تحت هذا الوسم، انطلقت خلال اليومين الماضيين حملة موسعة على مواقع التواصل الاجتماعي مذّيلة بشعار مركز الإعلام السمكي ، إثر حادثة تعرّض الصياد مالك جيرد وهو من أبناء مديرية الخوخة لطلق ناري من قبل جنود البحرية الإرتيرية، ليفقد إحدى عينيه ويعود بعين واحدة، فيما اقتاد رجال بحرية أسمرة زملاءه على القارب إلى السجون والمعتقلات الإرتيرية التي تعج بمئات السجناء والمعتقلين من الصيادين الباحثين عن لقمة عيش أطفالهم في بحر من الشقاء والبؤس والحرمان.
– الحملة تهدف – كما يقول أصحابها – إلى تحفيز المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني للعمل على توعية الرأي العام بمعاناة الصيادين وضرورة حماية حقوقهم..وتشجيع السلطات المحلية والجهات المختصة لتبنّي سياسات وبرامج تهدف إلى تحسين أوضاع الصيادين وتوفير الحماية اللازمة لهم.
– الصياد مالك محمد عبدالله جيرد، إنسان بسيط ينتمي لقرية صغيرة من قرى مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، ويعول أسرته المكونة من أم وزوجة وثمانية أطفال من عمله في قوارب الصيد التقليدية الصغيرة، وقد كان على متن أحدها إلى جانب ستة من زملائه يمارسون مهنتهم في اصطياد الأسماك في المياه الإقليمية اليمنية على مقربة من أرخبيل حُنيش وزُقر عندما وجدوا أنفسهم تحت وابل من رصاص زورق حربي ارتيري فجُرج من جُرح وأُقتيد البقية إلى الاعتقال في ارتيريا التي أصبحت تعبث بحياة وقوارب الصيادين اليمنيين كيف تشاء.
– دأبت أسمرة طوال العقود الماضية على ممارسة أشد أنواع البطش والتنكيل بالصيادين اليمنيين مستغلة غفلة وعدم اهتمام الأنظمة السياسية الحاكمة في صنعاء بهذه الشريحة لتزداد انتهاكاتها وجرائمها ضراوة وقسوة خلال سنوات العدوان على اليمن، فقتلت وجرحت وعذّبت الكثيرين وصادرت قواربهم ومعداتهم دون وجه حق ضاربة بكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في هذا الشأن عرض الحائط.
-قبل أيام عاد أكثر من مائة وعشرة صيادين إلى الخوخة من أرتيريا بعد قضائهم شهورا في سجونها وبعد أن صادرت جميع قواربهم بصورة تعسفية وأبقت على المئات أسرى لديها ليأتي الدور على الصياد جيرد وزملائه الستة، وحتما لن يكونوا الأخيرين في قائمة ضحايا الإجرام الارتيري المتواصل الذي أحال حياة أكثر من مليوني إنسان يمني يعيشون في المدن والقرى الساحلية على امتداد الشريط الساحلي للبحر الأحمر إلى أشبه ما يكون بالجحيم الذي لا يكاد يهدأ أبدا، وإذا بهم يدفعون أثماناً باهضة من حياتهم وحياة نسائهم وأطفالهم جراء هذا الجنون الارتيري الذي لم يجد أي ردع أو زجر، بل وجد في السنوات الأخيرة في ظل العدوان من يشجعه ويشدّ على يديه.
-ربما للمرة الأولى منذ عقود، حمل بيان إدانة وزارة الثروة السمكية في حكومة الانقاذ الوطني لحادثة إصابة الصياد جيرد ما يمكن اعتباره تهديدا صريحا للسلطات في أسمرة عندما أكد أن اليمن سيدافع بقوة عن شعبه وحماية مياهه الإقليمية..في موقف حمل بصيص أمل لقادم أجمل قد يأتي بشيء من العدالة والإنصاف للضحايا من الجاني الارتيري ويحقق للصيادين الأمن المفقود في مياه اليمن و يعيد البريق الآفل لمهنتهم القاسية.