اضطرابات في اللعبة السعودية – الأمريكية ضد اليمن
السبت 14 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 10 مساءً / ترجمة: شامية الحيدري: المراسل نت:




حورية ايتكاسي| صحيفة “لوماتان دالجيري” الجزائرية الناطقة بالفرنسية:

شهدت اليمن في 28 نوفمبر 2016 إعلان تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني من قبل جماعة أنصار الله الحوثية وحزب المؤثمر الشعبي العام التابع للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، حيث يقاتل كلا الطرفين ضد التحالف العربي الذي تترأسه المملكة العربية السعودية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فهل ستعمل هذه الحكومة على دعم إنهاء الحرب الجائرة ضد اليمن؟

أودت هذه الحرب منذ بدئها في 25 مارس 2015 بحياة أكثر من 11 ألف شخص معظمهم من المدنيين، في حين تم تدمير البنية التحتية لهذا البلد الأكثر فقراً في المنطقة ناهيك عن شبح المجاعة والمرض الذي يهدد سكانها بسبب الحصار الشامل الذي يتعرضون له .

وبالتأكيد، فان هذه الحكومة قوبلت برفض قوات التحالف العربي التي فوجئت بخبر إعلان تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني، وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية فان ” حالة ارتباك كبير هز الأوساط السياسية والعسكرية في المملكة العربية السعودية ” إذ يعد هذا التشكيل بالنسبة للرياض “هزيمة سياسية مدوية”.

وقد أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي الست في 6 ديسمبر 2016 أن تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن ” لا تمت للشرعية الدستورية المعترف بها دولياً بأي صلة ” معتبرةً إياها عائقاً يقف أمام أي اتفاق سياسي لتسوية النزاع في اليمن”.

ولكن إذا كانت الرياض تريد بالفعل التوصل لحل سياسي سلمي، فلماذا لم تؤيد هذا الحل بدلاً من تشجيعها للخيار العسكري بقصفها المستمر ليلا ونهاراً على اليمن خلال 20 شهراً متخذة أهدافاً كانت في معظم الأحيان أهدافا مدنية، حتى أنها لم تحترم حرمة القتال خلال الأشهر الحرم في رمضان وفي احتفالات الأعياد؟ ولماذا لم تؤيد الرياض جميع أنواع الحوار التي دعت إليه منظمة الأمم المتحدة، ولماذا لم تدعم المساعي الحميدة والمشاورات الأخرى التي أجريت في عمان والكويت؟
أول حكومة يمنية لا تربطها أي علاقة مع المملكة العربية السعودية:     

ان تشكيل الحكومة الجديدة، التي ضمت تشكيلة واسعة من القوى السياسية والقبائل والمجتمع المدني، يعكس الجبهة الداخلية التي تم تشكيلها والتي بالتأكيد لم تتماشى مع خطط المملكة العربية السعودية التي لطالما استغلت الخلافات اليمنية لصالحها بغية السيطرة على جارتها اليمن التي تعتبر بمثابة فناءها الخلفي وحارسها الخاص، كونها تتقاسم معها حدوداً مشتركة.

شهد ميدان التحرير في العاصمة صنعاء احتشاد آلاف اليمنيين في 6 ديسمبر 2016 للتعبير عن تأييدهم لحكومة الإنقاذ الوطني ومباركتهم لها وذلك وفق الصور التي عرضتها قناة المسيرة التلفزيونية، وقد صرخ المتظاهرين: ” كيف لشرعية حكومة هادي ان تسود؟ نحن الشعب فقط من يقرر لمن يعطي الشرعية وليس منظمة الأمم المتحدة”.

ويعد إعلان هذه الحكومة التي يترأسها عبد العزيز بن حبتور- سياسي يمني منتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام، عمل كمحافظ لمحافظة عدن – بمثابة انتصار لصنعاء، فهي أول حكومة يمنية منذ 26 سبتمبر 1962 لا تجمعها أدنى صلة بالمملكة العربية السعودية ولا تمتلك الرياض عليها أي سلطة. فقد وصف السياسي اليمني علي الخولاني الحكومة الجديدة بأنها ” حكومة إنقاذ وحدة وطنية تعكس الجبهة الداخلية المؤلفة من قوى سياسية وطنية تحارب ضد العدوان السعودي – الأمريكي.

حكومة بن حبتور، تم منحها الثقة من قبل مجلس النواب في 10 ديسمبر 2016، بحيث اشتملت على 42 وزيراً، حاز العنصر النسائي فيها على 3 وزارات، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحكومة جمعت طبقات المجتمع المختلفة من مثقفين، أكاديميين وأيضاً قبائل لاسيما وهي فئة تحظى بمكانة عالية في اليمن.

لقد تم إيكال منصب وزير الدفاع للواء محمد ناصر العاطفي، الخبير عسكري في القوة الصاروخية، وهي ذاته القوة الصاروخية التي ألحقت بالقوى العسكرية السعودية خسائر فادحة خاصة في المدن الحدودية مثل: عسير، نجران، وجيزان التي تمكنت القوى اليمنية من التوغل فيها بعمق. أما الرياض التي لم تنجح في الدفاع عن مدنها، لم يكن أمامها سوى الاستعانة ببعض المرتزقة ليواجهوا المجاميع الضخمة للمحاربين الحوثيين.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
الإعلام الغربي.. الاستقلالية والحياد والأخلاق المهنية "شعارات تسقط عند أول امتحان"
مواضيع مرتبطة
لماذا باب المندب ؟! - علي جاحز
رئيس اتحاد الإعلاميين في حوار مع صحيفة الوحدة : المؤسسات الإعلامية الوطنية خط الدفاع الأول في مواجهة العدوان
معارك عدمية - عبدالملك العجري
تفاصيل خطيرة.. جنرال اميركي مقرب من أوباما يقود عمليات تحالف العدوان السعودي وغاراته في اليمن
“المونيتور” حرب سلمان على اليمن احرقت المملكة وثمة حاجة لنهاية مشرفة