|
البُن اليمني.. عودة إلى الأمجاد!
بقلم/ حمدي دوبلة
نشر منذ: سنة و 8 أشهر و 17 يوماً الإثنين 06 مارس - آذار 2023 07:13 م
يصل سعر الكيلو الواحد من البن اليمني في الخارج إلى ثمانين دولارا أمريكيا ليزيد سعره أضعافا كثيرة مقارنة بالبن البرازيلي والأفريقي وغيرهما.
– يعلم محبو القهوة الأصيلة في أصقاع الأرض ما يتمتع به البن اليمني من مواصفات عالية وجودة لا مثيل لها ومذاق مميز فيتهافتون على شرائه رغم ثمنه الباهظ، ما يجعل هذه الثمرة كنزا وطنيا لا يُقدر بثمن.
– مزايا بُن اليمن النادرة كغيره من ثمار ومحاصيل ومنتجات الأرض اليمنية شاهد حي وتجسيد واقعي للآية الكريمة التي تصف اليمن بـ “بلدة طيبة” لكن شجرة البن تعرضت خلال العقود الماضية للتهميش وانحسرت مساحات زراعتها في موطنها الأصلي إلى مستويات مخيفة وحلّت محلها أشجار القات لتفقد البلد أحد أهم محاصيلها الاستراتيجية ورافدا مهما من روافد الاقتصاد الوطني.
– بالأمس كنت ضمن كوكبة من الإعلاميين المشاركين في الفعالية الخاصة التي نظمتها في العاصمة صنعاء مؤسسة العمادي لتشجيع زراعة البن وتسويقه وتصديره وذلك ضمن الفعاليات والأنشطة المقامة بمناسبة اليوم الوطني لزراعة البُن اليمني الـ3 من مارس، وقد كُرس اللقاء بمشاركة عدد من الإعلاميين والصحفيين لمناقشة أسباب الركود الذي أصاب زراعة البن في العقود الثلاثة الماضية، وكيف انعكس ذلك على انخفاض الصادرات اليمنية من القهوة من نحو 50 ألف طن سنوياً في العصور السابقة إلى 7 آلاف طن فقط في الوقت الراهن، ما جعل اليمن في المرتبة الـ42 من أصل 64 دولة مصدّرة للقهوة عالمياً، مع أنها الموطن الأصلي للبُن بإجماع المصادر التاريخية.. حتى أن أسمه العالمي ” موكا” يحمل اسم ميناء المخا الذي كان المنفذ الوحيد لتصدير البُن إلى مختلف أنحاء العالم.
– كنت مندهشا وأنا أستمع إلى الأخ/ غالب العمادي – رئيس المؤسسة – وهو يستعرض أسباب تراجع زراعة البن اليمني على الرغم من الشهرة الواسعة التي يتمتع بها في الخارج والمميزات التي لا تتوافر إلا فيه وكيف حافظ على ذلك الصيت الطيب والمكانة المرموقة إلى اليوم.
– أكدّ اللقاء على ضرورة تفعيل جهود إعادة البن اليمني إلى أمجاده التليدة، وعلى إيجاد شراكة حقيقية بين روّاد هذا التوجه وبين وسائل الإعلام والشخصيات الفاعلة بما من شأنه تعزيز الوعي المجتمعي حول البن كثقافة وإرث حضاري خالد وقيمة اقتصادية لا غنى عنها كما شدد العامدي على أهمية تعزيز وعي مزارعي البن ودعمهم بالوسائل الحديثة وتدريبهم على الطرق الصحيحة لزراعة وإنتاج البن وبدء تسويقه وفقاً لمعايير عالمية، مشيرا إلى أن الطلب العالمي تزايد على البن اليمني وأن ثمنه ارتفع في الأسواق الخارجية، وكيف ان حاجة السوق إلى القهوة اليمنية يخلق آفاقاً تستطيع بدورها تلبية طموحات وأفكار الشباب الذي يحلمون بأن يُصبحوا تجاراً متخصصين في إنتاج القهوة وتصديرها..
– حسنا فعلت وحدة البن في اللجنة الزراعية والسمكية العليا بوزارة الزراعة والري والجهات ذات العلاقة وهي تخصص فعاليات وأنشطة اليوم الوطني لهذا العام بما يسهم في تطوير قطاع زراعة البن بدءا بالبذور والتشتيل بتوزيع مليون شتلة بن على المزارعين ودعم ورفع حجم الإنتاج وتحسين منظومة الإرشاد الزراعي وتشجيع المبادرات المجتمعية والعمل التعاوني والمساهمة في نشر ثقافة القهوة محليا وخارجيا وخلق وعي مجتمعي بأهمية المنتج والحفاظ على هويته التاريخية والوطنية ودعم العمل التسويقي وغير ذلك من الخطوات التي لا شك سيكون لها الأثر الكبير في إعادة بن اليمن إلى أمجاده العريقة.
* نقلا عن :الثورة نت |
|
|