قال الباحث اللبناني “شارل ابي نادر” ان الحرب التي تمارسها الولايات المتحدة الامريكية على الاطراف والدول التي تعارض سياستها في المنطقة وفي العالم بشكل عام هي حرب اقتصادية ومالية ونقدية واجتماعية ليست جديدة.

وأضاف الخبير و الباحث اللبناني في الشؤون العسكرية والاستراتيجية في حوار خاص مع “شفقنا العربي”: “اننا نشعر بهذه الحرب لأن تداعياتها سيئة على مجتمعاتنا وخاصة في لبنان وفي وسوريا و في العراق وحتى ايران وهذه الحرب تمارسها امريكا في كل مكان؛ في امريكا الوسطى في امريكا الجنوبية وعلى الدول التي لا تسلك في سياستها مثل فنزويلا وكوبا وحتى امريكا تحاول ان تفرض هذه الحرب على روسيا لناحية خطوط نقل الغاز الى اوروبا ولناحية الاسلحة وحركة بيع وشراء الاسلحة مع تركيا واوروبا الشرقية؛ جميع هذه النقاط تحاول فيها امريكا دائما ان تفرض سياستها من خلال الحرب الاقتصادية؛ هذه اللعبة لعبة الامريكان بشكل عام.

ما هي ادوات امريكا في الحرب الاقتصادية؟

واوضح شارل ابي نادر انه صحيح ان لدى امريكا نفوذ وسلطة والتواجد والانتشار العسكري في كل نقاط العالم لكن انها لجأت الى الحرب الاقتصادية؛ طبعا السبب هو ان لديها قدراتها بما فيها موضوع الدولار والتحكم بهذه العملة الاكثر انتشارا في العالم والتحكم بالسوق التجارية والنقدية والمالية في العالم هي التي تعطيها الامكانية لهذا الموضوع.

الان ما هي الحظوظ ان تنجح امريكا؟ طبعا على هذه الدول ان تقاوم و ايران قاومت و خرجت منتصرة الى حد ما امام العقوبات، سوريا امكانياتها ضعيفة هي تتأثر و وضعها الاقتصادي صعب، لبنان و اليمن يتأثران و العراق يتأثر ايضا.

الولايات المتحدة تنجح في هذه الحرب الى حد ما ولكن لا يجب ان تستسلم هذه الدول المستهدفة امريكيا من الناحية الاقتصادية والمالية لانه لا يعلم أحد ربما بين لحظة واخرى يكون هناك تغيير داخل السياسة الاقتصادية الداخلية الامريكية، يكون هناك ازمة، يكون هناك عدم قدرة على هذه الضغوط؛ هذا الموضوع انا بتقديري يحتاج الى صبر بشكل مستمر لمواجهة الامريكيين وسياستهم.

لعبة الضغوط الامريكية تلقي بظلالها على العلاقات اللبنانية والسورية

واستعرض الخبير والباحث اللبناني في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية العلاقات بين لبنان و سوريا ومضى يقول: بالنسبة لهذه العلاقات نعود الى موضوع الضغوط الاقتصادية على لبنان وعلى سوريا من ضمن نفس اللعبة اي لعبة الضغوط. العلاقات القوية بين سوريا و لبنان سوف تقوي البلدين وطبعا الولايات المتحدة الامريكية لا تريد ذلك تريد ان تضغط على كل دولة وتريد ان تمنع مساعدة ودعم كل دولة للدولة الاخرى من دول محور المقاومة هذا اصبح واضحا.

قرار العلاقات نسبة كبيرة منه ياتي من خارج لبنان ومن الولايات المتحدة الامريكية. القوى السياسية والاطراف السياسية اللبنانية هي غير قادرة على منع التواصل التي هي تعارض التواصل مع الحكومة السورية، هي غير قادرة على منع هذا التواصل اذا كان القرار لوحدها ولكن مع وجود الضغط الامريكي هذا الموضوع يحصل بمجرد ان ينتهي أو يخف هذا الدور اعتقد ان العلاقات تعود بشكل كبير ولا تأثير للأصوات السياسية اللبنانية المعارضة لإعادة الحياة الى العلاقة اللبنانية- السورية الطبيعية والتاريخية.

علينا الانتظار حتى تتضح الامور في افغانستان بعد سيطرة طالبان

وبشأن تطورات افغانستان وسيطرة طالبان عليها وتأثير ذلك على الداخل الافغاني وعلى دول الجوار اوضح الخبير اللبناني شارل ابي نادر ربما من المبكر ان نستطيع اعطاء مقاربة واضحة تقريبا عن الموضوع حتى الان ربما بعد فترة قليلة؛ اولا طالبان تقول هي الان في حلة جديدة وفي شكل جديد عما كانت به في التسعينات ربما هذا الموضوع بحاجة للانتظار قد يكون صحيحا او غير صحيح. لكن واضح ان طالبان في الموضوع الداخلي السياسي والشعبي انها سيطرت لأنها تتمتع بتأييد من البيئة الافغانية هذه النقطة اساسية تستطيع ان تكون مسيطرة على الداخل الافغاني سياسيا و اداريا بالإضافة ايضا الى موضوع الامن لأنها اثبتت انها لديها امتدادات.

النقطة الاخرى غير الواضحة هي مدى نفوذ المجموعات المتشددة الاخرى والتي لها الاهداف والاجندات وهي بطبيعة الحال مرتهنة للخارج وخاصة امريكا، نتكلم عن داعش والقاعدة، الى اي مدى تستطيع هذه المجموعات الوقوف بوجه طالبان ومسارها في الحكم ؟ هذا اعتقد يحتاج الى بعض الوقت لكي يظهر.

الخلاف بين السعودية و ايران يشكل العنصر الاساسي من المناورة الامريكية في المنطقة

وفي جانب اخر من الحوار تطرق الباحث اللبناني الى موضوع التفاوض بين ايران و السعودية واوضح اننا نعيد الموضوع بشكل عام دائما الى العامل الامريكي والذي هو الاساس في هذا الموضوع؛ اعتقد ان الحكومة السعودية لا تعارض التفاوض او التسوية ربما تنظيم العلاقة مع ايران وهذا الموضوع يمكن ان نستنتجه من عدة اشارات ولكن طبعا العامل الامريكي المؤثر هو الاساس لان العنصر الاساسي من المناورة او استراتيجية امريكا في المنطقة هي تقوم على خلاف بين السعودية وايران واذا لم يكن هناك خلاف هناك نقاط عدة من هذه الاستراتيجية الامريكية سوف تسقط وسوف تظهر عاجزة عن احداث هذا التوتر الدائم الذي تريده الولايات المتحدة الامريكية.

نعيد هذه النقاط جميعها الى الامريكيين طبعا لا نبالغ بهذا الموضوع نلمسه لمس اليد في جميع التدخلات واعتقد ان القرار ليس سعوديا ومتى يصبح القرار سعوديا اعتقد ان العلاقة تعود اذا لم تكن طبيعية بشكل كامل سوف تعود الى التوازن الاقتصادي والسياسي والشعبي بشكل مقبول هذا الموضوع المؤثر فيه الاساسي هو امريكا وضغوطها و تدخلاتها في المملكة العربية السعودية.

امريكا تنظر الى افغانستان كوسيلة للتأثير على ايران وروسيا

لكن لا شك ان المخطط الامريكي يعمل باتجاه خلق التوتر والفوضى في افغانستان لكي تكون تداعياته الى خارج افغانستان لان الهدف ليس الداخل الافغاني الهدف الامريكي هو استراتيجي بعيد؛ الداخل الافغاني هو التوتر وعدم التوازن فيها هدفها هو الوسيلة للتاثير سلبا على الدول المجاورة خاصة على ايران و روسيا واسيا الوسطى والتي لها تاثير ايضا مزدوج على ايران وعلى روسيا . هذا هو الموضوع الذي اعتقد ربما بحاجة لبعض الوقت لكي يتم التركيز عليه كيف هي قدرة و نفوذ طالبان و ما هو مستوى قدرة المجموعات المتشددة المرتهنة للمخططات الامريكية.

وحول المخطط الامريكي لسيطرة طالبان على افغانستان اوضح شارل ابي نادر انه ربما الجميع يعتبر ان الامريكيين يتحكمون بالمناورة بشكل كامل ولكن لا يمكن ايضا استبعاد الفشل الامريكي في كل شي ء يعني طريقة الانسحاب كانت فاشلة، طريقة تقدير الوضع بعد الانسحاب لناحية قدرة طالبان و سيطرتها كانت فاشلة.

لا يمكن القول ان امريكا خططت بالتفصيل وبطريقة مدروسة لما يحصل بعد انسحابها؛ طبعا الامريكان يريدون الفوضى والتوتر الامني.صحيح ان مازلال يتواجد فلول غير بسيطة لداعش في سوريا والعراق هذا واضح من العمليات التي تحصل خاصة في العراق هناك تاثير لهذه الجماعات الارهابية هناك دائما نشاهد او نتابع المشاكل الامنية والعسكرية بين الجيش العراقي والحشد الشعبي من جهة وبين المجموعات المتشددة التابعة لداعش من جهة اخرى. ايضا في سوريا مازال هناك بؤر غير مضبوطة خاصة في شرق سوريا يعني حيث يتواجد الامريكيون لا يمكن بالتحديد ضبط هذ المجموعات لان اللعبة الامريكية واضحة هي التاثير على الاوضاع في سوريا وفي العراق عبر داعش او المجموعات المتطرفة الهدف القول انها تحارب الارهابيين لتثبيت مقولاتها وعنوانها وتبريراتها بالاحتلال في سوريا والعراق بانها تحارب الارهاب لولم تكن هذه المجموعات الارهابية الناشطة او لوكانت ضعيفة او غيرموجودة لم يكن لدى الامريكيين حجة للقول اننا نحارب الارهاب هذا اصبح واضحا، لكن اعتقد بشكل عام حتى الداخل العراقي ربما اصبح مرتاحا على مواجهة هذه التحركات او الاستهدافات التي تقوم بها امريكا للداخل العراقي عبر داعش.

وأضاف بالقول:الحشد الشعبي واع واثبت انه يقاتل بجرأة وبقوة والجيش العراقي والاجهزة الامنية العراقية اصبح الان لديها خبرة غيربسيطة في التعامل بمواجهة هذه المجموعات الارهابية. لا شك انه اذا تم رفع اليد الامريكية المخابراتية عن الداخل العراقي فان الجيش العراقي والاجهزة الامنية والحشد الشعبي يستطيع ان يسيطر على هذه المجموعات المتشددة.

ايضا في سوريا نفس الوضع يعني لا وجود لهذه المجموعات الارهابية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري بل كل تحركات هذه المجموعات تكون في مناطق خارج سيطرة الدولة السورية في الشمال حيث الاتراك والجميع يعلم علاقاتهم مع الجماعات المتشددة الارهابية اوغير الارهابية وفي الشرق حيث قوات سوريا الديمقراطية وحيث التدخل الامريكي هذا هو الموضوع تقريبا في سوريا وفي العراق.

العقبات السياسية تعترض تشكيل الحكومة في لبنان

وبخصوص تاليف الحكومة اللبنانية والتأخير بتشكيلها وتسمية الوزراء اعرب شارل ابي نادر عن اعتقاده بان العقبات هي سياسية هذا واضح هناك تجاذبات داخلية بشكل عام وهي واضحة، بتقديري الخلاف الاساسي ليس عدد الوزراء وليس اسمائهم طبعا هذه تفاصيل تتركز جميعها بالنهاية حول القرار في مجلس الوزراء.

طبعا قرار مجلس الوزراء هو اساسي لناحية الاصلاح واعادة التوازن الاقتصادي والمالي والنقدي للبنان لناحية تعيين المسؤولين الاساسيين والحساسين في موضوع الازمة الاقتصادية لذلك ان كل فريق سياسي بما فيه فريق رئيس الجمهورية وفريق رئيس الحكومة والاطراف الاخرى والتي ايضا فاعلة و كذلك الرئيس نبيه بري ايضا يدخل في لعبة الاسماء والتي هي لعبة سياسية؛ الصراع الان هو على كل فريق ان يكون مجموعة تستطيع ان تؤمن له حدا معينا من سياسته الداخلية ناهيك ان هناك طبعا اطراف متعددة تحاول ابعاد اطراف اخرى.

وفي معرض اشارته الى تصريحات الامين العام لحزب الله بشأن استعداد ايران لمساعدة لبنان لحل ازمة الوقود؛ قال الخبير والباحث اللبناني في الشؤون العسكرية والاستراتيجية ان الموضوع اثبت ان ايران صديقة للبنان وتساعد كل اللبنانيين.

وقال شارل ابي نادر: من الطبيعي ان هناك انقسام في لبنان حول استيراد النفط من ايران والذي تولاه الامين العام لحزب الله بشكل عام، طبعا هذا الانقسام هو واضح في الاعلام و التكتلات السياسية ولكن بشكل عام هذا الموضوع الغى نسبة كبيرة من الانقسام الذي ينتقد حزب الله لعلاقاته مع ايران خاصة ان الموضوع تقريبا اصبح شبه مكتملا وسيوثر ايجابا على السوق اللبناني أوعلى الداخل اللبناني. الجميع بحاجة للنفط ؛ المستشفيات والافران ودور الرعاية والاهم في الموضوع انه حسب ما رشح عن خطة توزيع هذه المحروقات وسوف يكون هناك كمية كبيرة تقدم مجانا للمستشفيات الحكومية وكمية كبيرة تقدم مجانا لدور الرعاية وللافران باسعار جد مدروسة.

اعتقد من غير المنطقي او الطبيعي ان لا يقبله جميع اللبنانيين لذلك سوف تكون النتيجة نقطة ايجابية لصالح حزب الله او ايران وخاصة نتيجة ايجابية لحزب الله سبق في كلامه السيد بان هذا الموضوع اثبت في ناحية معينة ان ايران صديقة للبنان وتساعد كل اللبنانيين .

السلطة السياسية في لبنان تتخذ القرار بشأن المساعدات الايرانية للجيش اللبناني

وفيما يخص استعداد ايران لمساعدة الجيش اللبناني اوضح الباحث اللبناني : طبعا هناك ضغوط من الامريكيين والسبب هو سياسي وايضا تقني يتعلق بان الاسلحة الايرانية هي اسلحة فعالة، هذا الموضوع لا يناسب العدو الاسرائيلي هذه نقطة تضغط فيها دائما الولايات المتحدة الامريكية. الجيش اللبناني بطبيعته وحسب القانون اللبناني لا قرار له في هذا الموضوع، يعني يتحمل المسؤولية كل ما تقرره السلطة السياسية واذا قررت السلطة السياسية ان يحصل لبنان على اسلحة ايرانية هو سوف يحصل ويُنفذ.

بمطلق الاحوال يبقى القرار في مجلس الوزراء اذا كانت هناك السلطة السياسية اتخذت قرار بتسليح الجيش اللبناني من ايران أو من غير ايران وقررت ايضا ان تتجاوز ضغوط امريكية والمانع الامريكي اعتقد ان هذا الموضوع سيسير باتجاه الصحيح لصالح حصول الجيش اللبناني على الاسلحة تحقق بعض التوازن لمواجهة العدو الاسرائيلي.

ما هي دلالات عملية سيف القدس

وكان الانجازات التي حققتها المقاومة ضمن المواضيع التي تطرق اليها الخبير اللبناني قائلا:

لا شك ان عملية سيف القدس غيرت الكثير من المعادلات اولا الكثير من المعادلات العسكرية اثبتت فشلها القبة الحديدية اثبتت امكانية المقاومة وقدرتها على التغيير حتي في منطقة محاصرة مثل غزة وتسطتيع ان توثر وتستطيع ان تعيد الامريكيين و اسرائيليين الى المربع الذي يعيدون فيه حساباتهم، هذه نقطة مهمة واساسية.

ايضا في الموضوع السياسي الداخلي الفلسطيني هناك اطراف عدة سياسية كانت تعمل على تسويق التسوية مع العدو الاسرائيلي؛ هذا الموضوع اعتقد انه اصبح ضعيفا وبالمقابل المقاومة اثبتت صدقها وقدرتها هذا الموضوع له تاثيراتها في سوريا و اليمن و العراق و لبنان و هناك معادلات و قواعد الاشتباك تفرض من قبل اللبنانيين و من قبل حزب الله ضد العدو الاسرائيلي وهذا الموضوع اصبح واضحا لا شك ان ثبات محور المقاومة بشكل عام غير من نظرة الطرف الاخر الامريكي والاسرائيلي والخليجي ربما بانه عليهم البحث او اسلوب اخر او الذهاب باتجاه تسويات معينة لانه البقاء في خط المواجهة مع محور المقاومة واضح انهم خسروا في هذا الخط.

الحوار من ليلا.م.ف