إن الحديثَ عن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه– هو حديثٌ عن الإنسان الكامل الذي جسد كُـلّ معاني الإنسانية، حديث عن الرجل المكتمل الذي تجلت فيه أسمى آيات الرجولة، حديث عن شخصيةٍ استثنائيةٍ أذهلت العقول وأسرت القلوب، عن العنفوان والشجاعة والإقدام والعزة الإيمانية، عن القيم العظيمة والمبادئ السامية، وعن السمو في أمثلته العليا، حديث عن قرين القرآن الكريم بآياته وبصائره وبيناته وهداه، عن واحدٍ من العظماء الخالدين الذين قل أن يجود الزمان بهم.
الحديث عن الشهيد القائد يطول سرده؛ لأَنَّهُ يتغلغل الشعور ويستوطن الإحساس، ويتنقل ما بين فضاءات الإيمان المطلق بالله، وجذور الإيمان الراسخ بالأرض، حديث يعكس مدلول الاصطفاء الإلهي ومعطيات الرعاية الإلهية وبراهين التمكين الإلهي، لحركةٍ انطلقت مسيرتها القرآنية من منطقةٍ جغرافيةٍ لم يسمع عنها العالم، على يد ثلة قليلة من المؤمنين المستضعفين والمطاردين، يقودهم شاب لم يكمل بعدُ عقدَهُ الرابع.
حديثٌ عن شابٍّ فاق أبناء جيله في العلم والوعي والحكمة والبصيرة، وفي الزهد والتقى والورع، تجاوزهم بالرزانة والبساطة والطهر والنقاء، وتميز عنهم بالكرم والعطاء والبذل والسخاء، فاقهم بسمو الخلق ودماثة الأخلاق والتواضع والتعقل والصبر وسعة الصدر، كان فيهم القُدوة في الصدق والأمانة والإحسان، وفي العزة والإباء والنجدة ونُصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج.
حديث عن هامةٍ اتصفت باللين والرحمة، وبالإحساس العميق والاهتمام الدائم بالناس، واستشعار المسؤولية الدينية والوطنية تجاه بلده وأمته، حديث عن ثائرٍ مقارع يرفض الضيم والذل والخنوع والقهر، عن شاب انتزع من بين مخالب المستحيل مشروعه الخاص كمعجزةٍ لم تكن تطرأ على أحد من معاصريه حتى في أحلام يقظتهم، أن هذه المعجزة وهذا المشروع سيخرج من تلك القرية النائية، وأنهُ سيغير وجه اليمن والمنطقة ذات يوم، وسيكون لأتباعه دور محوري في رسم سياسات وتفاعلات المنطقة، وتقرير مصيرها، والتحكم في مسارها.
هو حديثٌ عن السيد العلامة الحجّـة العلم حسين بدرالدين أمير الدين الحوثي، الذي بدأ مع ثلة قليلة من قريةٍ لا تتجاوز مساحتها بضعة كيلو مترات مشروعه العظيم، في ظل نظام كان يرصد كُـلّ حركاته وتنقلاته ولقاءاته، بل ويحصي حتى أنفاسه، وقوى أمنية كانت تبطش بكل المؤمنين بمشروعه وكل المتعاطفين معه، ولا ترعى حرمة لصغير أَو كبير.
الحديثُ عن الشهيد القائدِ حديثٌ عن مشروع ومؤسّس، أراد النظامُ العالمي برمته إطفاءَ نوره وإخمادَ وهجه، ووأدَه في مهده، فأراد اللهُ إلا أن يُظهِرَه، فإذا به بعد عَقدَين من الزمن قد استطاع أن يغيّر وجه اليمن والمنطقة، ويصبح مؤسِّسُ المشروع وحَمَلَة هذا المشروع من بعده، في سنوات معدودة رقماً ضخماً، ميدانيًّا وسياسيًّا وعسكريًّا وفي كُـلّ المجالات، ولم يعد بمقدور أيٍّ من القوى في الإقليم والمنطقة والعالم، تجاهُلُه أَو تجاوزه؛ لذا مهما تحدثنا عن الشهيد القائد يظل للحديث بقية..!