لم تكتف سفن العدوان بنهب الثروة السمكية اليمنية في المياه الإقليمية اليمنية ، من خلال استخدامها مختلف أساليب الصيد الغير قانونية ، بل ذهبت إلى ما هو أقذع وأخطر على البيئة والأحياء البحرية ، وهو تحويل المياه الإقليمية اليمنية إلى مقلب للمخلفات والنفايات التي تجلبها معها من بلدانها ، وتلك التي يتم تجميعها خلال خط سيرها ، وزادت وتيرة هذه الممارسات غير القانونية خلال السنوات الثمان الماضية من عمر العدوان على بلادنا ، حيث تعمد العديد من السفن الأوربية والأمريكية إفراغ حمولتها من المخلفات والنفايات في المياه الإقليمية اليمنية في البحر العربي ومن بينها نفايات سامة تمثل تهديدا لكافة الأحياء البحرية ، في صورة قذرة من صور الانتهاك للسيادة اليمنية والإضرار بالبيئة البحرية اليمنية .
قبل فترة وجيزة تحدث العديد من الصيادين اليمنيين في عدن وأبين عن قيام إحدى البواخر التابعة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلادنا برمي مئات الأطنان من المخلفات والنفايات في المجرى بين عدن وشقرة أبين بخليج عدن ، أغلبها عبارة عن مخلفات عضوية من المواشي النافقة ، حيث شوهدت أعداد كبيرة منها وهي تطفو في السواحل الممتدة من رأس العارة بمحافظة لحج وحتى أحور بمحافظة أبين ، وهو الأمر الذي قوبل بحالة من السخط والاستهجان في أوساط المواطنين في تلكم المناطق الساحلية ، باعتبار أن مثل هذه الممارسات غير القانونية تشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة والبيئة البحرية ، والمشكلة أن هذه الممارسات تتم على مرأى ومسمع حكومة العمالة والارتزاق التي تلزم الصمت ، وكأن المسألة لا تعنيها ، وهو ما يجعل منها شريكا في تلكم الجرائم والانتهاكات السافرة التي لا يجب السكوت عليها مطلقا .
سلطة صنعاء ممثلة بوزارة الثروة السمكية تولي هذه القضية اهتماما كبيرا ودائما ما تصدر عنها الكثير من البيانات والتصريحات المنددة بهذه الممارسات والتي تصفها بالجرائم والممارسات والأعمال غير المشروعة ، والتي تترتب عليها الكثير من المخاطر والأضرار بالأحياء والبيئة البحرية اليمنية ، حيث دعت المنظمات الدولية المعنية للعمل الجاد والمسؤول على محاسبة الأطراف التي تتبعها تلكم السفن والبواخر التي تعبث بالبيئة البحرية اليمنية والتي تخالف القانون الدولي ، وطالبت الأمم المتحدة بالتحرك لمنع هذه الاعتداءات والجرائم التي تستهدف المياه الإقليمية اليمنية ، ولكن هذه الإدانات والمطالبات والبيانات لم تجد أي استجابة من قبل هذه الجهات ، في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات تلويث البيئة البحرية من قبل سفن العدوان وبعض السفن الدولية مستغلة تنصل المرتزقة عن القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم في حماية المياه الإقليمية اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ، حيث تحولت المياه الإقليمية اليمنية إلى مكب للنفايات والمخلفات بلا رقيب ولا حسيب .
بالمختصر المفيد، ما تقوم به سفن العدوان والسفن التابعة للدول والشركات الأجنبية من تلويث متعمد واستهداف ممنهج للبيئة البحرية اليمنية على مدى السنوات الماضية من عمر العدوان ، يندرج في سياق الحرب الاقتصادية التي يشنها تحالف البغي والعدوان على بلادنا ، وهو ما يحتم على الجميع تسليط الضوء على هذه الجرائم ، وإطلاع الرأي العام العالمي عليها ، وهي مهمة كل يمني شريف غيور على وطنه ، يجب أن تتعالى الأصوات المنددة بهذه الجرائم ، ومساندة الصيادين في الدفاع عن مصدر رزقهم ، وحماية البيئة البحرية اليمنية من النتائج الكارثية التي قد تترتب على تلوث المياه الإقليمية ، والتعاطي مع القضية بمسؤولية كونها ليست بالأمر الهين ، وتداعياتها ستكون كارثية بكل المستويات والمقاييس.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.