آخر الأخبار
لماذا ترغب السعوديّة بترميم منزل البريطاني “لورانس العرب” حليف الشريف حسين؟
الأحد 06 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 09 مساءً / متابعات - رأي اليوم :

 

 

لماذا ترغب السعوديّة بترميم منزل البريطاني “لورانس العرب” حليف الشريف حسين؟.. منزله عانى من الإهمال طويلاً في ينبع وجاسوس بريطاني خدع العرب.. ماذا عن قلاع اليهود في خيبر وترميمها؟ ولماذا ممنوعٌ على السعوديين زيارتها؟ وهل يستخدمها الإسرائيليّون “الأحفاد” للتحريض كما فعل “الأجداد” مع النبي محمد؟

 

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

هل تُعتبر العربيّة السعوديّة “مُطبّعةً” مع إسرائيل، سؤالٌ ترفض الأوساط السعوديّة الإجابة عنه بنعم، فالسّماح بمُرور الطائرات الإسرائيليّة الأجواء، لا يعني تطبيعاً، وإنما تلبيةً لطلب “الشقيقة” الإمارات، فالمملكة أكّدت على لسان وزير خارجيّتها الأمير فيصل بن فرحان، تمسّكها بالمُبادرة العربيّة التي تَنُص على قيام دولة فلسطينيّة مُقابل السلام، بالرّغم من السّماح لطائرات الدولة العبريّة مُرور أجوائها.

 

 

لم ولن تتصافح الأيدي السعوديّة الرسميّة، مع الإسرائيليين، هذا على الأقل إصرار بعض النشطاء على تفسير حالة الغُموض التي تعيشها بلادهم، أمام حالة التطبيع الإماراتيّة، في البداية كان تفسير أوّلي سعودي للسّماح بأوّل رحلة طيران مُباشر بين تل أبيب- أبو ظبي، أنه تلبية لطلبٍ أمريكيّ، وأنّ الطائرة كانت تحمل وفدًا للحليف الأمريكي على متنها، على رأسه جاريد كوشنر، لم تمض ساعات للمُفارقة، حتى أعلنت السعوديّة السّماح لطيران دولة الاحتلال الإسرائيلي العُبور، في مَشهدٍ يختصر على الإسرائيليين مشقّة السفر، واستخدام طُرق جويّة بديلة.

 

 

وفي هذا التّوقيت الحسّاس والتاريخي، وفيما تُسلّط العيون العربيّة والإسلاميّة على المشهد النهائي لخادمة الحرمين السعوديّة، وعلاقتها مع الدولة الصهيونيّة، إلى جانب خطبة لإمام الحرم عبد الرحمن السديس، تحكي التعامل مع اليهود، وفصل الولاء والبراء معهم، في خطوةٍ دينيّةٍ عدّها مُعلّقون تمهيدًا للتطبيع، ها هي المملكة تُعلن وبعد سنوات طويلة من الإهمال، “ترميم” منزل كان قد سكنه ضابط المخابرات البريطاني لورانس العرب توماس إدوارد في مدينة ينبع غرباً.

 

الهدف من الترميم وفق تقرير لصحيفة “تلغراف” البريطانيّة، هو جذب السياحة للمِنطقة، لا يبدو اختيار التوقيت عابرًا بالنّسبة لمُتتبّعي الدلالات التاريخيّة، والسياسيّة، ومحصورًا بالسياحة فقط، فالسعوديّة دخلت في عصر الانفتاح مُنذ مدّة طويلة، ومنحت التأشيرة السياحيّة، وبدأت بتطوير المعالم السياحيّة المحليّة، وبيت الضابط البريطاني المذكور وفق مُنتقدين لا يجلب لتاريخها عناصر الجذب فيه، حيث كان “لورانس” مسؤولاً عن تقسيمات سايكس بيكو التي لحقت بالدول العربيّة لاحقاً، بعد قتال الدولة العثمانيّة، وهزيمتها في الحرب العالميّة الأولى.

 

 

واللّافت في اهتمام السلطات السعوديّة بترميم منزل الذي يعتبره البعض جاسوساً بريطانيّاً، نجح في خداع العرب، تحت عُنوان الثورة العربيّة الكبرى، انتهت بتقسيم دولهم بين الفرنسيين، والبريطانيين، أنّ لورانس العرب، كان باعتبار الحليف الأساسي للشريف حسين، ودعمه في ثورته ضدّ العثمانيين، والشريف الهاشمي، هو الخصم اللّدود، للملك السعودي المؤسس عبد العزيز، ونزاعهما التاريخي على مكّة، بعد الحياد البريطاني المُفاجئ، انتهى بتخلّيه عن العرش لابنه الملك علي بن الحسين، لكن جيش الإخوان بقيادة الملك عبد العزيز سيطر على الحجاز وضمّها إلى مملكته، الحجاز، ونجد، ومُلحقاتها.

 

 

ووفق بعض المُؤرّخين، لم تكن شخصيّة لورانس العرب، من الشخصيّات، التي دعمت قيام دولة عبد العزيز، وأساسها الديني القائم على العقيدة الوهابيّة، بل كان من الشخصيّات التي حذّرت من الملك عبد العزيز، وهو ما يطرح تساؤلات مُعلّقين، حول سر اهتمام السعوديّة، بمنزل هذه الشخصيّة، وإن كان إعادة ترميم منزله، هو إعادة استحضار لشخصيّة ساهمت في هزيمة الدولة العثمانيّة، في وقتٍ يعود الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، إلى ماضي أجداده، ورغبته بالتوسّع الجغرافي، حيث كانت يوماً ما، إدارة الحرمين، تتبع للسلاطين العثمانيين، والعلاقات السعوديّة- التركيّة، ليست بأفضل حالاتها.

 

 

خطوة ترميم منزل لورانس العرب كما يرى مراقبون، قد لا تنتهي عند هذا الحد، وقد تكون خطوة تتبعها خطوة ترميم “حُصون وقلاع اليهود” في خيبر، والتي كان يسكنها اليهود قُرب المدينة المنورة، وللأسباب المُعلنة ذاتها، وهي جذب السياحة للمِنطقة، وقد يكون الإسرائيليّون (اليهود) معنيّون بالمقام الأوّل بزيارة تلك المعالم، التي تعود لأجدادهم.

 

 

وبحسب صُحف سعوديّة محليّة، تمنع السلطات السعوديّة زيارة معالم خيبر، وفور وصولك إلى هناك للزيارة، سيتم ضبطك، وتحويلك إلى الشرطة، ولا يُمكن لأيّ شخص زيارتها، إلا بالحصول على خطابٍ رسميّ، ومحاذير المنع هذه تجدر الإشارة إلى أنها مذكورة في تحقيق لصحيفة “عكاظ” منشورٌ مُنذ خمس سنوات، ولعلّ هذه المحاذير ستتبدّل، في حال التطبيع، أو على الأقل حُصول السيّاح الإسرائيليين، على تأشيرة بجواز أجنبي للدخول للسعوديّة، وزيارة حُصون الأجداد التي بقيت، فيما آثار النبي وصحابته، هُدمت بفعل التوسعة للحرم المكّي.

 

وكان نبي الإسلام محمد، قد اتّخذ قرار غزو خيبر في الغزوة الشهيرة، بعد أن اتّخذ اليهود منها مركزًا للتأليب، والتشكيك بدعوة النبي محمد، وتحريض القبائل العربيّة عليه، وهو ما اضطرّه لغزوها السنة السابعة للهجرة.

 

 

 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
مع تواصل تقدم قواتنا نحو مدينة مأرب.. قبائل مراد في الرحبة تلتحق بقبائل ماهلية وتوقع إتفاقية جديدة مع الجيش واللجان.. وهذا ما تضمنته؟
الجبهة الثقافية ومركز هدى القرآن يدعوان لحضور الندوة الثانية في موضوع " البحار مسؤوليتنا " صباح غدٍ الإثنين
تضمنت 54 برنامجاً رئيسياً وفرعياً.. إقرار خطة طارئة لتنمية القطاع الزراعي في الجوف بمبلغ 480 مليار ريال
وزير النقل يعلن إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الأممية والمنظمات الدولية بسبب نفاد الوقود
الحرم المكي منبرٌ للتطبيع الديني!