بعد خمس سنوات من العدوان على اليمن، وقبلها سنوات من الهيمنة الأمريكية في المنطقة، واستهداف هوية الأمة الإسلامية وسيادتها ومقدراتها، تتبلور واضحة دروب المقاومة الإسلامية في دول ممانعة للإنبطاح للأمريكي والتسليم للصهيوني، وفي مقابل هذا الموقف المبارك الأبيّ تقف دول الإنبطاح والقبول بوصاية أمريكا، والتقرب من إسرائيل حتى على حساب المقدسات الإسلامية وثوابت الأمة.

 على هذه المحجة البيضاء نقف اليوم في اليمن عموماً، وفي الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان على وجه خاص، لنعلن أننا مع الموقف المشروع لأحرار الأمة في مواجهة العدوان الأمريكي والصهيوني، نؤيد اتخاذ كافة السبل المشروعة لمواجهة الاستكبار الأمريكي والمخططات الصهيونية الخبيثة الرامية لتمزيق الأمة وإفراغها من هويتها والسيطرة على مقدراتها عبر دُمى تحرّكها الأيادي الصهيوأمريكية، وتسميهم لنا قادة، وليسوا إلا أدوات خيانة تنفّذ المشروع الساعي إلى إحكام العدو سيطرته على أمتنا، وثرواتها، وتقرير مصيرها وإذلال شعوبها.

إن شرف الوقوف اليوم مع أحرار الأمة لهو مما يجب التسابق فيه (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، وإن تأييد هذا المحور والعمل في إطار مشروعه التحرري من الهيمنة الأمريكية والأطماع الصهيونية لهو غاية كل حر، ومنتهى كل موقف نبيل. 

وإذ نؤيد البداية المباركة للرد على الغطرسة الأمريكية، عبر استهداف قاعدة عين الأسد، لنطلب من جميع الأحرار في العالم - وخاصة أبناء الأمة - توحيد العمل في محور الحرية والكرامة المقاوم للطغيان الأمريكي ورديفه الصهيوني، دفاعاً عن كل المظلومين في أمتنا وفي العالم.

كما نطلب من مثقفي العالم الأحرار الوقوف مع حق شعوبنا في الحياة الحرة الكريمة، وحق أمتنا في امتلاك قرارها، وصيانة سيادتها.

 أخيرا ندعو المثقفين الأحرار - في محور المقاومة تحديداً - إلى العمل على توحيد الجهود الثقافية المواجهة لهذا العدوان على أمتنا، وتأصيل حقنا المشروع في الرد والدفاع عن كرامتنا وحريتنا وهويتنا ومقدراتنا وثقافتنا، لتكتمل حلقة المواجهة، ولتكون الثقافة سلاحنا الأقوى في صد المعتدين، وفي هزيمة مشروعهم القائم على تركيعنا وتذويب وجودنا وتشويه هويتنا الثقافية والإيمانية، عبر إيجاد إسلام أمريكي يحارب الإسلام الحق، كما فعلت داعش وأخواتها.

صادر عن الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان صنعاء 8 يناير 2020