أُولئك الذين يحاولون اليومَ التقليلَ من حجم انتصار اليمن بإطلاقِهم بعضَ التعليقات التهكمية والساخرة هنا أَو هناك، هم أنفسُهم من قلّل يوماً من إمْكَانيةِ صمودِها أمامَ آلة وترسانة تحالُفِ العدوان العسكرية الضخمة، ولو حتى لبضعةِ أَيَّـام، وهم أنفسُهم أَيْـضاً من ظلوا يعلّقون آمالاً عريضةً على الوهمِ أن يطغى على الحقيقةِ ولا يزالون!
فلماذا نضيعُ أوقاتَنا في محاولةِ إقناعِهم بأن اليمن انتصرت ونحن نعلمُ يقيناً أنهم لم ولن يقتنعوا ولو أُنزل عليهم كتابٌ من السماء؛ عناداً وحقداً على هذا الوطن؟!
وكيف يقتنع من لم يتذوَّقْ مثلَنا حلاوةَ النصر أَو يشتم رائحته، وإن رائحتَه لتشتم من على مسيرة كذا وكذا…؟!
أليس هؤلاء أنفسُهم هم من ظلوا يصرون على إلقاء التهم جُزافاً يَسرةً ويمنةً حول مرتكبي مجزرة الصالة الكبرى (زمان) مشككين ومبرئين ساحةَ المجرم الحقيقي وقد رأوه رأيَ العين وهو يعترفُ أمام العالم كله بمسؤوليته عن ارتكابها؟!
أتعرفون ما هي مشكلتهم؟
مشكلتُهم المزمنةُ أنهم مصابون بداءٍ عُضالٍ اسمُه (الوطن) بصورة عجزت عن علاجه كُـلُّ شعارات الوطنية ومشاعر الانتماء، وبالتالي فمن الطبيعي أن نراهم لا يطيقون رؤيةَ شيءٍ واقفٍ أمامهم اسمه (الوطن)!
أنا بصراحة، وحتى لا يؤخَذَ كلامي هذا بصورة لا تنسجمُ مع توجُّـهنا ودعواتنا الدائمة لهم بالعودة، لا أعمِّمُ به قاصداً كُـلِّ (إخواننا) المغرر بهم، فبابُ التوبة ما زال مفتوحاً، وَإنما أنا أخُصُّ به فقط أُولئك الذين عنيتُهم تحديداً بصفاتِهم وتصرفاتهم آنفاً من الذين لديهم مشكلةٌ دائمةٌ ومزمنة مع الوطن ولا يسرهم أن يروه يوماً منتصراً أَو منتصباً على أقدامه!
لهم أقول، وسأظل أقولها لهم مرةً ومرتينِ وألفاً: موتوا بغيظِكم أيها المرتزِقة، شئتم أم أبيتم، انتهى العدوانُ أم لم ينتهِ، فقد انتصرتِ اليمنُ وانتصر الشعبُ اليمني المجاهد العظيم، والخزيُ والعارُ لكم ولأمثالكم من نخّاسي الأوطان وبائعي الشعوب، ولا عزاء!