من هدي القرآن
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
من هدي القرآن
الفارق الحقيقي بين الوعد الإلهي والوهم الشيطاني
الفارق الحقيقي بين الوعد الإلهي والوهم الشيطاني
منطق السباقين
منطق السباقين
في القيامة الناس على أصناف ثلاثة
في القيامة الناس على أصناف ثلاثة
الرفعة الحقيقية هي رفعة يوم القيامة
الرفعة الحقيقية هي رفعة يوم القيامة
اليهود الصهاينة هم العدو الأول للأمة
اليهود الصهاينة هم العدو الأول للأمة
يجب أن نصل في وعينا لنعرف كيف نتحدث مع الآخرين عندما ينطلقون ليثبطونا
يجب أن نصل في وعينا لنعرف كيف نتحدث مع الآخرين عندما ينطلقون ليثبطونا
الأمريكي ذراعٌ للصهيونية اليهودية
الأمريكي ذراعٌ للصهيونية اليهودية
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً
من صفات المتقين
من صفات المتقين
حالة التثاقل وعواقبها
حالة التثاقل وعواقبها

بحث

  
أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ
بقلم/ من هدي القرآن
نشر منذ: 6 أشهر و 21 يوماً
السبت 07 أكتوبر-تشرين الأول 2023 10:21 م


{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} (الواقعة: 63) هذه الأموال التي تحرثونها، هذه الأموال التي تجنون منها مختلف الثمار، فتحصلون من ورائها على أموال كثيرة، هذه الأرض التي تحرثونها، وهذا الزرع الذي ينبت بعد حرثكم {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} (الواقعة: 64) ما هذا سؤال؟ نقول لك: تذكر النعم العظيمة عليك، تذكر، إذا أنت لم تتذكر فسنذكرك نحن، فيأتي على هذا النحو من الاستفهام {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} كيف سيكون جواب كل واحد منا؟ الله هو الزارع، إذًا هذه واحدة.

الزراعة تشمل مختلف الأصناف التي بين أيدي الناس سواء زراعة الزرع، زراعة القات، زراعة البن، زراعة الفواكه، زراعة الحبوب، تسمى كلها زراعة، بعد أن تعترف أنت بأن الله هو الزارع، الله هو الذي خلق هذه الأرض التي تحرثها، هو الذي خلق لك هذه الآلة التي تحرث عليها، أو هذا الحيوان الذي تحرث عليه، هو الذي خلق لك تلك الأيدي التي تقبض بها المحراث، أو تقبض بها عجلة القيادة في الحرَّاثة.

والأعين التي تبصر بها، أليست من الله؟، هل يستطيع الأعمى أن يحرث؟ لا يستطيع، لو تعطيه أرضًا واسعة جدًا وتقول له: هذه لك وتحرثها أنت ما يستطيع يحرثها، أرضية كبيرة تعطيه، أرضية صالحة للزراعة وتقول له: لكن نريد أنت الذي تكون تحرثها أنت بيدك، حتى لو كان صحيح الجسم لكن فاقد البصر هل يستطيع؟

ثم هذه التربة التي تحرث فيها، هل هي سواء هي والرماد، أو الدقيق أو أي شيء آخر؟ من الذي أودع فيها هذه الخاصية، فجعلها قابلة للإنبات؟ أليس هو الله سبحانه وتعالى.

لاحظ مساحة الأسئلة كثيرة داخل هذه الآية: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} داخلها أسئلة كثيرة جدًا، بدءًا من الأرض وانتهاء بالثمرة التي تجنيها، داخلها أسئلة كثيرة.

فإذا كنت معترفًا بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي زرع، هو الذي أنبت {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} (الأنعام: من الآية95) أنت فقط تلقي الحَبَّ في باطن التربة، من الذي يفلق الحب والنوى؟ هو الله {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} إذًا فهو الزارع، أليس كذلك؟

فإذا كنت معترفًا بأن هذه الأرض منه والقوة التي أنا عليها أتمكن بها من الزراعة، من الحراثة هي منه، وهذا الزرع هو الذي فلق حبّه ونواه، هو الذي أنبت هذه الأشجار التي نجني منها الأموال الكثيرة.

فما هو الموقف الصحيح بالنسبة لي منه تعالى أمام ما أعطاني، ما هو الموقف الصحيح؟ هل أرضى لنفسي أن أكون م من قال الله عنهم: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم: من الآية34)؟

أخرج من طرف السوق بعد ما بعت من [قاتي]، أو [بنِّي]، أو أي محصول زراعي بكمية كبيرة من المال، أخرج من طرف [الجِربة] وأنا محمَّل بما جنيته من تلك الأشجار التي زرعها الله سبحانه وتعالى، وأنا مدبر عن الله، ظلوم كفار، هل هذه من الناحية الإنسانية تليق بالإنسان؟ هل يليق بك أن تولي بوجهك عن الله، وتصم آذانك عن الله، وتعرض عن الله، فتكون ظلومًا كفارًا، هل ترضى؟ هل هذا هو ما يمليه عليك ضميرك؟

أليس هذا من الجفاء؟ أليس هذا من السوء؟ أليس هذا من الحماقة؟ أليس هذا من الكفر؟ أم أن الذي ينبغي لك بعد أن تكون قد أجبت الإجابة الصحيحة على قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} فقلت: بل أنت يا الله أنت الزارع، فانطلقت أنت لتقدِّر نعمته العظيمة عليك، وتعترف بإحسانه الكبير إليك، فيخشع قلبك، ويمتلأ قلبك حبًا له سبحانه وتعالى، وتشعر كم أنت مدين له بإحسانه العظيم إليك، فتكون نفسك منكسرة أمامه سبحانه وتعالى، منشدة نحوه انشدادًا عاطفيًا، وانشداد من يشعر بعظم وقع الإحسان عليه؟

أيُّ الموقفين هو الأليق بالإنسان من هذين؟ أليس هو الموقف الثاني؟ لأننا إذا وقفنا الموقف الأول، موقف الظلوم الكفار، بعد أن كنا قد شهدنا على أنفسنا وأقرّيّنا في إجابتنا على هذا التساؤل الإلهي، فقلنا: بل أنت يا الله، أنت الزارع، أليست هذه جريمة كبيرة؟ أعترف وأشهد وأقر بأنك أنت الزارع، ثم أتعامل معك معاملة الظلوم الكفار؟ أليست هذه جريمة كبيرة؟ جريمة كبيرة فعلًا.

{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ} (الواقعة: من الآية65) حتى تتأكدوا بأنه نحن الزارعون، {لَوْ نَشَاءُ لجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} ضربة تأتي له أو عاصف أو تنعدم الأمطار، فتسقط الأوراق، وتذبل الغصون، وتجف السيقان فيتحول إلى حطام.

{فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} (الواقعة: من الآية65) تتعجبون من سوء حاله، كيف أصبحت مزرعتي بعد أن كانت خضراء و منظرها جميلًا، أصبحت هكذا منظرًا موحشًا، أصبحت حطامًا!

هل كل واحد منا يعترف بأن الله يستطيع فعل هذا؟ إذًا هذا إقرار آخر، إذًا فهو الذي رعى هذه الشجرة حتى استطعت أن تحصل منها على هذا المحصول الكبير، هو الذي رعى هذه الأشجار حتى جنيت أنت ثمارها. أم تظن أنه الغاز والبودرة وهذه الكيماويات هي نفسها التي أعطته الرعاية؟ هي أيضًا مما خلقه الله سبحانه وتعالى، وفي نفس الوقت تذكَّر أنه {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا}.

ولاحظ، عندما يكون الوقت مجدبًا لا يوجد أمطار، والماء قليل حتى وصل الناس إلى درجة أن كل واحد احتفظ بما لديه من ماء لبيته وحاجته، والقات أو البنّ أو أي أنواع الأشجار التي لها أهمية كبيرة في حياة الناس قد أصبحت ظامئة، أصبحت جافة، هل هو وقت البودرة والغاز؟ هل سينفع؟ لا تعد تنفع، إذًا {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} تذهب “تغزّ” بالمكينة وتضخ بالكيماويات، فلا يطلِّع شيئًا، أعواد جافة.

لكن من أين ترسخ في أنفسنا ـ ونحن نتقلب في أموالنا ـ أن هذه هي لنا ونحن من نقوم بالعمل فيها، نحن من غرسنا أشجارها، ونحن من نجني ثمارها، ونحن، ونحن، إلى آخره، مع نسياننا لله سبحانه وتعالى. من أين ترسخ؟ لأننا لم نروض أنفسنا على أن نتذكر دائمًا نعم الله العظيمة علينا، وأن نتذكر قوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ من نِعْمَةٍ فَمن اللَّهِ} (النحل: من الآية53) {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} (النحل: من الآية18) ترسخت هذه الحالة أو المفاهيم المغلوطة السيئة فنتج عنه حالات سيئة لدينا في أنفسنا جعلت كل واحد منا يتحول إلى أن يصبح ظلومًا كفارًا، فما الذي يبعدك عن أن تكون من الظالمين الكافرين بنعم الله سبحانه وتعالى؟ هو أن تتذكر.

إذا كنت أنت لا تتذكر تلقائيًا فأجب على هذه الأسئلة التي ذكرك الله فيها؟ {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} والذي أنت بالطبع لا تستطيع أن تقول: نحن. من الذي يستطيع أن يقول: نحن؟ لا يستطيع أحد، ما من أحد ـ ربما ـ يستطيع أن يقول نحن إلا وهو يتوقع عقوبة من الله لأشجاره، لزراعته، لو يقول: نحن. فكل واحد مقر في نفسه أن الله هو الزارع.

إذًا فتذكر سواء بالأسلوب الأول، أسلوب تعداد النعم، أو عن طريق الإجابة على هذه الأسئلة التي وجهت إليك وإلى أمثالك من بني آدم.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

معرفة الله – نعم الله – الدرس الخامس

ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 22/1/2002م

اليمن – صعدة

*نقلا عن : موقع أنصار الله

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
طاهر محمد الجنيد
أبعاد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل
طاهر محمد الجنيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صادق سريع
هذا ما فعلته "الوعد الصادق" ب"إسرائيل"
صادق سريع
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صادق سريع
بعد مائتي يوم.. هل حان إعلان نصر غزة؟
صادق سريع
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
من هدي القرآن
لن نستطيع مواجهة الأعداء إلا بتأمين الغذاء
من هدي القرآن
من هدي القرآن
أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ
من هدي القرآن
من هدي القرآن
حين انتشر الربا بين الناس عاشوا مظاهر حرب من الله في اقتصادهم وتجاراتهم
من هدي القرآن
من هدي القرآن
كل ما في يدك من النعم ليست مكتسبات خبرتك وتجربتك بل هي نعمة من الله
من هدي القرآن
من هدي القرآن
القرآن الكريم يصنع الوعي العالي
من هدي القرآن
من هدي القرآن
أمريكا وتوظيف العناوين والمصطلحات
من هدي القرآن
المزيد