لمعظم دول العالم.
لنأخذ على سبيل المثال؛ فإن الدول الغربية تُركز على رفع يافطة حقوق الإنسان عالياً مع مصاحبة لعويل وضجيج إعلامي مدوِ، والمتابع العادي يتماهى كثيرا مع تلك الأطروحات والشعارات البراقة، متناسين كم هي الجرائم المرتكبة في حق الشعوب والأجناس الإنسانية بدءاً من غرب الكرة الأرضية حينما أباد الأوروبيون أهل وسكان أمريكا الأصليين وأسموها هم بـ”إبادة الهنود الحمر” مروراً بالقارة الأفريقية وآسيا وحتى شرق الكرة الأرضية، وجريمة الولايات المتحدة الأمريكية في اليابان وكوريا وفيتنام وغيرها، لازالت ذاكرة الشعوب على مستوى العالم حيّة وتذكره بألمٍ بالغ مصحوبة بالغبن التاريخي للضحية، كل ذلك اعتبروه أمراً طبيعي الحدوث من أجل أن تتحضر وتتطور الشعوب في العالم أجمع.
لقد تم التركيز على أن فشل زيارة المستشار أولاف شولتز بسبب أن الدول الأوروبية ومنها ألمانيا قد أدانت وبأشد المواقف والعبارات قتل الإعلامي السعودي الشهير جمال خاشقجي رحمة الله عليه، من قِبل السلطات العُليا في دولة المملكة السعودية وفي قنصليتها في إسطنبول في تركيا، نعم هي جريمة كبرى ارتكبت من قِبل الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة السعودية، ويُعرف في وسائل الإعلام الغربية بـ [MBS]، نعم هي جريمة مكتملة الأركان، والتاريخ البشري لن ينساها، والذاكرة الحية للإنسانية أيضاً لن تنساها ولن تغفر للمجرمين.
لكن السؤال الأهم في هذا السياق، ألم يعرف الإعلام الغربي والرأي العام والمفكرون وجهابذة السياسة والثقافة بأن الأمير محمد بن سلمان قد شنّ حرباً عدوانية ضروساً ومكتملة الأركان على اليمن، وقد بلغت طلعات الطيران الحربي ولمدة سبعة سنوات ونيف أزيد من (300,000) ثلاثمائة الف غارة جوية، وسقط جراء ذلك القصف من الشهداء اليمنيين ما يزيد على (100,000) مائة الف مواطن، ويتضاعف عدد الضحايا من الجرحى، مع تدمير وحشي بربري للبنية التحتية للشعب اليمني.
وللتذكير هُنا، لهؤلاء الناشطين والسياسيين والإعلاميين والمثقفين في الغرب الرأسمالي ببعض جرائم السعودية والإمارات وبقية حِلف العُدوان الخليجي الإعْرَابيْ على اليمن على النحو الآتي:
مذبحة سوق المواشي في محافظة لحج.
مذبحة عرس سنبان في محافظة ذمار.
مذبحة سوق مستباء في محافظة حجة.
مذبحة سجن الحديدة في محافظة الحديدة.
مذبحة مسجد الحبايب في مدينة الوهط محافظة لحج.
مذبحة سكن العمال في تعز محافظة تعز.
مذبحة الصالة الكبرى في عزاء آل الرويشان في صنعاء.
مذبحة الجنود في نقطة العلم في مدخل مدينة عدن.
مذبحة أطفال ضحيان في محافظة صعده.
مذبحة سجن احتياطي عام في محافظة صعدة.
أليست هذه المذابح التي يتجاوز في بعضها عدد الضحايا المئات من الشهداء والجرحى، ولازلت موثّقة في الأرشيف الإعلامي للقنوات التلفزيونية والإذاعية وشبكة التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية التي تعج بها دوائر الاستخبارات الغربية عموماً، وحتى مراكز البحث لدى الأحزاب والجامعات والمعاهد، هل سمعنا يوماً إدانة من أوروبا؟!!، كلها لجرائم آل سعود وجرائم أشقائنا من دول مجلس التعاون الخليجي ضدّ شعبنا اليمني العظيم؟.
لا لم نسمع بأية إدانات رسمية، ولم نقرأ سوى انتقادات خجولة من الجانب الرسمي، والهدف منها ما هو إلاّ لِـذرْ الرماد في العيون، إلى جانب تخدير جزء من شعوبها لتقول لهم إن حكوماتهم قد أسقطت الواجب في انتقاد العدوان فحسب، والغريب حينما تقابل الدبلوماسيين الأوروبيين هُنا في صنعاء لا يحدثونك عن العدوان الخارجي، بل إن ما يحدث في اليمن ولمدة سبع سنوات ما هو إلاّ صراع داخلي ينشب بين الفرقاء اليمانيين في الداخل فحسب. ولهذا واستنادا على معطيات حقائق التاريخ فإن القانون العام والكتابة المنهجية وحتى الأكاديمية منها، تعود في جذرها الفكري والأخلاقي إلى ثقافتهم الاستعمارية الاحتلالية الاستغلالية وتستند عليها:
أولاً: تنقل وسائل الإعلام العربية والأجنبية الخبر اليومي تقريباً لقتل أفراد وجماعات من الشعب الفلسطيني على يد جنود الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي في جميع مدن وأحياء فلسطين، ومع ذلك يجد هذا الكيان العنصري الصهيوني دعم ومساندة الدول الغربية وفي مقدمتها حكومات الولايات المتحدة الأمريكية، أليس هذا نفاقاً سافراً في التعامل؟!.
ثانياً: ترديد يومي في وسائل إعلامهم لأكذوبة حقوق الإنسان مع أنهم يفرضون حصاراً ظالماً على شعوب كوبا الاشتراكية، وكوريا الديمقراطية، والشعب الإيراني وقبلها شعب جنوب اليمن، واستمر ذلك الحصار لأكثر من ستة عقود.
ثالثاً: دعمت الدول الغربية النظم الأكثر عنصرية في العالم، فبالأمس دعمت نظام جنوب أفريقيا وروديسيا، واليوم “الكيان الصهيوني”، وبالتالي نفاقهم فاق كل الحدود في الصورة الذهنية للمواطن في العالم أجمع.
رابعاً: العداء السافر للثقافة الأوراسية وتجلت تلك الممارسة العدائية في حصار ومحاربة الاقتصاد والثقافة والتاريخ الروسي، وأظهروا ذلك العداء في زمن الحرب الباردة ومع الأزمة الأوكرانية الحالية.
خامساً: ظلت الجرائم العنصرية واحتقار الجنس البشري الأفريقي الأسود والسامي (عرب ويهود) في المجتمعات الغربية من بريطانيا صاحبة الحمل الأثقل في العنصرية الإنسانية مروراً بفرنسا المثقلة هي أيضاً بأعمالها العنصرية المشينة في حق الشعوب الأفريقية والآسيوية وبقية الدول الأوروبية العنصرية وليس انتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية بجرائمها البشعة في عالمنا العربي وآسيا وأمريكا اللاتينية، وجرائم النازية والفاشية والعسكرتارية وتوارثها العنصري جيلاً بعد جيل لا يوحي بأنهم قد خجلوا وتبرأوا من تاريخهم الأسود المشين ضدّ الإنسانية.
سادساً: يمارس الإعلام الغربي سياسة غسل أدمغة الرأي الشعبي العام لدى شعوبها وشعوب العالم أجمع لتشويه قادة ورموز شعوب العالم النامي المتحرر حديثاً من ربقة وهيمنة السياسات الاستعمارية الأوروبية الاحتلالية القذرة، ويعمل على تشويه صورة الرموز الوطنية لحركات التحرر الوطني في كلٍ من أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، أمثال القادة والزعماء وابرزهم جمال عبدالناصر، فيدل كاسترو، هوتشي منه، أحمد سوكارنو، معمر القذافي، هواري بومدين، باتريس لممبا، حافظ الأسد، وأرنستو تشي جيفارا ومنجستو هيلا مريام، قحطان محمد الشعبي، وجورج حبش، الحاج قاسم سليماني، الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، وحسن نصرالله سيد المقاومة اللبنانية، وقائد الثورة اليمنية التصحيحية الحبيب عبدالملك بن بدر الدين الحوثي.
سابعاً: لعبت منظومة حِلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وصولاً لمنظمات الأمم المتحدة دوراً مباشراً في ترسيخ وتثبيت أركان الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية للنموذج الغربي للدولة الرأسمالية الاستعمارية وبالذات بعد الحرب العالمية الثانية، ودارت في فلك وحول تلك المنظومة السياسية العديد من الدول في العالم بسبب هيمنة القوة وجبروتها، كقوة احادية القطبية تفرض هيمنتها على ظلم العالم أجمع، وربما حان اليوم بسبب استيقاظ الدب الروسي والتنين الصيني والمشروع المقاوم للمشاريع الصهيونية في منطقتنا، لعمل التوازن المنطقي في السياسة العالمية بدءاً من عقدنا الحالي، لكن لا يزال الطريق وعرا وشاقا ويحتاج لجهد مضاعف لمناهضة السياسة العنصرية للغرب والمهيمن عليه من قبل الكارتيلات العالمية والأولجارشيا العالمية والشركات العابرة للقارات، من يدري ماذا سيحدث يوم غد؟.
الخلاصة: إن الأساس الفكري والسياسي والقانوني للدولة الغربية الاستعمارية المركزية قائمٌ على نهب خيرات الشعوب في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، وتدمير ثقافتها وهويتها ودياناتها، وسيستمر ذلك النظام الغربي وفياً لتقاليده الاستعمارية، إلى حين أن يبرز نظام عالمي جديد متوازن يحفظ للشعوب والأقليات حرياتها وحقوقها الأصلية.
﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾
رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني ــــ صنعاء

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
يحيى المحطوري
معركةُ الفكر والهُوِيَّة
يحيى المحطوري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد محسن الجوهري
لن تتوقف جرائم "إسرائيل" إلا بأخرى مضادة
محمد محسن الجوهري
مقالات ضدّ العدوان
د.فضل الصباحي
من أفشل الهدنة في اليمن؟!
د.فضل الصباحي
عبدالرحمن الأهنومي
تحالف العدوان في مأزق
عبدالرحمن الأهنومي
مجاهد الصريمي
ضرورة تحسين الخطاب الثقافي والتوعوي
مجاهد الصريمي
علي الدرواني
لصوص ثروات اليمن بلغة الأرقام
علي الدرواني
عبدالعزيز البغدادي
في رحاب البحث عن لغة الحقيقة المشتركة
عبدالعزيز البغدادي
عبدالفتاح علي البنوس
المولد النبوي…شبهات وردود "1"
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد