آخر الأخبار
نملة ميديا العدوان تطيح بفيل الإعلام الوطني .. «تحالف البلهارسيا» فن الاصطياد في مياه غير عكرة
الإثنين 12 أكتوبر-تشرين الأول 2020 الساعة 12 صباحاً / متابعات - موقع لا الإخباري :
 
مروان أنعم - غازي المفلحي / لا ميديا :
كما حشد تحالف العدوان مختلف أنواع الأسلحة العسكرية وأحدثها في معركة الاعتداء على اليمن، حشد تقنيات وطرق الاتصال والإعلام لتشكيل الرأي العام اليمني والتأثير عليه وحرفه بما يتوافق مع ما يريد تحقيقه من أهداف وغايات في عدوانه على اليمن.
فكان الصاروخ الذي يطلقه لتدمير اليمن وقتل أبنائه يُتبعه بسيل من المواد الإعلامية المتنوعة كما وكيفا، والمعدة في مطبخه الإعلامي لإقناع الجمهور أن ما فعله الصاروخ أمر سليم وجيد ولأجل اليمنيين وفي مصلحتهم. 
كما سخر تحالف العدوان ومنذ أول يوم لعدوانه إمكانيات هائلة لتشويه الجيش واللجان الشعبية وإثارة الشائعات في مناطق السيطرة الوطنية، واستغلال أصغر الأحداث الأمنية والجنائية العادية وتضخيمها واستخدامها كوسيلة للتحريض على سلطة القوى الوطنية.
قصف العقول
عندما قرر جورج دبليو بوش، غزو العراق، بدأت واحدة من أكثر حملات قصف العقول قادها الإعلام الأمريكى من الفضائيات التلفزيونية والصحف، كانت تستخدم معلومات تعرف أنها مغلوطة، واعترف وزير الخارجية وقتها كولن باول، أنه ألقى خطابا كاذبا، أمام مجلس الأمن، اتهم فيه العراق بامتلاك أسلحة نووية.
كانت حملة الدعاية الأمريكية، هدفها السيطرة على عقل المواطن الأمريكي، واستأجرت الإدارة الأمريكية إحدى شركات التسويق التي نجحت في تسويق نوع راكد من الأرز جعلته يتقدم المبيعات. وتم استخدام الشركة لتسويق الحرب، وتم افتتاح فضائية «الحرة» وإذاعة «سوا»، وتجنيد المئات من الصحفيين والإعلاميين الذين مارسوا أخطر عمليات قصف العقول وإقناع العالم بأن العراق يهدد العالم بترسانة نووية مشكوك فيها، بينما لا خطر من ترسانة الكيان الصهيوني النووية المؤكدة.
وفي عصر الإغراق المعلوماتي فإن قصف العقول أصبح سمة مميزة لهذا العصر، بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وما تبثه من أخبار ومعلومات، فأصبحنا نرزح تحت وطأة كميات مرعبة من الفبركات الإعلامية، والمعلومات المضللة، والأخبار الكاذبة، والبيانات المزيفة، والصور المركبة، وحملات دعائية تضخم التافه، وتتناول المهم بسطحية مرعبة.
وهذه إحدى وسائل الحروب الإعلامية الناعمة التي يجري غسل العقول من خلالها، بأدوات تبسط أذرعها وأدواتها بطرق مختلفة ومتعددة، تربك العقل وتزيف الواقع، وتحدث نوعاً من الفوضى الاجتماعية والسياسية والأمنية.
معركة ضد «الجمهور»
حاول تحالف العدوان بالطبع الاستفادة من ذلك النوع من القصف والحروب، واستخدم إمكانيات هائلة تقنية وبشرية، سعيا إلى التحكم في أمزجة الناس وبرمجتها وتوجيهها على أنماط ونماذج معينة سياسياً وثقافياً واجتماعيا، خدمة لأجندات ومصالح دول العدوان.
إذن، المعركة الإعلامية قائمة منذ انطلاق العدوان، غير أنها تزداد حدة مع كل فشل عسكري للعدوان، ويركز عليها كثيرا نتيجة خسائره العسكرية الكبيرة.
تستهدف هذه المعركة، الجمهور البسيط بعمومه، والذي يتلقى التدفق الكثيف والمتواصل للمعلومات، التي يجب إخضاعها للفحص والتدقيق للتأكد من صحتها، وهذا ما لا يفعله أو يدرك أهمية فعله الجمهور، كما يتلقى جملة من الأكاذيب والشائعات التي يميل لتصديقها بطبيعته مع كثافتها واستمرار بثها بشكل متواصل، حسبما توضح دراسات الإعلام والاتصال.
استهداف الوعي
مما لا شك فيه أن غالبية الجمهور اليمني، وبعد 6 سنوات، أصبح يدرك حقيقة «العدوان» على وطنه، وما تسبب به من دمار وقتل وتشريد وخوف وجوع وكل صنوف المعاناة، وبالتالي لم يعد يتعامل معه كمجرد مصطلح أو كلمة تستخدم ضمن سجال سياسي أو إعلامي، إلا أن مطابخ العدوان تلتف وتهاجم وعي الجمهور اليمني بعيدا عن أفعال التحالف الأمريكي السعودي الإجرامية التي بات يصعب عليها تلميعها، فلجأت إلى استغلال الأحداث والوقائع والقضايا المدنية والجنائية والمجتمعية العادية التي تحصل في مناطق سلطة المجلس السياسي الأعلى، كمادة للهجوم والتشويه، رغم أن مثل هذه الأحداث تعد أمراً طبيعياً يحصل في أي مجتمع، وبالرغم من أن الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرة «السياسي الأعلى» تنعم بأمان وحضور للقانون بشكل نموذجي يثير الإعجاب.
استفزاز المشاعر بالكذب
يقوم إعلام العدوان باستغلال أية قضية أو حدث لإثارة الشائعات حوله ونشر كم كبير من الأكاذيب بشأنه باستخدام كافة قنوات الاتصال لمحاصرة المجتمع المتلقي (المستهدف)، بهدف إحداث رأي عام مستاء أو كاره أو محتقن ومعادٍ للسلطات في مناطق السيطرة الوطنية، بهدف خلق فوضى وخلخلة في المجتمع، يستثمرها في صالحه وتنفيذ مخططاته التخريبية القريبة أو البعيدة.
وهو ما يؤكده محمد صالح حاتم، الذي يقول: «تزييف الحقائق طيلة سنوات العدوان هو محاولات فاشلة لإثارة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار الذي تنعم به المحافظات غير المحتلة، بهدف خلخلة الصف الوطني وتفكيك الجبهة الداخلية، وكذا صرف أنظار الناس على الانتصارات العظيمة التي يحققها أبطال قواتنا المسلحة واللجان الشعبية، ويسطرون فيها أروع الملاحم البطولية ويخلدونها في ذاكرة التاريخ».
يعيبون علينا والعيب فيهم
لو نظرنا إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال ومرتزقته، سنجد أنها تشهد انفلاتا أمنيا مفزعاً، وصارت الحرمات مباحة والحقوق منهوبة والأعراض منتهكة، وأصبحت إنجازات بعض ضباط وقيادات المرتزقة اليومية هي النجاة من محاولات الاغتيال، كما أن القضايا أكثر من أن تحصى، وتقييدها ضد مجهول أصبح أمراً مسلماً به لدى ساكني تلك المناطق المغلوبين على أمرهم، إلا أن مطابخ العدوان وأبواقه لا تعير ذلك أهمية، ولا يهمها حال اليمني في تلك المناطق، وتركز اهتمامها لتصيد قضايا قامت الأجهزة الأمنية بضبط مرتكبيها خلال ساعات فقط في صنعاء أو غيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية.
قضية الأغبري نموذجاً
من ضمن القضايا التي حاولت مطابخ العدوان الاستثمار فيها، قضية قتل الشاب عبدالله الأغبري، فقد تمت دغدغة العواطف الإنسانية بكثير من الخطابات الخبيثة عبر مختلف المنصات الإعلامية، حتى يتم استفزاز المشاعر بأساليب الكذب والشائعات، عن طريق القنوات ومواقع إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي. 
فمثلا في هذه القضية (الأغبري) قام إعلام العدوان بالترويج لشائعة تقول بأن أجهزة الأمن والقضاء تنوي تمييع القضية، وتم إفراد حيز واسع لتناول الشائعة وتكثيف الضخ الإعلامي وبصورة متواصلة عنها لإقناع الجمهور، معتمدة أسلوب التكرار والضغط على أعصابه وعواطفه بشكل متتابع ومستمر، وحتى لو شكك الجمهور في صحة الموضوع، فإنه كان في مواجهة سيل جارف من الأخبار والمعلومات التي تدعم ذلك التضليل، وكانت هذه هي الخطة، لكي تتم استمالة أفراد المجتمع المتعاطفين في القضية ودفعهم للاقتناع بما يقوله إعلام العدوان، ليسهل لاحقا تحشيده وتعبئته للقيام بردة الفعل التي يريدها العدوان.
ومن أجل تحقيق الهدف عمد إعلام العدوان وأبواقه في الداخل إلى فبركة الروايات والصور والمقاطع المرئية لحادثة الأغبري، كما عمد إلى تسويق تفسير مغاير لملابسات القضية والإجراءات القانونية المرافقة لها، بالحديث عن صراع سياسي وصراع مزعوم بين المكونات الاجتماعية، على أسس قبلية أو مذهبية أو مناطقية، محاولة منه لإيجاد نوع من التعصب الطائفي والمناطقي.
ويضيف حاتم: «العدو يسعى دائما لنقل الصورة المغايرة للواقع، فيخفي الحقائق ويظهر خلاف ذلك، ويسعى لتضخيم أي حادث أو قضية تحصل في المحافظات غير المحتلة بهدف أن يظهر فشل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني في إدارة شؤون البلاد، محاولا أن يثبت للعالم وللشعب اليمني أنهم غير جديرين بحكم البلاد، وأنهم عبارة عن مليشيات كما يدعي».
الإعلام الوطني ومواجهة الشائعات
التضليل الإعلامي ليس بالأمر الهين، بل له آثار وتبعات على المجتمع، فمع كثرة وكثافة الضخ الإعلامي والاستمرارية فيه، فإن أفراد المجتمع يخضعون لتأثيره، بل ينقادون للتبعية في تفكيرهم وحتى حياتهم لكل ما يوجه إلى عقولهم في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي.
وهذا ينعكس على الأنماط السلوكية لديهم، ويزيد من الضغوط على السلطة السياسية والأمنية، فيحدث تدخل بشكل أو بآخر في القرارات التي تتخذها الحكومة، والأمن والقضاء كما حدث في قضية الأغبري.
ويعلق حاتم حول ذلك بأن على اليمنيين ككل التحلي بالوعي، كما على الإعلام الوطني والسلطة السياسية الاستمرار في توعية الشعب وتحصينه بالحقيقة وتبصيره بخبث العدو، وخطورة مشاريعه وأهدافه الخطيرة التي يسعى إلى تحقيقها من خلال الحرب والعدوان على اليمن.
ولمواجهة طرق التضليل هذه من الضروري أن يتحلى المجتمع بالوعي الكافي، لفحص المعلومات التي تصل إليه، والنظر لبعض الأمور المهمة كخلفية هذه الوسيلة الإعلامية أو الصفحة أو الناشط أو الكاتب ومدى صدقها وماذا تتبنى من توجهات، وما مصلحتها من نشر أخبار تُدِين أو تُنَاصِر هذا الطرف أو ذاك، ثم التدقيق في الخبر المنشور نفسه، والتساؤل عن مصدره الأول، الذي اعتمدت عليه الوسيلة الإعلامية أو الصفحة أو الكاتب في نقل الخبر، وغالبا ما تكون المصادر مجهولة، ومثل هذه الأخبار يمكن فبركتها واختراعها ببساطة، وقد تنسب لناشطين أو شهود عيان أو مصادر مطلعة أو محلية وهكذا، ولكن لا شيء يؤكد الأمر، والتدقيق أيضا لا بد أن يشمل الصور والمقاطع المصوّرة، فليست كل صورة تأكيدا لخبر ما، ولا حتى كل مقطع مصوَّر، ففبركة مثل هذه المقاطع والصور باتت سهلة.
كذلك يجب عدم نشر أخبار في وسائط التواصل الاجتماعي أو غيرها قبل التأكد من صحتها حتى ولو كان الظاهر منها أنها تصب في صالح جبهة مواجهة العدوان.
وإذا كان المرء لا يستطيع التدقيق في كل خبر، فعليه ألا يصدّق كل خبر، كي لا يقع ضحية التضليل.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
الإعلام الغربي.. الاستقلالية والحياد والأخلاق المهنية "شعارات تسقط عند أول امتحان"
مواضيع مرتبطة
السفارة الأمريكية في صنعاء ومشاريع التفريخ والترويض الإعلامي
منظمة انتصاف: واقع مأساوي للأمومة والطفولة باليمن في سنوات العدوان والحصار
السفير الديلمي يكشف عن اتفاقية مع إيران على نقل تقنية تصنيع الحراثات الزراعية
صنعاء تحيي الذكرى الـ 43 لاغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي
السعودية تقتل الطفل اليمني بيدٍ وبالأخرى تنتشله من الجهل..على ماذا تشكرها “اليونيسيف” بالضبط؟