ذكرى المقاومة والتحرير.. محطة نضالية للمقاومة اللبنانية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي
الثلاثاء 26 مايو 2020 الساعة 08 مساءً / متابعات - سبأ نت :
 
 

أحيا اللبنانيون أمس ال 25 مايو الذكرى العشرون لعيد المقاومة والتحرير ، ذكرى تحرير أرض الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي متوجين مسيرة نضالات ومقاومة وشهادة حيث نجحت المقاومة الاسلامية بدحر قوات الاحتلال من الجنوب اللبناني وتمكنت للمرة الاولى من تغيير موازين القوى في المنطقة بتحطيم اسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وتمكنت المقاومة اللبنانية في مثل هذا اليوم من دحر جيش الاحتلال الإسرائيلي من أراضي جنوب لبنان دون حصول اي مفاوضات او ابرام معاهدات مع الاحتلال الإسرائيلي حيث أُرغم الاحتلال على البدء بسحب قواته الغازية في 21 مايو من العام 2000 ليكتمل هذا الانسحاب التاريخي في ليل 24 مايو.

وللمرة الاولى منذ قيام الصهاينة باحتلال ارض فلسطين، فرضت المقاومة شروطها على الكيان الغاصب بتحرير الجنوب اللبناني حيث انسحب جنود الاحتلال صاغرين من جنوب لبنان بلا قيد أو شرط، وبلا مفاوضات ومعاهدات، بعدما تمكنت المقاومة اللبنانية من انهاك الاحتلال وخلق توازنات ردع جديدة وهو ما مهد الارضية للنصر التاريخي الذي حققته المقاومة الاسلامية في لبنان امام العدوان الاسرائيلي في يونيو 2006 حيث تحطمت اسطورة التفوق العسكري الاسرائيلي.

انتصار وصفه عضو كتلة التنمية والتحرير اللبنانية النائب قاسم هاشم في تصريح له بأنه “محطة أساسية في تاريخ الوطن والأمة حيث أثبت هذا الانتصار أن إرادة الشعوب المقاومة تستطيع أن تنتصر مهما كانت قوة العدو وغطرسته.. إنها حقيقة انتصار لبنان المقاوم الذي كرس بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة معادلة الردع مع العدو الاسرائيلي لوضع حد لمغامرات العدو وأطماعه في وطننا وسيبقى هذا اليوم الوطني ناقص الفرحة إلى أن يستكمل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر وكل حبة تراب
ونقطة مياه أو نفط محتلة”.

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون أكد أن الانتصار جاء بعد تحطيم هيبة العدو الإسرائيلي ونتيجة لصمود الشعب والمقاومة وتمسكهم بحق التحرير الكامل للأراضي المحتلة.. حق لبنان في استعادة ما تبقى من أراضيه المحتلة والتصدي لمخططات العدو الإسرائيلي وخروقاته للسيادة الوطنية.

وتزامن عيد المقاومة والتحرير في لبنان هذا العام مع مرحلة مفصلية في تاريخ المواجهة التي يخوضها محور المقاومة ضد العدو الاسرائيلي، في وقت بات فيه كيان الاحتلال أعجز من اي وقت مضى بفرض شروطه وإملاءاته على المقاومين بعدما كان يشن الحروب ويسهل عليه دخول المدن والبلدات العربية.

وكما اكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه بمناسبة يوم القدس العالمي، إن قدرات المقاومة تعاظمت وهذا فشل لاسرائيل وهي كانت راهن على التطورات الداخلية لمواجهة المقاومة والآن اسرائيل تراهن على الوضع الاقتصادي الداخلي وعلى العقوبات الاميركية ويراهنون على انقلاب بيئة المقاومة كما حصل في فترة الانتخابات، واضاف علينا ان نحافظ على سيادتنا وان نكون اقوياء ونردع عدونا ونحمي ثرواتنا وان يكون بلدنا عزيزا.

وقال إنه في موضوع لبنان اسرائيل حذرة وتدرس خطوات المقاومة بدقة، والبعض يقول إن الردع موجود على طرفي الحدود وهذا انجاز جيد للبنان لان اسرائيل طالما كانت متفوقة على لبنان.

واحتل الكيان الاسرائيلي جنوب لبنان عام 1978، وفي عام 1982 دخل جنود الاحتلال إلى العاصمة اللبنانية بيروت ثم انسحبوا وبقوا في الجنوب حتى عام 2000، لكنهم اضطروا للانسحاب من الجنوب تحت وطأة عمليات المقاومة الإسلامية الناجحة والموجعة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبدأت عملية التحرير في يوم 21 مايو عام 2000، من بلدة الغندورية باتجاه القنطرة والبلدات الأخرى كالطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت حيث اضطرت قوات الاحتلال وميليشيا جيش لحد العميل للكيان الاسرائيلي بالانسحاب من مواقعها بالتزامن مع عمليات المقاومة الإسلامية بتحرير القرى والبلدات اللبنانية في ظل استمرار قصف اسرائيلي كثيف لقوات الاحتلال.
وفي 22 مايو تمكنت المقاومة اللبنانية من تحرير قرى حولا ومركبا وبليدا وبني حيان وطلوسة وعديسة وبيت ياحون وكونين ورشاف ورب ثلاثين، قبل تحريرها بلدات بنت جبيل وعيناتا ويارون والطيري وباقي القرى المجاورة في 23 مايو، حيث تمكن المقاومون والاهالي من اقتحام معتقل الخيام وفتح أبوابه وتحرير الأسرى اللبنانيين مع رحيل الاحتلال وعملائه.
وفي 24 مايو تقدم المقاومون إلى قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا وقراها، فكان الاندحار لآخر جندي إسرائيلي من الجنوب والبقاع الغربي حيث أعلن 25 مايو عام 2000 عيدا للمقاومة والتحرير على لسان رئيس مجلس الوزراء الأسبق اللبناني الأسبق سليم الحص.

وقد أظهرت المجريات الميدانية السرعة القياسية التي انهار بها الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان بدءا بتفكيك معظم المنشآت العسكرية الإسرائيلية في المواقع الممتدة على طول المنطقة المحتلة ، في حين لم تهدأ عمليات المقاومة التي استهدفت دوريات وجنود الإحتلال .

والمتتبع لمجريات الأحداث يلحظ تجلي المعادلة الذهبية بأبهى صورها ، حيث وضعت المقاومة خطة مبرمجة من خطوات ثلاث قضت أولاً بدخول المقاومين إلى المناطق المحررة بغية إزالة المعابر والألغام التي تمنع وصول الأهالي إلى قراهم يلي ذلك تجمع أبناء القرى المحررة عند مداخل قراهم ليدخلوا إليها بكثافة بشرية ، أما الخطوة الثالثة فقد تولت فيها المقاومة قصف ما تبقى من مواقع العدو والعملاء بهدف شل قدرتها على القيام بأعمال عدوانية بحق القرى والأهالي العائدين ، ودفع العملاء إلى الفرار باتجاه فلسطين المحتلة أو الإستسلام للأهالي والمقاومة ليصار إلى تسليمهم إلى أجهزة الدولة اللبنانية في وقت لاحق .

وبعد مضي عشرين عاماً على تحرير الجنوب اللبناني الذي جاء بدعم كبير من الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية والدول الداعمة لمحور المقاومة فإن النضال ضد المحتل الإسرائيلي مبدأ أكد عليه اللبنانيون مع تمسكهم بنهج المقاومة لتحرير ما تبقى من أراضيهم المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وقرية الغجر وتطهيرها من دنس الاحتلال وإعادتها إلى السيادة اللبنانية.
ورغم محاولة العدو الاسرائيلي القضاء على المقاومة لكن الوقائع على الارض أثبت العكس فقد تعاظمت قوة المقاومة الوطنية اللبنانية التي كبدت المحتل الإسرائيلي خسائر كبيرة وفقاً للاعترافات والتقديرات الإسرائيلية نفسها، والتي تشير إلى أن عدد القتلى في صفوف جنود الاحتلال منذ عام 1982 وحتى عام 2000 بلغ 1547 قتيلاً.

باختصار شديد فإن محور المقاومة قد تمكن من تغيير كل مفاهيم الصراع في المنطقة بعد أن حققت النصر وأثبتت أن قوى العدوان لا يمكن أن تنتصر على أصحاب الحق مهما بلغت قوتها وحجم غطرستها، ومثلما انتصرت المقاومة على العدوان الصهيوني آنذاك فإن المقاومين على امتداد المنطقة اليوم قادرون على دحر أدواته الإرهابية من عموم المنطقة بسبب إيمانهم بعدالة قضيتهم ولأن مقاومة المحتلين حق مشروع كفلته القوانين والأعراف الدولية، ولهذا كله فإن الخامس والعشرين من مايو لم يكن انتصاراً للبنان فقط بل كان انتصارا لفلسطين والعرب ومحور المقاومة والشرفاء على امتداد هذا العالم

 
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
الصغار يحوِّلون منازلهم إلى جنة للعب والمرح
الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان تنعي شاعر الوطن ومعركة النفس الطويل الشاعر الكبير حسن عبدالله الشرفي
بشرى للعالم.. مؤشرات أولية على فاعلية لقاح محتمل ضد فيروس كورونا وهذا ما كشفه التحالف العالمي
إتحاد الشعراء والمنشدين ينعي الشاعر الكبير حسن الشرفي
محمد علي الحوثي: ترامب يضع الفيتو ضد إيقاف قتل الإنسان اليمني