يطوي اليوم 3 آلاف يوم منذ بداية الحرب الإجرامية التي شنتها مملكة الأعراب والخطايا وأمريكا وتحالفهما على رؤوس اليمنيين ، لا شيء تحقق لمن أرعدوا وأزبدوا وأبرقوا ببيارقهم وإعلامهم وجيوشهم وترساناتهم العسكرية باحتلال العاصمة صنعاء والحديدة وصعدة وحجة ، لم يحصدوا إلا الفشل والخيبات والانتكاسات والهزائم التي مُنيت بها جيوشهم الجرارة من المستأجرين والمأجورين والمرتزقة المجلوبين من جنسيات متعددة.
في ال26 من مارس من العام 2015م وعلى حين غفلة، أخبر السفير السعودي في واشنطن – آنذاك- عادل الجبير ، أخبر العالم ببدء إطلاق حرب عسكرية على الشعب اليمني أسماها بعاصفة الحزم ، تقودها مملكته المارقة وأمريكا وتشارك فيها دويلة الإمارات وسبع عشرة دولة عربية وأجنبية في تحالف دولي إقليمي وصف بأنه الأكبر والأوسع سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، على شعب كان يعد من أفقر بلدان العالم وأشدها حاجة ، بدعوى إعادة الرئيس الفار، الذي وصفوه بالشرعي ، وبالتوازي تم محاصرة اليمن من البحر والجو والبر بدعوى حظر وصول السلاح إلى اليمن.
كان واضحاً أن الحرب على الشعب اليمني هدفها سحق اليمنيين وإركاعهم وإخضاعهم ، غير أن ما لم يكن واضحاً حينها أسباب الاحتشاد الطويل والعريض والواسع ضد اليمن الذي كان يمر بلحظة عاصفة حينها ، إذ لم يكن مستعداً لأن يخوض حرباً متكافئة مع مملكة السعودية وحدها ، ناهيكم عن أن يواجه تحالفاً بهذا الحجم ، ورغم ذلك كان قرار اليمن هو المواجهة وليس الاستسلام والانكسار ، فخاض الحرب التي لا بد منها ، واندفع اليمنيون نحو الجبهات ونحو الحدود ، وإلى المعسكرات ، وإلى مصانع السلاح ، وإلى الثكنات الأمنية وإلى القواعد الجوية وإلى معسكرات التدريب والتأهيل ، وإلى جبهات المواجهة الشاملة ، كل في مترسه وخندقه بالمواجهة آلة الحرب السعوأمريكية غربية صهيونية ، ودعايتها وجيوشها وأبواقها وبيادقها.
مضى العام الأول فالثاني فالخامس والثامن ونحن اليوم في تاسع الأعوام ، صمد الشعب اليمني الذي أراد المتحالفون من الأعراب والعجم والصهاينة في أمريكا والغرب الفاجر إخضاعه وكسره وسحقه عن بكرة أبيه ، وبعد 3 آلاف يوم أصبحت الحرب كابوساً يلاحق مملكة العدوان السعودية والمتحالفين معها ، وأصبح اليمن قوة إقليمية محصنة بتجربته العسكرية التي تحولت إلى كابوس يهدد الأعراب وأسيادهم ، تمكن اليمنيون بعون الله من قلب المعادلة وكرّسوا توازن الرعب ، وأنجزوا بعون الله ترسانات صاروخية وجوية وبحرية متطورة ومهددة لتحالف العدوان ، واليوم وبعد عام وشهرين من خفض التصعيد يمكن القول بأن الجيش اليمني يمتلك ميزة التفوق الحاسم على خلاف ما كان عليه الحال بداية الحرب العدوانية.
لا يمكن لتحالف العدوان أن يقصف اليوم في اليمن ويعود بلا ثمن ، فمعادلة السن بالسن باتت ناجزة وللسعودية أن تتذكر عمليات كسر الحصار وبقيق وخريص وكل عمليات توازن الردع ، ولتتذكر دويلة الإمارات عمليات إعصار اليمن التي عصفت بالدويلة في العام المنصرم ، وما ليس في حسبان دول تحالف العدوان قادم لا محالة ، فالبحر سيكون ميدان مواجهة ضارية إذا لم ينزلوا عن غيهم وغطرستهم ويوقفوا العدوان والحصار ويعلنوا إنهاء الاحتلال ، في المشهد الآخر فإن التحالف الذي حشد المرتزقة من كل الأصقاع والأجناس والتنظيمات العميلة يعاني من التمزق والصراعات ، ولا شيء تحقق في المحافظات المحتلة حتى الآن غير سيادة الفوضى والتمزق والدمار والاحتراب ، ولن تتحول هذه المناطق إلى ثكنات فولاذية تحمي المحتلين أمريكيين أو سعوديين أو إماراتيين أو غيرهم.
منذ فترة أدركت الإدارة الأمريكية وبريطانيا أن هذه الحرب فشلت وانكسرت ، لكنهما لم تتوقفا عن دفع ابن سلمان وابن زايد إلى الاستمرار فيها، نظراً للأموال التي تجنيها الدولتان من وراء هذه الحرب.. وما يجب أن يكون واضحا اليوم هو أن الشعب اليمني ليس في وضع يجبره على القبول بشروط أو اشتراطات أو يقبل بتنازلات عن حقوقه العادلة والمشروعة ، بل أصبح الشعب اليمني وقيادته في وضع متاح لأن ينتزع حقه وحقوقه كاملة.
وأياً كانت خيارات السعودية والإمارات وحتى أمريكا وبريطانيا، فما هو واضح بعد 3 آلاف يوم من الحرب ، أن الخروج منها أخف كلفة من الاستمرار ، وستكون كلفة الخروج بعد بضعة أسابيع أكبر من كلفتها اليوم وهكذا حتى يصبح الخروج من الحرب عامة أصعب من دخولها.
ورغم الحقائق الماثلة اليوم، فإن الذي يبدو أن قادة الحرب الإجرامية في الدرعية وفي واشنطن ولندن وبقية عواصم التحالف الإجرامي ما تحالف المعتدين والمجرمين قد وصلوا إلى قناعة بأنها حرب فاشلة وخاسرة ، لكنهم يستمرون في تورمات الوهم والخطيئة والرهان على الأوهام المنفوخة ، غير أن حالهم كحال الغريق الذي يعلق آمال النجاة بقشة الغرق.