ماذا لو لم تكن (فلسطين) قضيةً عربية؟!
ماذا لو كانت قضيةً كوريةً مثلاً أَو كوبيةً أَو فنزوليةً أَو حتى موزمبيقيةً؟!
ماذا لو كانت فعلاً كذلك؟!
هل كانت ستجد حاكماً واحداً يساومُ عليها أَو يتاجرُ بها أَو يمنحُ لنفسه الحقَّ في التنازل عن ذرة ترابٍ منها كما يفعل حكام العرب منذ أكثر من سبعين عاماً؟!
هل كانت ستجد نظاماً واحداً يدعي مناصرتها ومساندتها وهو في الأصل يحاصرها ويناصب رموزها وحركات المقاومة فيها أشد العداء والبغضاء؟!
هل كانت ستجد شعوباً تتوق لنصرتها وتحريرها لولا تسلط أذناب وعبيدٍ على رقابهم؟!
هل كانت ستشهد اتّفاقياتٍ ومعاهداتٍ (ككامب ديڤيد) الأولى والثانية أَو (أسلو) أَو (وادي عربة) أَو مبادرات استسلام وضعفٍ كمبادرة العرب المشؤومة تلك أَو عمليات تطبيعٍ مجانية؟!
هل كانت ستشهد عربدةً صهيونيةً وتواطؤاً أمريكياً يقابلها أعدادٌ لا تحصى من بيانات الشجب والتنديد والاستنكار الممزوجة بنكهة ورائحة العمالة والخيانة والتآمر العربية الأصيلة؟!
هل كان سيسمع أحد أصلاً بشيءٍ اسمُه (صفقةُ القرن) أَو بعمليات التطبيع المجاني الكامل السائرة على قدمٍ وساقٍ هذه الأيّام مع إسرائيل؟!
قطعاً لا.. وألف لا..
بصراحة ليتها لم تكن عربية!
ليتها كانت حتى موزنبيقيةً، فلربما وجدت لنفسها في الموزنبيقيين من الغيرة والنخوة ما لم تجده عند عرب اليوم!
فكيف لو أنها كانت كوريةً شماليةً مثلاً؟
لا أحد يستطيع أن يتصور كيف سيكون الحال بهذا الكيان الصهيوني الغاصب المجرم؟!
لكن قدر فلسطين للأسف أنها (عربية)!
بصراحة مشكلة فلسطين ليست في إسرائيل، فإسرائيل أحقر وأجبن من أن تشكل مشكلة من الأَسَاس، لكن مشكلتها في الحقيقة هي في العرب أنفسهم الذين لولا تمالؤهم وتخاذلهم وتفريطهم لَما كان هناك اليوم مشكلة أصلاً أَو قضية اسمها (فلسطين)، وهنا تكمن المشكلة!