هل تتجه الامارات لمقايضة “بلحاف” بـ”معسكر بارشيد”..!
الأربعاء 08 سبتمبر-أيلول 2021 الساعة 08 مساءً / متابعات - السياسية :

السياسية – تقرير: نجيب هبة

في خطوة تهدف للاستمرار في نشر الفوضى في بلادنا والتي لم تتوقف منذ بدء العدوان وحتى اليوم تمارس الرياض وأبوظبي استفزازات عسكرية بين الحين والآخر في عدد من المدن التي يفترض أنها واقعة تحت سلطة حلفاءها على الرغم من ان هذه المحافظات بعيدةٌ بشكل كبير عن مجرى الصراع العسكري.

على هذا الصعيد وصلت مجاميع مسلحة من مرتزقة الإمارات إلى معسكر بارشيد بمحافظة حضرموت شرق البلاد.

وذكرت مصادر إعلامية أن المجاميع التي وصلت الى معسكر بارشيد تم حشدها من الضالع وردفان ويقودها وزير الدفاع الأسبق هيثم قاسم طاهر الذي كان قد وصل إلى المعسكر في وقت سابق.

المصادر ذكرت أن الإمارات كانت قد نقلت في وقت سابق قوة عسكرية كانت تتواجد في منشأة بلحاف الاستراتيجية بشبوة إلى معسكر بارشيد بمدينة بروم الواقعة على مدخل مدينة المكلا والذي ينتمي أفرادها للمليشيات التابعة للمجلس الانتقالي.

كما أرسلت أبوظبي شحنة أسلحة أواخر يوليو الماضي إلى المعسكر كانت قد جلبتها إلى معسكر مطار الريان الذي تسيطر عليه القوات الإماراتية.

وحذر مراقبون من سعي دويلة الإمارات المارقة إلى استغلال معسكر بارشيد لإحداث فوضى في محافظة حضرموت.. كما اعتبر محللون أن هذه التحركات ربما تأتي في سياق محاولات الضغط الإماراتية على حكومة المرتزقة لمقايضتها بملف منشأة بلحاف عقب تصاعد الضغوط المطالبة بخروج قوات الاحتلال الإماراتي منها.

وفي أواخر أغسطس الماضي فرضت ماتسمى بـ”قوات النخبة الحضرمية” سيطرتها على أولى مناطق مديريات وادي حضرموت، التي يفترض أنها خاضعة لحكومة المرتزقة.

ونقل موقع “ديبريفر” عن مصادر محلية إن “فصائل قتالية من ميليشيات النخبة الحضرمية انتشرت في عقبة عجزر عند مدخل بلدة عمد الاستراتيجية على تخوم الهضبة النفطية في كبرى المحافظات اليمنية”.

كما تتزامن هذه التحركات مع إرسال تعزيزات إضافية من قوات مجلس الانفصال الانتقالي إلى تخوم وادي عمد، تحسبا فيما يبدو لتصعيد عسكري محتمل ضد قوات حكومة المرتزقة التي تسيطر على جميع مديريات سيئون.

أهداف سياسية

وتأتي هذه التعزيزات لفصائل مرتزقة الإمارات إلى حضرموت بعد أيام على وصول قوات بريطانية إلى محافظة المهرة المجاورة وذلك بالتزامن مع تقارير عن “تحركات إماراتية – بريطانية – أمريكية لتأسيس مرحلة انتقالية جديدة في اليمن عبر نقل سلطة المستقيل هادي إلى نائب أو مجلس رئاسي جديد”.

وأكدت تلك التقارير أن مشيخة الشر الإماراتية تخطط لفرض واقع جديد في المساحة التي لا تزال ما توصف بـ “الشرعية” بقيادة الفار هادي تناور فيها شرق اليمن تمهيداً لتمرير الحل الذي تتحدث التسريبات عن تداوله في الأروقة الدولية.

كما أن هذه التحركات تتناسق مع التهديدات التي أطلقها عيدروس الزبيدي في يوليو الماضي، حيث كان الزبيدي هدد باقتحام ميليشياته لمحافظات شبوة والمهرة ووادي حضرموت، بمزاعم تحريرها، أسوة بما قامت به ميليشيات الانتقالي من السيطرة على محافظات عدن ولحج والضالع وسقطرى وبعض مناطق محافظة أبين.

وقال الزبيدي في خطاب رسمي يومها “إذا كُنّا ننعم اليوم بالحرية في عدن، ولحج، وأبين، والضالع، وحضرموت، وسقطرى بعد قطع أيدي المحتل منها، إلا أن شعبنا في محافظتي شبوة والمهرة، ووادي حضرموت، مازال يُعاني مرارة الظلم وجبروت الاحتلال وإرهابه”.

وأضاف أن “الجنوب اليوم بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك من القوة ما يؤهله لفرض خياراته في الحرب والسلم، وبما يمكنه من مجاراة ومواجهة السيناريوهات كافة” في إشارة إلى ضربه عرض الحائط بكل ما تم التوقيع عليه من اتفاقيات مع حكومة المرتزقة برعاية السعودية والتي سميت باتفاقية الرياض.

وفي تعليق على هذه التطورات، قال الكاتب علي ظافر إن الإمارات تدرك الوضع الحرج الذي تعيشه السعودية المحاصرة بعدد من الأزمات، والمطوقة بكثير من الملفات داخلياً وخارجياً، ما دفعها إلى الإيعاز إلى رجلها الأول في الجنوب لإعلان الخطة الجديدة، والتلويح بورقة “الانفصال”، والمضي في بناء “دولة فيدرالية”.

وأضاف ظافر في مقال له في موقع “الميادين” أن “من الصّعب فصل ما يدور في المحافظات الجنوبية والشرقية عن صراع دول النفوذ، وتحديداً السعودية والإمارات، إذ إنَّ لكل دولة حساباتها ومطامعها، بحكم (الجيوبوليتيك) التي تتمتّع به تلك المحافظات، مع إدراك الدول المتنافسة أنَّ من يُحكم قبضته عليها، ستكون له كلمته وحضوره الإقليمي..

وأشار الكاتب إلى أن “السّعودية والإمارات لم تأتيا منذ البداية من أجل مزاعم دعم الشرعية كما ادعتا بل أن ذلك ارتبط بتحقيق أطماعهما الجيوسياسية في اليمن كالتهام جزيرة سقطرى وإلحاق محافظة المهرة، والهيمنة على المطارات والموانئ الاستراتيجية المطلة على بحر العرب وخليج عدن، فضلاً عن السيطرة على حقول النفط والغاز في المحافظات الشرقيَّة، وتحديداً حضرموت وشبوة”.

وخلص الكاتب إلى أنه “رغم أنَّ البعض يعتقد أنَّ الأمور ترجّح كفة الانتقالي الأقوى ميدانياً، على حساب جماعة هادي و”الإصلاح” المنبوذين شمالاً وجنوباً إلا أن حظوظ الطرفين معاً تتآكل، ومستقبلهما في مهب الرياح، لأنهما مرتهنان للخارج، ولا يملكان قرارهما.

يستمر المحتل الاماراتي في اسقاط مشاريعه التفتيتية على واقع المحافظات الجنوبية المحتلة الواحدة تلو الأخرى ما يسمح لابوظبي لاحقاً بالتهام تلك الكانتونات الممزقة وفق أوهام مخططاتها الاستعمارية المرسومة.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
عينٌ على الثروة وأُخرى على بحر العرب.. أسرارُ الاحتلال البريطاني للمهرة
إقرار برنامج الاحتفالات بالعيد الوطني السابع لثورة الـ21 من سبتمبر
بريطانيا تتجسس على الاتصالات اليمنية
تحقيق لقناة المسيرة يكشف خفايا السوق السوداء للغاز
في خرق فاضح لاتفاق السويد.. قوى العدوان تنفذ زحفا واسعا بالحديدة