رمضان شهر الخير ،شهر القرآن ،شهر العبادة والصيام شهر الجهاد ،شهر النصر ،فالمسلمون خاضوا اغلب المعارك والغزوات والفتوحات الإسلامية في شهر رمضان ،ومنها غزوة بدر في 17رمضان من السنة الثانية للهجرة ،وفتح مكة ،وغيرها من المعارك والغزوات ،التي خاضها المسلمون في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الراشدين ،فكانت أعظم انتصاراتنا كمسلمين في شهر رمضان الكريم .
وفي عصرنا الحديث كان نصر السادس من أكتوبر عام 1973م في شهر رمضان ولكن عدونا عندما أراد أن ينال من أهم مقومات وأساسيات الشهر الكريم ،فقد بدأ في تحويل شهر رمضان من شهر صوم وعبادة ،وقراءة القرآن وتدارسه ،والتراحم بين الناس،والتكافل وصلة الأرحام ،من خلال :
أولا :أن جعل رمضان موسماً للأكل والشرب ،فبدأ بالتسويق والإعلان للأكلات الغربية والشرقية ،وإنتاج الكثير من العصيرات والمشروبات ،والترويج لها إعلامياً ،وخاصة مع قرب شهر رمضان .
،وللأسف أن هذا لم يجد معارضة أو توعية من قبل إعلامنا ومثقفينا وعلمائنا ،فرمضان أصبح موسماً لبيع منتجات أعدائنا .
ثانياً:إعلاميا فقد أبعدونا عن الروحانية في رمضان من خلال المسابقات التلفزيونية ،والجوائز النقدية والعينية .
فقد بدأوا بالمسابقات الدينية ومنها حفظ القرآن وتلاوته ،وبعدها المسابقات العامة ومسابقات الأطفال ،ومن ثم المسابقات الجماهيرية في الحدائق ،والمتنزهات العامة والفنادق والنوادي ،والهدف إبعاد الناس عن المساجد وعن تلاوة القرآن ،وإشغالهم بالمسابقات والجوائز القيمة التي سيحصلون عليها .
ثالثاً:المسلسلات الموسمية والتي لا يتم عرضها الا في شهر رمضان ،وهذه المسلسلات كانت بداياتها بالمسلسلات الدينية والفتوحات والمعارك الإسلامية ،وقد لاقت رواجاً كبيراً ،واهتماما ومتابعه كبيرة من قبل المشاهد العربي .
وبعدها جاء الدور على الدراما العربية ،المصرية والسورية والأردنية والمسلسلات المحلية ،وكذلك النكتة والتسلية والضحك وهذه يتم بثها في أوقات الصلاة خاصة صلاة العشاء ،والتي تبعد الطفل والشاب العربي والمسلم عن المسجد ،ويبقى ليتابع المسلسل .
والآن وبعد أن نجحوا في إبعادنا عن روحانيات رمضان ،جاءوا لنا بالمسلسلات التركية وقبلها المكسيكية ،وفكرتها تدور حول الحب والغرام ،والحرية للمرأة ،وكذلك المسلسلات المخابراتية فكل هذه المسلسلات تقوم بهدم القيم والأخلاق ،وإبعاد الناس عن دينهم وعن عاداتهم فإنها تغير المفاهيم الإسلامية .
فعدونا عندما أراد أن ينتقم منا درس تاريخنا وديننا وعرف ما هي مقوماتنا ،وما هي دعائم الدين ،فقام بالعمل على النيل من هذه المقومات والدعائم ،فكان الإعلام هو أسهل الطرق للنيل من ديننا والقضاء على وحدتنا وديننا ،وتحقيق كل أهدافه بدلا من أن يقوم بغزونا بالسلاح والجيوش في رمضان الذي كان شهر الفتوحات والانتصارات الإسلامية ،أصبح الآن شهر المسابقات والدراما الهدامة فعلينا تحصين أبنائنا وشبابنا ،وتنبيههم وتحذيرهم من مخاطر هذا الغزو وأن نجعل من الإعلام مدرسة يومية لبناء الشخصية الإسلامية ،وبناء جيل متسلح بالقيم والأخلاق ،الإيمان الصادق .
فالإعلام كما أراده العدو أسهل الطرق لهدم المجتمعات ، وتغيير القيم والأخلاق الإسلامية ،يجب أن يكون النواة الأولى لبناء المجتمع الإسلامي ،والحفاظ على القيم والعادات والأخلاق الإسلامية ،ونشر روح المحبة والسلام والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد.
فعلينا أن نجعل من رمضان انطلاقة لمواجهة الحرب الإعلامية وتصحيح المفاهيم الخاطئة ،والسلوكيات المستوردة وتعريف الناس بمخططات العدو ،التي يريد بها النيل من الإسلام والمسلمين .