المواطِنُ اليمنيُّ يعاني كَثيراً، وزادت معاناتُه في السنواتِ الأخيرة؛ بسَببِ الحرب والعدوان والحصار.
تضاعفت أسعارُ المواد الغذائية أضعافاً مضاعَفةً، وانقطعت الكهرباءُ، انقطعت الخدماتُ العامة الأَسَاسية.
إذَا أردنا أن نتحدث ونكتب عن معاناة المواطن اليمني نحتاج إلى مؤلفات وعدة حلقات؛ لأَنَّها كثيرة وأسبابها متعددة.
في الفترة الأخيرة.. زمن اللا سلم واللا حرب، بدأت الأبواق المغرضة والمتربصة بالوطن تنفخ في كير الفتنة، لم يرق لها ما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية من سوء، تريد أن تزداد سوءًا، ليس هذا فحسب، بل تسعى إلى نشرِ الفِتنة وشَقِّ الصف الوطني أكثرَ ممَـا هو عليه..
تريدُ إقلاقَ السكينة العامة وزعزعةَ الأمن والاستقرار..
كُـلّ هذا تسعى إليه، مستغلَّةً الأوضاعَ الاقتصادية التي يعيشُها الوطنُ ويعاني ويلاتِها المواطِنُ.
المواطن الواعي يقول: نعم هناك غلاءٌ فاحشٌ في الأسعار، وغيابُ الرقابة والمحاسبة الحكومية..
هناك فساد ونهب وسرقة للمال العام، هناك استغلاليون وناهبون، وهناك فاسدون، وهناك ظالمون، لا توجد رقابة، لا توجد محاسبة.. كُـلّ هذا موجود.!!
ولكن.. ليس معناه أن تستغل معاناتي، وجوعي، وفقري لتحقيق أهداف ومشاريع عدوانية خارجية، تريد أن تجعل من لقمة عيشي جسر عبور لتحقيق أهداف عدوانك، تريد أن تستغل انقطاع مرتبي لتحول صنعاء مركزاً للقاعدة، وبؤرة للتفجيرات والاغتيالات.
أنا جائع نعم.. لكني لن أسمح لك أن تقتلني بعبواتك الناسفة، لن أسمح أن تحكمني أمريكا والقاعدة..
يكفي ما يجري في المحافظات المحتلّة.. عدن وأخواتها..
لا توجد كهرباء نعم.. لكن لن أسمح للإماراتي والسعوديّ أن يدنس تراب أرضي..
ولن أظل صامتاً عن ثرواتي النفطية والغازية التي ينهبها تحالف العدوان ومرتزِقته.. ويحرموني مرتبي.!
هذا هو صوت المواطن اليمني الواعي، الحريص على حريته وعزته وكرامته، الحريص على استقلال بلاده.
ويواصل المواطن اليمني الواعي بالقول: وأمام كُـلّ معاناتي.. جوعي.. وفقري، ألم يحن الوقت أن نعيش في ظل دولة كريمة.. دولة عدالة ونظام وقانون!؟
هل يصعب عليكم محاربة الفساد والفاسدين ومحاكمتهم؟
هل عجزتم عن تطبيق القانون؟
هل عجزت النساء اليمنيات أن يلدنّ شخصيات تتمتع بالكفاءة، والنزاهة، والأمانة، والوطنية، لتتبوأ المناصب الحكومية.!؟
هل حان الوقت لتحقيق حلم المواطن اليمني في دولةٍ للشعب.. لا شعب للدولة!؟
هل حان الوقت لنهاية الوضع الرسمي المزري الذي تحدث عنه السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد.