أليس وضع الأمة العربية وضعًا سيئًا جدًا في حياتهم المعيشية، في كل شؤونهم؟ أصبح العربي لا يفتخر بأنه عربي، من هو ذلك الذي يفتخر بأنه عربي؟ هل أحد أصبح إلى درجة أن يفتخر بأنه عربي؟ أصبح العربي الذي تجنس بجنسية أمريكية أو بريطانية يفتخر بأنه استطاع أن يتجنس أن يأخذ الجنسية الأمريكية أنه عربي أمريكي، لكن العربي الأصيل العربي الذي لا يزال عربيًا أصبح لا يرى بأن هناك بين يديه ولا في واقع حياته ما يجعله يفتخر بأنه عربي.
لأنهم ابتعدوا عن الشرف الذي قال الله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} يقول المفسرون بأن معناها: وإنه لشرف لك وشرف لقومك أن يكونوا هم من يتحملون هذه الرسالة العظيمة.. أي أن الله أعطى العرب أعظم مما أعطى بني إسرائيل، أن الله منح العرب من النعمة ومنحهم من المقام أعظم مما منح بني إسرائيل في تاريخهم، ولكن العرب أضاعوه سريعًا. ومن بعد ما مات الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بدأت إضاعتهم لهذه الرسالة التي هي شرف عظيم لهم.
ثم نحن هكذا جيلًا بعد جيل بعد جيل إلى الآن، وفي هذا الزمن تجلى بشكل كبير تجلى بشكل واضح آثار تقصيرنا مع الله سبحانه وتعالى، آثار إهمالنا لديننا، آثار عدم استشعارنا للمسئولية أمام الله، ظهرت آثاره على هذا الشكل المؤسف الذي أصبحنا إلى درجة لا نكاد أن نعي ما يقال لنا.
ارجع إلى القرآن الكريم ثم ارجع إلى الأخبار فانظر أين موقعك؟ من الذي احتل موقعك في العالم؟ هم الألمان والفرنسيون والأمريكيون والبريطانيون والكنديون والأسبانيون وغيرهم، هم من ملأوا البحر من حولك، وملأوا الخليج من حولك، هم من أخذوا مواقع داخل بلادك، هم من أخذوا قواعد عسكرية في أرض الحجاز وفي غيرها! هذه هي مواقعك أنت أيها العربي، أين مواقعك هناك؟ كان أنت الذي يجب أن تملأ البحار قواعدك، وأن تملأ البر في أوروبا وأمريكا قواعدك العسكرية لو كنت متمسكًا بدينك، لو كنت تعرف الشرف العظيم الذي وهبك الله إياه.. فلما فرطنا أصبحنا إلى هذا الحال.
أريد أن أقول هذا وأنا على ثقة أن هذا هو الواقع الذي نحن عليه؛ ليفهم أولئك الذين يرون أنه ليس هناك أي شيء، أنه ليس هناك وضعية خطيرة. نحن في وضعية خطيرة مع الله، نحن في وضعية خطيرة جدًا مع الله، ونحن في وضعية خطيرة جدًا أمام أعدائنا، ونحن في وضعية خطيرة في تفكيرنا وثقافتنا، نحن تحت الصفر، ولا أدلّ على ذلك من أننا نرى أنفسنا جميعًا – بما فينا زعماؤنا – لا أحد منهم يجرؤ على أن يقول كلمة قوية في مواجهة اليهود! أليس يعني هذا أننا تحت الصفر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
لا عذر للجميع أمام الله
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ: 21/12/1422ه
اليمن – صعدة
*نقلا عن : موقع أنصار الله