درجت منظومة العدوان الأمريكي السعودي منذ اليوم الأول للحرب على اليمن في استخدام حرب الدعايات والأكاذيب والزيف والتزوير والدجل بمختلف أشكاله وأنواعه، ويوميا نتابع آلاف الدعايات والأكاذيب والشائعات التي تطلقها منظومة العدوان وتبثها في قنواتها ومنصاتها الإلكترونية وعلى ألسنة وحسابات مرتزقتها من الكتبة والناشطين والمحللين، لكننا اليوم في فصل دعائي مختلف عما سبق، إذ وصل الأمر بمنظومة العدوان إلى محاولة تزييف المشاهدات اليومية لليمنيين، فمثلا احتفل اليمنيون بالمولد النبوي الشريف وشاهدوا وشهدوا الملايين التي تدفقت إلى الساحات فوقع العدوان تحت تأثير الصدمة وقام بالتشكيك في حجم الحشود ثم ألقى فيديو غامض لخطيب جمعة يرتجز في عشرة أشخاص وروج العدوان ذلك المشهد ليصرف الناس عن ذلك المشهد العظيم الذي سطره اليمنيون في يوم المولد النبوي الشريف.
وبمتابعة يومية بسيطة لنشاط الماكينة الدعائية الإعلامية لمنظومة العدوان ستجد أن منسوب الأكاذيب زاد بوتيرة عالية لدى العدوان، والهدف من ذلك هو التشكيك والإلهاء والتشتيت للشعب اليمني عما أنجزه بعون الله من انتصارات، وتضليله عن قضاياه الكبرى وصرفه عنها إلى الهوامش بل إلى الأوهام والأكاذيب وإرهاقه يوميا بآلاف الأكاذيب عن الحقائق والأحداث اليومية التي تشهدها مناطق العدوان وعن جرائمه وفظائعه اليومية.
منظومة العدوان وعلى رأسها الإدارة الأمريكية تحسب أن الناس بلهاء أو متخلفون عقليا أو بالسذاجة السياسية بمكان لتصديق هذه الأكاذيب، ومع معرفة منظومة العدوان أن الناس على وعي بكذبها ودجلها وتعرف بأنهم لم يعودوا يصدقون في قول ولا خبر لكنها تضخ يوميا آلاف الدعايات والأكاذيب، وهذا الأمر يكشف الهدف الذي تسعى إليه المنظومة من وراء حشو الأذهان والأسماع بالأكاذيب اليومية، هذا الهدف يتمثل في السعي إلى إرهاق الناس وتشويشهم وخلق اضطرابات ذهنية لديهم.. وانطلاقا من القاعدة التي تتبعها المنظومة “اكذب اكذب حتى يصدقك الناس”.
وإلا لما وجدنا منظومة العدوان التي انفضحت أكاذيبها كثيرا وبعدد الغارات الجوية التي شنتها على اليمن لم تغادر مكانها لإطلاق الآلاف المؤلفة من الدعايات ولما وجدنا الأبواق التي بين أوساطنا لم تغادر مكانها لابتلاع كل ما يرمى عليها من أكاذيب لا بل وتجد فصيلاً من جهابذة الدجل جاهزين لكيل شعير العدوان وللدفاع عن كل أبواقه.
السيل اليومي من الدعايات والأكاذيب التي تطلقها منظومة العدوان وأبواقه تفيض بالآلاف عددا والأغلب منها يسقط كزوابع الصحراء، والقليل ينتشر في الأوساط ليس لثقة في العدوان بل لأن أبواقاً تقيم في أوساطنا تتلقف بعض تلك الدعايات وتعيد نشرها وترويجها، وبمتابعة بسيطة نجد سيلا هائلا من الدعايات اليومية يطلقها تحالف العدوان من مطابخه السوداء وغرفه المغلقة، تصل أحيانا إلى الآلاف يوميا، وأغلبها يسقط لكن ما تتلقفه الأبواق الرخيصة المندسة بيننا وتروجه وتنشره يخلق زعزعة سرعان ما تنتهي فتأتي الدعاية الأخرى لتفعل ما فعلته الأولي وهكذا لتبقى الأذهان في حالة استنفار، وهي المهمة التي تسعى لها منظومة العدوان بهدف ضرب معنويات الشعب، وإفقاده العنصر المعنوي الأساس في صموده وثباته، وللتشكيك في قيمه المتمسكة بالحرية والكرامة والاستقلال.
وتتنوع الدعايات التي تطلقها ماكينة العدوان ما بين دعايات بالأكاذيب والزيف والدجل بترويج أحداث لا أساس لها من الصحة، أو دعايات توظف إشكالات أو قضايا وأحداث معينة لتشهرها وتجعل منها قضية الشرق الأوسط وعلى حساب الأولويات المصيرية، وما بين تهييج وتشنيع وتحريض على أي قرارات أو خطوات تصحيحية، وتحشد كل ذلك يوميا لإيجاد حالة من تشتيت الذهنية، وصرف الناس عن التوجهات المهمة، والأولويات الكبيرة.
والعديد ممن هم في أوساطنا ويتلبسون الموقف الوطني، يتلقفون تلك الدعايات ويروجونها ويوظفون وجودهم في أوساطنا لإقناع الناس بتلك الدعايات، لأن المجتمع لم يعد يتقبل ما يروجه العدوان ومرتزقته عبر قنواته وإعلامه، فتتولى هذه الأبواق ترويج الدعايات، والتلاعب بوعي الناس، وهؤلاء من يمكن تسميتهم أبواق رخيصة للعدوان يلعبون بالناس ويشتتون وعيهم ويضربون معنوياتهم ليصرفوهم عن القضايا الرئيسية والمصيرية ويتجندون للعدوان بالمجان.
ومن هؤلاء أيضا المغفلون الذين لا يمتلكون البصيرة والوعي تجاه الأولويات – كما يقول السيد القائد حفظه الله – هناك من يتلقف هذه الدعايات ويعيد ترويجها معتقدا أنه الحريص على البلاد والعباد، وأنه بذلك إنما يريد التصحيح، لكنه في حقيقته مغفل يتجند مع العدوان دون معرفة، وهذا من يمكن تسميته بحاطب ليل العدوان وأكاذيبه.
الأساليب الدعائية للعدوان كثيرة، فمثلا يعمل العدوان على استغلال حادثة معينة – حادثة قتل جنائية مثلا-، فيقوم بترويجها ومن خلال الأبواق والمغفلين براوية كاذبة، كما حدث مؤخرا حينما روج بأن “أنصار الله” قتلوا امرأة تدعى فاطمة القاضي في بني حشيش، والحادثة كانت جريمة جنائية ارتكبها أحد المجرمين بحق المذكورة ولم تكن في بني حشيش بل في خولان الطيال، وقد ألقي القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية، وقد أطلق العدوان لها حملة هائجة ومسعورة شاركت فيها شخصيات معروفة تقيم في صنعاء، بل ودعت الناس إلى الخروج والتحرك في بني حشيش.
استغلال وتوظيف الحقائق التي تحدث وإبدالها بالزيف والدعايات والخداع والأكاذيب، مسار من مسارات الحرب الدعائية التي يمارسها العدوان وأبواقه، وبما يصرف الناس عن قضاياهم الأساسية التي تتعلق بمواجهة العدوان، وبما يصرفهم أيضا عن حقائق جرائم وفظائع العدوان ومرتزقته إلى قضايا وهمية، وبما يهيجهم ويحرضهم ضد من يتحركون في مواجهة العدوان.. وما يجب لإسقاط هذه الحرب هو الوعي والبصيرة والإدراك باننا أمام منظومة كاذبة لا تصدق في قول ولا خبر.