عبدالقوي محب الدين
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالقوي محب الدين
من روائع المديح النبوي
سر العارفين
النصر لنا
خذني إلى النور الذي لا ينفدُ
أينعت أغصانه بالصالح الصماد
عيدنا جبهاتنا
ذبلتْ ضمائرهم ..
عامان رغم حشودهم هُزموا
وجه النصر
"هو الله".. منذ انطلقنا به...

بحث

  
إطلالة نقدية على ديوان فهارس الفراغ.. عبدالقوي محب الدين
بقلم/ عبدالقوي محب الدين
نشر منذ: سنة و 3 أسابيع و 5 أيام
الأحد 02 إبريل-نيسان 2023 11:22 م


قسم الشاعر حسن المرتضى ديوانه الى فئتين

الفئة الأولى: فهارس الفراغ، وفيها تحدث الشاعر عن المباراة الأزلية في الحياة والتي ينتهي شوطها الأول قبل مجيء خاتم الرسل (المدرب)، ويبدأ الشوط الثاني من ظهور الإسلام وسيستمر حتى يعلن إسرافيل نهاية المباراة!

  والفئة الثانية: عبارة عن فراغات ادخلها الشاعر في الوقت بدل الضائع من زمن طباعة الديوان، والغرض من هذه الفراغات إرضاء شريحة من القراء ... وسأكتفي في هذه الأسطر بالتحدث عن تجربة الشاعر في الفئة الأولى " فهارس الفراغ".

حسب علاقتي بحسن المرتضى وبقصائده وظروف كتابتها أستطيع أن أقسم ديوانه إلى عدة محاور أساسية وهي: المحور المحلي والإقليمي والمدينة الفاضلة، وفي كل محور يذيب الشاعر ذاته.

المحور المحلي

لعل قصيدة مرساة الهدهد هي الأبرز، حيث ذكر الشاعر تاريخ اليمن عبر العصور وأشار الى المحتلين (الهداهد) ويرى أن التاريخ يعيد نفسه في كل مرحلة

اليس الذي يأتي على وهي أمسه

خطى من مضى كانت لديها القواعد

وهذا ما تحدث عنه البردوني

 نفس الشيطان أخذ العنوان

وأتى وحشا في جلد الحبر

وفي القصيدة نفسها يستقري شاعرنا تاريخ الدول العربية المقبل من خلال آخر هدهد (النفط)

تزوجت بئر الموت من يوم مولدي

اصدره جيلا ودهرا أكابد

ويختصر القصيدة في بيت

تقصيت يا هذا تواريخ هدهد

بلى عنه فأسال إن منفاك عائد

وفي قصيدة الغلام والملكة، يصور لنا مملكة تمتلك مقومات لم تحض غيرها بمثلها. وكيف بأني علام من فراغ الفراغ ويرسم لها لوحة وضاءة من وعود فتستجيب له وتسلمه زمام حياتها وحياة أبنائها، فيمتص رونقها ويسلبها جمالها، فأضحت تقتات من بقاياه

وفي وجه الثريا وجه لص

له قسمات وعد كاد يلمعْ

وترمي عن يديها دميتيها

وتنسيها الطفولة كيف تصنعْ

وتبكي إذ تمنت لو أعادت

بناء البيت رملا قد تصدعْ

أما فيما يتعلق بالمحور القومي فيتجلى في قصيدة أطوار العنكبوت التي رصد فيها الشاعر تاريخ إسرائيل من وعد بلفور إلى حكم أولمرت ومما جاء فيها:

وجه الشواء الذي يزهو بعربدة

وترتدي حلة فيه العمالات

وأيضا يمكن ملاحظة هذا المحور في قصيدة الأفيون بصحبة الحكيم، التي يتحدث فيها الشاعر عن النظرية الماركسية (الدين أفيون الشعوب). وفي هذه القصيدة يحاول الشاعر أن يوبخ (الحكيم) الذي يعزز نظرية الانتظار ل(المخلص). وأنه بتعزيزه لهذ النظرية فإنه يجمد تقدم الشعوب إذ يقول في مطلعها:

لمن فهرست أفيون الشعوب

لمن قربت معدوم الغيوب؟

وهذه القصيدة تقودنا الى محور ثالث من محاور فهارس الفراغ وهو المدينة الفاضلة، حيث يرفض الشاعر الانتظار حتى يأتي قطار (المخلص أو اليوتيوبا) ليأخذنا الى باب هذه المدينة. وأن من الواجب علينا ان نعمل حتى نوفر قيمة تذاكر الدخول كل هذا تحدث الشاعر عنه في قصيدة انتحار عرافة ويلخصها في آخر بيت فيها:

لهذا ... الصبر ذل حين نرضى

وموت حين تنتحر العرافة

قصيدة فهارس الفراغ كمحور رئيسي للديوان:

تعتبر قصيدة فهارس الفراغ الأصل الذي أنبت كل فروع الديوان، ومن كانت الخمسة الأبيات الأولى تمويها لما يليها، إلا أنها قدمت لنا الشاعر كمؤرخ ذاته عالية تماما عنها على عكس ما هو عليه في بقية القصيدة

 

والقصيدة تبدأ فعلا من البيت السادس

الساعة الآن قالت للمحال أما

أحسست بالعجز أو فارقت سلطانا ؟!!

في هذا البيت يبدأ الشاعر مسيرته مع الزمان الذي وضعه لنا في ملعب (وهو العنوان الفرعي القصيدة) وبدأ يذيب ذاته بصورة غير مباشرة فتراه يتجسد شخصية الفريق الأول حينا، وجينا مع الفريق الآخر أو بلسان الحكيم ويتجلى صوته بلسان المعلق الذي ينطق بمجريات اللعبة بسخط أو بحسرة من سوء أداء اللاعبين

الغازيات التي تغزو نعومتها

تلتف حول الفراغ اليوم أذقانا

اسسن من شبق الترحال مملكة

 فانبتت في وشاح الدهر أغصانا

الصانعات على وجه الرمال يدا

 قد جاذبت أرض كنعان سليمانا

 لا تفتخر انما خارت عزائمها

 وأنجبت من دوالي البن خذلانا

في الأبيات السابقة يحكي الشاعر عن الاحتلال لهذه المساحة الجغرافية، ويصف كيف أن شهوة الترحال لدى المحتلين وجدت لها بقعة لا يسيطر عليها أحد (فراغ) فأسست فيها ممالكها الشامخة على أساس رملي ويؤكد فراغ هذه المساحة من المقاومة في (وأنجبت من دوالي البن خذلانا) .

وكفنت في عصير الشمس هدهدها

ولم تجد فوق هذا اللحد دفانا

يا الله كيف أصبحت هذه المساحة الجغرافية لحدا لترحالها ومستقرا لفسادها أمام أعين الرمال الخرساء التي لم تبد أي مقاومة لهذه الهداهد.

وخمنت ربما تغتاظ تربتها

لتنجلي "أسعد ا" ينسل تيجانا

لکن رأس اليقين استل شعثته

تومي بذي يزن يقتاد باذانا

قضبان ريح أتت ترجو تحررهم

عن غيرهم ثم صار السقف سجانا

رغم جرأة هذه الهداهد وتخاذل الرمال والبن إلا أنها أبدت قلقها من أن تنبت سيفا يسلبها ما استملكته.. لكن خاب ظنها فأشجار البن دلت مفاتنها إلى فم شهواتها.

يواصل شاعرنا الحديث عن هذه الهزائم وهذا الاستسلام وكيف تبصق الهداهد.

وجه الرمال كلما حاولت الصعود

تمشط العبء عنهم في جدائلها

فاطفأت في رماد السخط بركانا

العكس ند العكيس الساعة ائتلفا

الواقعيون صاروا اليوم كهانا

 

ويبلغ الخزي ذروته في ردة فعل أشجار البن. حيث استسلمت بسرعة ولم تجد حلا سوى البحث عن تربة أخرى

مضوا لماذا ... يقال الرعب نفرهم

وفي الهروب اشتروا بالقرب دكانا

الحرب نصف لسان والنصيف دم

وهكذا أقحموا للحرب حسانا

وهذا يؤكد المقولة المعروفة (الهرج) نصف (القتال، وإن كان يعارضهما البردوني

بقوله:

قيل نصف القتال هرج، أراه

صار كلا أقذى بنانا وهرجا

وحسن المرتضى في هذا البيت يؤكد دور الكلمة التنويري والفكري في قيادة الثورات ضد الاحتلال

وفي البيت التالي يصور لنا السلاح الذي قد يغلب دناءة بعض أصحاب الكلمة

فيقول:

الملك يضفي لقبح النفس جمهرة

والمال يذكي يعيد الأمن عدوانا

ويواصل الشاعر سرد مجريات التاريخ على صفحات الزمن مع طمس ملامح الماضي وكان كل الأحداث تجري أمامنا في هذه اللحظة.

ألثمت شمس طهران كـ أنقرة

وراجعت "جدة" بالبغي "مرانا"

 وكان الشاعر يتنبأ بهدهد جديد ولكنه لم يوضح لنا ردة فعل الرمال ولكنه من شدة ملله من الأحداث المستنسخة في كل صفحة من صفحات التاريخ, فرسمها أنة في صقيع الضمير

رسمت بالثلج تصفيق الرمال على

كف الرمال وكان الناي فنانا

وهنا ضمير المتكلم لم يكن الشاعر فيه سوى رمز للعلماء والشعراء والمفكرين

ولكن نتاجهم لم يكن له دور في نتف ريش الهداهد :

وللعبارات وجه ناکث ورع

لكنه بعثر المعنى وخلانا

وفي البيتين الأخيرين يصل بنا الشاعر الى مرحلة نفي الذات والكفر بصليل الحروف بل ويتهمها بأنها سبب انشغالنا عن قضايانا الوجودية في الوطن الجغرافي:

مهمة الحبر إهداء الفراغ إلى

فحواه, حتى يصوغ الفجر عنوانا

لا زلت أشدو ... وذا حبري يكاتبني

 أن أمحو الحلم لا كانوا ولا كانا

البردوني في فهارس الفراغ

لا أتفق شخصيا مع رأي د. عبد السلام الكبسي في نقطة واحدة فقط مما ذكره في. مقدمة الديوان الا وهي أن حسن المرتضى يريد أن يقول ما كان المفترض أن يقوله البردوني, فحسن قرأ البردوني شعرا وانسانا وكأبناء جيله يتمنى المرتضى أن يفك أسرار عالم البردوني التي تبدو أكثر تعقيدا لنا كوننا لم نعايش البردوني في حياته ولكن شاعرنا استطاع أن يلخص جزءا من تجربة البردوني ويفك شفرات قصائده من منظوره الشخصي

ولقد علمت أن حسن المرتضى أراد أن يرد في فهارس الفراغ على البردوني في اثني عشر ديوانا، ولكنني وجدت أن هذا الكلام مراوغة جميلة من الشاعر ومقياس المدى فهمنا لكل من فهارس الفراغ وللبردوني وتجربته والقارئ المتأمل في فهارس الفراغ يراه امتدادا للبردوني في الشكل سواء من حيث الكلمات أو من حيث الأوزان والقوافي. ولكن المرتضى سلم من تراص الأبيات الجوفاء الزائفة وحاول أن يصل إلى البردوني الإنسان. وأقرب طريق لذلك (الرمز) الذي فهرسه الشاعر وأصبح مفتاحا لكل شفرة تحول بينه وبين الحكيم، ولعله أدرك كنه ما قاله البردوني

أسكت قوافيك، حاورني مرامزة

لهن يا صاحبي مثلي مهمات

ولي في الأخير أن أضع قبلا بيضاء على رأس شاعرنا الجميل ، وأتمنى أن يتقبلها بصدر

كما عرفناه دائما أولا: الغموض الشديد الصور المتراكبة والمتداخلة والخطاب العالي جدا بحيث. أصبحت قصائد الديوان الرئيسية منفرة ، حيث خاطب الشاعر طبقة عالية من القراء ويحتاج القارئ لفهارس الفراغ إلى دليل إرشادي عن ماهية الشاعر وتوجهاته الفكرية والسياسية والدينية

وهو بذلك أدخل ديوانه في فراغ كبير يفهرسه الغموض ولا يلتفت إليه أحد إلا من أراد أن يلتفت إلى حسن المرتضى ذاته ليصبح العرض الشاعر لا الشعر.

ثانيا: الدوامات في بعض القصائد يبحر بنا الشاعر بهدوء وسكينة وفجأة بداخلنا دوامة فمن كان مستعدا لها خرج منها سالما وواصل قراءة الفكرة أو فإنها تقذف به إلى ناحية أخرى في مرسى الضياع. في آخر بيت من قصيدة فهارس الفراغ على سبيل المثال وعلى غير عادة الشاعر ففي كل مجريات التاريخ التي حدثنا عنها هو في أبيات قصيدته وكأنه بعد أن لعب بأعصابنا وجلد ضمائرنا وأذكى انتماءاتنا ، يفاجئنا ويقول الكاميرا الخفية ولو أنه

قال:

لا زلت أشدو وذا خبري يكاتبني

أن أمحو الحلم هل كانوا وهل كانا؟

لظلت القصيدة ناطقة بتساؤلاتها حتى تنتهي المباراة. وفي الأخير أتمنى أن يحظى هذا العمل وهذا الشاعر بمزيد من القراءات النقدية.

 

* نقلا عن : المسيرة نت 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
طاهر محمد الجنيد
أبعاد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل
طاهر محمد الجنيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صادق سريع
هذا ما فعلته "الوعد الصادق" ب"إسرائيل"
صادق سريع
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صادق سريع
بعد مائتي يوم.. هل حان إعلان نصر غزة؟
صادق سريع
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
محمد محمد أحمد الانسي
السيرة الذاتية للدولار الأمريكي السفاح
محمد محمد أحمد الانسي
الشهيد رياض الصايدي
قواعد الحياة
الشهيد رياض الصايدي
حسن المرتضى
صدور"أشتات نقدية" للشاعر والناقد حسن المرتضى
حسن المرتضى
الثورة نت
قائد الثورة: صلة القرآن الكريم بحياتنا صلة وثيقة
الثورة نت
وديع العبسي
خافوه شهيداً كما خافوه من قبل وهو يردد شعار الرعب
وديع العبسي
من هدي القرآن
تنبه.. قد تكون متولياً لأمريكا وإسرائيل!
من هدي القرآن
المزيد