في حالات الشدائد، في حالات الشدائد وهي الحالات التي يضطرب فيها ضعفاء الإيمان، يضطرب فيها من يفقدون نسبة كبيرة من استشعار تنـزيه الله سبحانه وتعالى، الذي يعني تنـزيهه عن أن يخلف وعده وهو القائل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
وفعلًا لو تتوفر عوامل النصر لدى فئة، تكون على المستوى المطلوب، ويوفرون أيضًا من الأسباب المادية ما يمكن أن يوفروه، لا شك أن هؤلاء سيحققون نصرًا كبيرًا.
ولا يعني النصر: هو أن لا يتعبوا، ألا يستشهد منهم البعض أو الكثير، ولا يعني النصر هو ألا يحصل لهم من جانب العدو مضايقات كثيرة، ولا يعني النصر: هو ألا يحصل منهم سجناء.. إنهم مجاهدون، والمجاهد هو مستعد لماذا؟ أن يتحمل كل الشدائد في سبيل الإنتصار للقضية التي من أجلها انطلق مجاهدًا، وهو دين الله.
عمار بن ياسر في أيام صفين كان يقول: والله لو بلغوا بنا سعفات هجر – أو عبارة تشبه هذه، قرى يشير إليها في البحرين – لعلمنا أننا على الحق وهم على الباطل. يقول: لو هزمنا معاوية وجيشه حتى يصلوا بنا البحرين لما ارتبنا أبدًا في أنهم على باطل وأننا على حق.. إنسان واعي، إنسان فاهم، يعرف طبيعة الصراع، يعرف ميادين الجهاد التي تتطلب من هذا النوع، يحصل فيها حالات كر وفر، يحصل حالات تداول في الأيام فيما بين الناس، يحصل كذا يحصل كذا.
فهو لا ينطلق على أساس فهم قاصر للمسألة، أن يفهم قول الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} إذًا سيتحرك وبالتالي فلن يلاقي أي صعوبة، وأن معنى تأييد الله هو إمداد غيبي له بحيث لا يلاقي أي عناء.. ليس هذا هو الفهم المطلوب.. وأنت واثق من المسيرة التي تسير عليها أنها مسيرة حق، والمواقف التي تتحرك فيها أنها مواقف حق، هذا شيء مهم، ثم ثق، وعندما تثق هل تثق بنصرك شخصيًا؟ يجب أن تلغى، وإلا فسيكون من ينظرون إلى أنفسهم شخصيًا، أن يتحقق لهم شخصيًا كل تلك الوعود فهم من قد يضطربون عند أول شدة يواجهونها.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
معنى التسبيح
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 9/2/2002م
اليمن – صعدة
*نقلا عن : موقع أنصار الله