السلطة آنذاك اتجهت اتجاهاً خاطئاً، وكثيرٌ من القوى السياسية اتجهت اتجاهاً خاطئاً نتيجةً للأطماع والمكاسب الشخصية والفئوية الضيقة المحسوبة بحساب المصلحة الشخصية أو المصلحة الحزبية، وأيضاً النظرة إلى أمريكا، والانبهار بأمريكا، والاستسلام أمام أمريكا، البعض كانوا يظنون أنه ليس بالإمكان الصمود في مواجهة الاستهداف الأمريكي، وأن الحل هو التماهي والتواطؤ مع الامريكي، والتناغم مع سياساته، أو التجند معه، وهو استغل هذا التوجه، وأولئك لم يكونوا يؤمنون بالشعب اليمني بقدر ما يمتلك من طاقات وقدرات وقيم ومبادئ تؤهله للصمود أمام هذا الاستهداف، والحفاظ على حريته واستقلاله وصون كرامته بالاعتماد على الله “سبحانه وتعالى”، وبالاستناد إلى تلك المبادئ والقيم والتاريخ المشرف، فغياب هذه النظرة إلى الشعب (النظرة الإيجابية والمبدئية والمهمة)، والدوافع التي أشرنا إليها من: خنوع لأمريكا وانبهار، وهزيمة نفسية، وأطماع ومكاسب حزبية، فئوية، شخصية…إلخ. ساهمت في أن ينجح السفير الأمريكي، والشواهد كثيرة، وكثيرٌ منها أيضاً يمكن أن يظهر في المستقبل أكثر فأكثر.
اتجهوا بالبلد نحو الانهيار، حرصوا على أن ينزعوا من هذا البلد كل عناصر القوة، وكل المقومات على المستوى الاخلاقي والمبدئي والفكري والثقافي، تدخلوا في السياسة التعليمية تدخلاً خطيراً جدًّا، يقوض المبادئ الأساسية التي تجعل هذا الشعب متماسكاً وصامداً تجاه التدخل الخارجي، وحساساً تجاه المصادرة للحرية والاستقلال، وأصبحت السياسة التعليمية تدجينية، تدجِّن أبناء هذا الشعب، وأيضاً السياسة الإعلامية أصبحت تدجينية، إضافةً إلى تغذية كل عوامل الانقسام الداخلي، كانت هذه سياسة رئيسية، ركَّز عليها الأمريكيون وعملاؤهم والمتناغمون معهم، والمستجيبون لهم من أبناء هذا البلد من القوى السياسية والسلطة آنذاك، فبرزت إلى حدٍ كبير إثارة النعرات العنصرية والطائفية، والحساسيات المناطقية، وبعمل نشط وتعبوي بشكلٍ عجيب ولافت وغير طبيعي أبداً، وبالجملة كلما يمكن أن يمهد للسيطرة الأمريكية الكاملة والمباشرة وينزع عن هذا الشعب وهذا البلد كل عناصر القوة والتماسك كانوا يشتغلون عليه، والتفاصيل كثيرة تحت هذا العنوان، كثيرة جدًّا، وما من مجال من المجالات إلا واشتغلوا على هذه القاعدة، وبما يخدم هذا التوجه.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
من خطاب السيد في ذكرى 21 سبتمبر 2020م
*نقلا عن : موقع أنصار الله