آخر الأخبار
عبدالعزيز البغدادي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالعزيز البغدادي
هل اليمن بيتنا؟
ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟
حربٌ على الإرهاب أم تلاعبٌ بالعقول؟!
في طريق بناء الدولة المدنية
العدالة والأمن.. حق المواطن ومسؤولية السلطة
معرفة الحقيقة مفتاح العدالة الانتقالية
فتح الطرق وإنهاء الانقسام مسؤولية مَنْ؟
الإنسان بين الضآلة والجبروت!
الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام والمصالحة الوطنية
الحرب النفسية والإعلام بين سلاح الصدق وآفة الكذب!

بحث

  
غابة النفاق العالمي الجديد!
بقلم/ عبدالعزيز البغدادي
نشر منذ: 3 سنوات و 3 أسابيع و 5 أيام
الثلاثاء 30 مارس - آذار 2021 06:57 م


تولّدَت عن مآسي وويلات الحربين العالميتين الأولى والثانية منتصف القرن الماضي رغبة إنسانية قوية لدى بعض مفكري وسياسيي العالم في البحث عن نظام عالمي جديد يضع حداً للنزوات المجنونة التي أثارت الحروب والويلات والتحكم بمصير الإنسانية وتهديد السلام العالمي ، هذه الرغبة الحالمة سرعان ما تبددت ليحتويها نظام للتوازن بين القوتين اللتين ولدتا من رحم الصراع بين المعسكر الشرقي الاشتراكي الذي مثله الاتحاد السوفيتي والصين ودول أوروبا الشرقية ومن إليهم والمعسكر الغربي الرأسمالي ممثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وغيرها ، وهو توازن لا يستجيب بالتأكيد لأحلام البشر التواق للحرية والعدالة والسلام العالمي بعد طول معاناة ، لكنه ولّد شعوراً بالأمل بتحقق بعض العدالة الناتجة عن توازن الرعب الذي يعبر عن التدافع بالمعنى القرآني (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) سورة البقرة الآية (251)؛
فالهيمنة الكاملة على العالم ينتج عنها ظلم كامل سواء بمفهوم العدالة وفق رؤية الحزب الواحد المهيمن على مفاصل الدولة أو بمفهوم الحرية المنفلتة (دعه يعمل، دعه يمر دعه يسرق دعه ينهب دعه دعه دعه…!!)
تحولت النماذج الممثلة للنظامين وبالذات ما يسمى بالنظام الحر إلى انتهاك صارخ للحرية وإنسانية الإنسان ، ومسخ للفرق بين العدالة والمساواة باسمهما وتحول النموذج الاشتراكي إلى مثال سيئ لديكتاتورية الحزب التي حلت محل ديكتاتورية الفرد ولأن ذلك لم يكن وضعاً طبيعياً فقد تفكك وانهار نظام الاتحاد السوفيتي المعتمد على القبضة الحديدية لأنه حول الإنسان لمجرّد ترس في دولاب العدالة وفق تصوره ؛
الحكم بالقوة لا يمكن أن يدوم مهما حاول الحكام ابتكار أساليب تغيير هذه المعادلة وتحت أي راية أو شعار !!!؛
ونتيجة هذا الانهيار وقع العالم في شباك الرأسمالية المتوحشة ومدعي الحرية من مصاصي الدماء وناهبي خيرات الشعوب وسالبي إرادتها الذين استخدموا كثيراً من الأساليب لإضعاف الشعوب المنهوبة خيراتها وتحويلها إلى مجتمعات مستهلكة (سوق لدول الشركات الاحتكارية) وفي قبضتها ولأنها تؤمن بنظرية الغاية تبرر الوسيلة) فقد عملت على تصنيع الجماعات الإرهابية في المناطق والدول التي توصف بأنها إسلامية لتزيد من حالة عدم الاستقرار وبذلك تحققت الكثير من أهداف من يقود العالم إلى التوحش وانعدام الأمن والعدالة؛
إلا أن العالم بدأ يدرك خطورة الهيمنة الغربية التي يقودها اليمين المتطرف والرأسمالية المتوحشة مدفوعة بكل هذه الشراهة في نهب ثروات شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها وأهمية البحث عن مفهوم مشترك للمصلحة المشروعة يرفض السياسات الخالية من أي معنى للعدالة والمساواة سواءً كان مرجعها دينيا أو أخلاقيا أو قانونيا اجتماعيا وضعيا، بعض المحسوبين على الثقافة الذين يعيشون حالة من غيبوبة الاغتراب عن واقع مجتمعاتهم منبهرين ببعض النظريات أو مجندين لها؛
الحرية المطلقة من عقالها وادعاء امتلاك الحقيقة أياً كان منطقها هي أعلى درجات الظلم والاستبداد التي يتفنن روادها في ابتكار الوسائل السرية والعلنية التي تهزأ من كل القيم والمبادئ وصنع ونشر أساليب التضليل لخلق الحروب والأزمات والنزاعات كمشاريع استثمارية مغلفة بالأكاذيب ومن ذلك صناعة الجماعات الإرهابية في البلدان العربية والإسلامية باسم الإسلام لتحويلها إلى مادة خطرة وتصديرها للعالم لإعطاء أبشع الصور عن الإسلام ومعتنقيه وبخاصة العرب ، فقد مثلت هذه الجماعات من خلال ممارساتها في أفغانستان والعراق واليمن وسوريا وغيرها النموذج المرعب للإسلام لدى كل من لا يعرف الإسلام وأدى ظهور هذه الحركات إلى ضعف واضح في حركات التنوير التي كانت قد بدأت في استجلاء مكامن القوة والتجديد في أحكام النصوص والقواعد الأصلية للإسلام ، وبالمقابل كان الطرف المستخدم للجماعات التكفيرية أكثر فاعلية حيث تم تفريخ كثير من هذه الجماعات واستخدامها في اغتيال عدد من المفكرين الإسلاميين المستنيرين ومحاكمتهم بتهم متعلقة بمحاولاتهم الجادة في إجلاء وترسيخ القيم النبيلة التي يتضمنها الإسلام الحضاري وما يحمله من مبادئ التسامح ومحاولة ترسيخ المفاهيم الصحيحة للجهاد والحرية والفرق بين الجهاد والإرهاب ونظرة الإسلام للعالم ودعوته إلى العلم والعمل ، فقد أصبح التكفير بنظر هذه الجماعات المصنَّعة كفراً وسوَّق التكفير والإرهاب على أنه الإسلام !.


(إذا صاحبت في أيام بؤسِ* فلا تنس المودة في الرخاء)
(أبو العلاء المعري)

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز البغدادي
هل اليمن بيتنا؟
عبدالعزيز البغدادي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد محسن الجوهري
نصيحة للمرتزقة.. "أنصار الله" أكبر بكثير مما تظنون
محمد محسن الجوهري
مقالات ضدّ العدوان
أنس القاضي
أمريكا وغولدا مائير وهادي
أنس القاضي
عبدالفتاح علي البنوس
6سنوات من الصمود والتحدي"3-7"
عبدالفتاح علي البنوس
زيد البعوه
قادمون ومتقدمون .. المعنى والمضمون
زيد البعوه
عبدالفتاح علي البنوس
6 سنوات من الصمود والتحدي"2-7"
عبدالفتاح علي البنوس
شارل أبي نادر
اليمن: معجزة لن ينساها التاريخ
شارل أبي نادر
إيهاب زكي
بنو سعود: الانتصار المستحيل
إيهاب زكي
المزيد