ميخائيل عوض لـ ( عرب جورنال ) :
التقارب السعودي الإيراني يعكس استقلال صنعاء بقرارها السيادي والوطني
الجمعة 17 مارس - آذار 2023 الساعة 10 مساءً / متابعات - عرب جورنال :

 تعليقاً على الإتفاق السعودي الإيراني، تستضيف " عرب جورنال " الكاتب والمفكر السياسي اللبناني الدكتور ميخائيل عوض، لمناقشة العوامل الرئيسية التي دفعت السعودية لإعادة العلاقات مع الجمهورية الإسلامية في هذا التوقيت بالذات، وتداعيات هذا الإتفاق الذي رعته الصين، على أمن واستقرار المنطقة والإقليم. كما يتطرق الحوار لانعكاسات الحضور الصيني الروسي في المنطقة، خصوصاً مع إختراق المحور الشرقي لملعب وكلاء الولايات المتحدة، في وقت يعد التقارب بين طهران والرياض، شاهداً حياً لتراجع النفوذ الأمريكي، الأمر الذي يؤكد حقيقة سقوط الأحادية القطبية والدخول في نظام عالم جديد متعدد الأقطاب.

عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي 

التقارب السعودي الإيراني ترجمة عملية لتراجع الهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم

"إسرائيل" صعقت بالإتفاق الإيراني السعودي حيث دمَّرَ كل جهودها للتطبيع والتتبيع

التقارب ينهي الفتنة الغربية بين السنة والشيعة ويوفر بيئة لتفاعل عربي إيراني لتشكيل قوة محورية إقليمية

الصين حققت إختراقاً نوعياً في الملعب الأمريكي وتقود مع روسيا مشروع النظام العالمي الجديد

إيران شريكاً في المشروع الأوراسي الصاعد وقادرة على تأمين مصالحها

الشعوب والأمم تتجه للتخلي عن النموذج الأمريكي الليبرالي المتوحش والإنقلابي على قيم وأديان وتقاليد البشر

البشرية تدخل العصر الحضاري الإنساني الثالث والانجلو ساكسوني في مراحله الأخيرة 


التقارب الإيراني السعودي.. هل يعد انعكاس طبيعي لتراجع الهيمنة الأمريكية في المنطقة ؟ وأي تحولات إستراتيجية لإختراق المحور الشرق لوكلاء الولايات المتحدة في المنطقة؟

بكل تأكيد التقارب السعودي الإيراني، هو ترجمة عملية، نوعية لضعف السيطرة الأمريكية وتراجعها الحدي في العالم والإقليم، وتأكيد أن أكثر حلفاء أمريكا وأعرقهم تاريخياً تبينوا أنها هزيلة، ومتراجعة وليست حليفاً بأي حال، بل مهيمن تهتم بمصالحها أولاً وأخيراً، وحالما تقرر تخرج تاركة حلفائها لمصيرهم المحتوم؛ فتجربة أفغانستان والهزيمة المذلة حاضرة وماثلة في الأذهان، وخاصةً عند السعودية التي كانت الشريك الأول والممول للغزوات الأمريكية في الدول العربية والإسلامية.

لاشك حققت الصين إختراقاً نوعياً غير مسبوق بمبادرتها، ومن الواضح أن مشروعاً صينياً روسياً لتشكيل النظام العالمي الجديد وتوليد عالم جديد قد بدأ للتو وحقق اختراقاً هائل الأهمية يمثل أول ارهاصات إنهيار العالم الأنجلو ساكسوني العدواني والمتوحش.

_ كيف سينعكس التقارب السعودي الإيراني على أمن واستقرار المنطقة؟ وإلى أي درجة يمكن التعويل على هذا الإتفاق في حلحلة الملفات والقضايا العالقة في المنطقة والإقليم؟

سينعكس هذا التقارب بإحداث تحولات حدية وبتغيير اتجاهات التطورات برمتها، فأولاً تنتفي إمكانية فتنة سنية شيعية تقسم وتستنزف الأمة وتدمرها، وثانياً تبرد ساحات الإشتباك في اليمن وسورية والعراق ولبنان، وتفتح آفاق للحلول والتسويات وعلى حساب أمريكا وحلفها، وتزيد من أزمات الكيان الإسرائيلي، وتعزز خيار المقاومة وتستعجل تحرير فلسطين، وتوفر بيئة وتطلق تفاعلاً عربياً إيرانياً يمكن له أن يشكل قوة محورية في إدارة الأقاليم وتعزيز الإختلالات العالمية واستعجال تراجع وانحسار أمريكا والحلف الأطلسي.

ومن المؤكد أن الإتفاق وقع ليطبق

وليس من احتمالات راجحة للانقلاب عليه، فهو جاء بعد سنوات من التفاوض وبعد 40 سنة من الإشتباك واختبار القوة والحروب وكما يقول المثل " لا صحاب إلا بعد اشتباك".

_ لماذا شعرت "إسرائيل" بالقلق من الإتفاق السعودي الإيراني؟ وهل تعتقدون أن الإتفاق سيضرب المشاريع الصهيونية في المنطقة وعلى رأسها مشروع التطبيع؟ كيف ذلك؟

"إسرائيل" صعقت بالاتفاق، والكل فيها يجزم بأنه دمر كل جهودها للتطبيع والتتبيع، والهيمنة على الإقليم، وأنهى مشاريع صفقة القرن والإبراهيمي، ومحاولات بناء تحالفات إقليمية لحمايتها، وسينعكس حكماً بتراجع دورها ونفوذها في الإقليم والعالم.

_ وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن "هناك شعور لدى دول خليجية بأنّ مكانة إسرائيل لدى واشنطن ضعفت الآن" لافتةً إلى أن الأزمة في إسرائيل وضعف حكومتها أحد أبرز الأسباب التي دفعت السعودية لإعادة العلاقات مع إيران.. ما تعليقكم؟ وما هي العوامل التي دفعت الرياض لتطبيع العلاقات مع طهران في هذا التوقيت بالذات؟

كلام صحيح إلى حد كبير، فإن المفاوضات السعودية الإيرانية بدأت منذ سنتين في بغداد وسلطنة عمان ولم تكن "إسرائيل" قد ضربتها الأزمة الإنهيارية التي تعيشها اليوم، والمؤكد أن السعودية أدركت أن "إسرائيل"، باتت معزولة ومازومة وعاجزة عن تحقيق أي مصلحة للدول المطبعة وأيضاً اكتشف المطبعون أن "إسرائيل" ليست قادرة على حمايتهم وتدعيمهم وقد تراجع دورها نوعياً في التأثير على أمريكا وأوروبا، واكتشف الجميع أن العلاقة مع الكيان الصهيوني كلها خسارة فلماذا يستمرون وبلا فوائد، بل بخسائر مهولة.

_ أمريكا بدت منزعجة من التقارب السعودي الإيراني.. برأيكم ما الذي يمكن أن تفعله واشنطن لإفشال هذا التقارب؟ وإلى أي درجة يمكن أن يصمد هذا التقارب خصوصاً في ظل التأثير الأمريكي الكبير على النظام السعودي وحضوره في أعلى مراكز القرار؟

ستحاول الولايات المتحدة الأمريكية التعطيل بكل ما لها من عناصر قوة وتأثير.. السؤال وهي خاسرة في أوكرانيا، ومأزومة داخلياً، وبدأت أزمتها الإنهيارية الإقتصادية والمالية ونفوذها يسارع في الإنهيار في كل مكان، يبقى السؤال إذا كان لها نفوذ في الأسرة والمؤسسات في السعودية فستحاول استخدامها، وبرغم احتمالات توريط "إسرائيل" بحرب ضد إيران لاستخدامها كورقة أخيرة، إلا أن مسارات الأزمنة وحاجات الشعوب والأمم بدأت مسيرتها للتخلي عن النموذج الأمريكي الليبرالي المتوحش والإنقلابي على قيم وأديان وتقاليد البشر.

_ من الواضح أن التأثير الأمريكي

مازال قائماً وبقوة في السياسة السعودية فعلى سبيل المثال، أكدت صنعاء مؤخراً أن الولايات المتحدة هي من تعرقل المفاوضات القائمة بينها وبين الرياض في سلطنة عُمان.. هل لدى النظام السعودي القدرة على تجاوز العراقيل الأمريكية؟ وهل يؤكد التقارب السعودي الإيراني أن صنعاء مستقلة في قرارها الوطني والسيادي ؟

نعم أمريكا عرقلت هذه المفاوضات وستحاول العرقلة، إلى أن تجرأ السعودية على التمرد وفرض مصالحها وتغيير أشرعتها إلى الشرق، وذلك قد يعزز قوتها ومكانتها ويوقف استنزافها لتمويل السلاح والحروب الأمريكية العدوانية، وتالياً الأرجح أن السعودية قد تعمل بناء لمصالحها لا لأوامر واشنطن و "إسرائيل" وحاجاتهم.

بالتأكيد التقارب السعودي الإيراني يؤكد أن صنعاء تمتلك قرارها الوطني والسيادي ، كما يفند شماعة تحالف العدوان بخصوص "محاربة إيران " في اليمن.


_ برأيكم.. هل سيخفف الإتفاق من حدة الهجمة الغربية ضد إيران وعلى رأسها العقوبات الأمريكية الأوروبية المستمرة أم سيزيدها اشتعالاً ؟ ولماذا؟

ليس بالضرورة أن يخفف هذا الإتفاق من حدة الهجمة الغربية ضد إيران، إلا أن إيران شقت طريقها كقوة وازنه وقادرة على تأمين مصالحها وحقوقها وبناء قوتها وعالمها، وقد أصبحت إيران اليوم شريكاً في المشروع الأوراسي الصاعد والذي سيطبع العالم بطبائعه.


_ بشكل عام، هل يعكس الحضور الصيني الروسي في المنطقة، سقوط الأحادية القطبية ؟ وهل ما يحدث اليوم ينذر بولادة نظام عالمي جديد؟ وما توقعاتكم لمستقبل التوازنات السياسية والعسكرية والإقتصادية في المنطقة والإقليم ؟

نحن في قلب ولادة عالم جديد، أي دخول البشرية العصر الحضاري الإنساني الثالث، وهو بالضرورة على حساب الأنجلو ساكسوني الشائخ والمتراجع حدياً، وتالياً تأسست علامات واتضحت سيناريوهات النظام العالمي الجديد الذي سيكون لأوراسيا فيه اليد العليا.

 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
غدا بصنعاء افتتاح المعرض الأول لمخطوطات القرآن الكريم
الأسد: الحرب على سوريا أثبتت أن كل ما يفعله الغرب يتناقض مع إنسانيته المزيفة
سوق الخميس للأسر المنتجة.. نقطة انطلاق لتطوير المنتج المحلي وتحقيق الاكتفاء
مفتي عُمان: الكيان الصهيوني المحتل اهتزت أركانه بعد اتفاق إيران والسعودية
العميد سريع: سنكشف يوم الأحد عن حصاد ثمان سنوات من الصمود في وجه العدوان