أصبح الوضع في المحافظات الجنوبية المحتلّة مأساوياً لا يطاق، وغير قابل للتحمل أكثر، وما تشهده مدينة عدن من حرك شعبي رافض ومسيرات شعبيّة واحتجاج وضع طبيعي نظراً لما آلت إليه الأوضاع من سوءٍ وتردٍ في الخدمات.
فأبناء المحافظات الجنوبية طيلة سنوات العدوان وهم يتعرضون للذل والمهانة والتعذيب والحرمان من أبسط مقومات الحياة، ارتفاع في أسعار المشتقات النفطية والغاز المنزلي بل وانعدامها، وارتفاع سعر الدولار والذي وصل إلى 1500ريال، ومعه ارتفعت أسعار المواد الغذائية والتي لم يعد يستطع المواطن أن يوفر قيمة لقمة الخبز، وانعدام للخدمات العامة الضرورية كهرباء وماء والخدمات الصحية، وأصبح حلم المواطن أن يجد قالب ثلج أَو شربة ماء باردة، ناهيك عن انعدام الأمن، وانتشار القاعدة وارتفاع أعداد الاختطافات، والقتل، والتفجيرات بعبوات ناسفة.
كلّ هذا يحدث في ظل نهب وسرقة لثروات البلاد من غاز ونفط، وتوقيف لموانئ عدن وحضرموت والمهرة والتي تحولت إلى قواعد عسكرية للإمارات والسعوديّة وأمريكا وبريطانيا.
المحافظات الجنوبية تستباح وتنتهك فيها الأعراض، وأصبح فيها كُـلّ شيء سعره مرتفعاً عدا دم الإنسان اليمني والذي يسفك يوميًّا، من قبل قوات تحالف العدوان ومرتزِقته مليشيات الانتقالي، وقوات النخب والأحزمة الأمنية، ومليشيات القاعدة.
كان تحالف العدوان قد وعد بتحويل عدن إلى دبي الثانية وحضرموت إلى سنغافورة أُخرى والمهرة إلى شنغاهاي، وشبوة إلى جدة، وأبين إلى شرم الشيخ، وها هي اليوم تجني ثمار تلك الوعود والذي تحولت معها عدن إلى كابول، وأبين إلى قندهار، وسقطرى إلى غوانتنامو، وشبوة أصبحت ولاية لأمراء داعش.
بينما من يدعون أنهم الحكومة الشرعية ومجلس قيادة الحكام الثمانية يصيفون ويمرحون ويسرحون ويرقصون ويشربون ويتنقلون بين الرياض والقاهرة وإسطنبول ودبي لا يبالون بما يتعرض له أبناء شعبهم.
قتل ودمار جوع وحرمان سجن وتعذيب واغتصاب، مآس حقيقية أوضاع مأساوية، يتوجب التحَرّك الشعبي والثوري ضد قوات الاحتلال السعوصهيوأمريكي ومرتزِقته، وطردهم وتحرير كُـلّ شبر من أرض اليمن، وأن تكون هذه المظاهرات والاحتجاجات شرارة ثورة شعبيّة تحريرية لطرد المحتلّ الأجنبي ومعه كُـلّ مرتزِق وخائن وعميل.
وأن تجد هذه الثورة دعماً ومساندةً من كافة أبناء الشعب والقوات المسلحة اليمنية وحكومة الإنقاذ الوطني والمجلس السياسي الأعلى، فتحرير المحافظات الجنوبية المحتلّة واجب على كُـلّ أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه.