تقرير - عادل بشر / لا ميديا -

قال المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إن الولايات المتحدة وحلفاءها يرتكبون خطأً مكلفاً في الضربات على اليمن، رداً على الهجمات البحرية التي ينفذها من وصفهم بـ"الحوثيين" في البحر الأحمر.

ونقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن بن عمر القول: "إن وقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة هو وحده الذي يمكن أن يوقف الهجمات البحرية شبه اليومية".

وأضاف: "تاريخياً، إذا نظرنا إلى ما حدث منذ عام 2011 عندما قادت الولايات المتحدة الهجوم ضد الحوثيين، فقد أخطؤوا في حساباتهم باستمرار". مؤكداً أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن يخاطر الآن بكارثة تكتيكية أخرى".

بن عمر الذي كان ممثلاً للأمم المتحدة في اليمن من عام 2011م إلى 2015م، قال أيضاً: "أعتقد أن فتح هذه الجبهة ضد الحوثيين في البحر الأحمر هو خطأ آخر في الحسابات. فعقليتهم مختلفة تماما ولا تستجيب لذلك".

وأشارت مجلة "نيوزويك" إلى أنها اتصلت بالبيت الأبيض عبر البريد الإلكتروني لطلب التعليق، على ما طرحه المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى اليمن.

وذكرت المجلة أن "الحوثيين المعروفين في اليمن بأنصار الله أطلقوا حملتهم في البحر الأحمر احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، ويقول قادة الحركة إنهم سيواصلون هجماتهم بينما تستمر الجرائم الإسرائيلية في غزة".

وأضافت: "وقد صدقت الحركة اليمنية حتى الآن في كلمتها. تعرضت العشرات من السفن التجارية والعسكرية لإطلاق النار خلال الأشهر الستة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث غرقت سفينة واحدة على الأقل، وتم الاستيلاء على أخرى، وترك طاقم أخرى".

وأوضحت المجلة أنه رغم الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن من كانون الثاني/ يناير الماضي، وتهديدات واشنطن بمواصلة الضربات حتى تتوقف العمليات العسكرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، لكن من الواضح أن الحوثيين ملتزمون بالحملة وقاموا بزيادة وتيرتها ونطاقها.

وقال جمال بن عمر لذات المجلة: "منطقة عملياتهم أكثر انتشارا، والأسلحة التي يستخدمونها أكثر تطورا، ويتم استخدام أسلحة جديدة، وقد زادوا من عدد الهجمات".. مضيفاً: "أعتقد أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في حيرة بشأن ما يجب عليهما فعله. لأن هدفهما المعلن -وهو إضعاف الحوثيين حتى لا يكونوا قادرين على تهديد أي سفينة في البحر الأحمر- لم ينجح. إنهم لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف. الحوثيون أكثر تصميما على الاستمرار".

عدو عنيد

ووصفت مجلة "نيوزويك" أنصار الله بـ"العدو العنيد" مشيرة إلى الحروب الست التي تعرضوا لها خلال الحكومات السابقة، كما أنهم صمدوا أمام الحرب التي قادتها السعودية منذ عام 2015م، وفي سعيها للخروج من حرب لا يمكن الفوز بها، تتفاوض الرياض الآن مع صنعاء على تسوية سياسية منذ أكثر من عامين.

ونقلت المجلة عن جمال بن عمر القول: "إن النهج الغربي كان خاطئا منذ البداية" مشيراً إلى أن الدعم الغربي للسعودية في حربها على اليمن كان "خطأ كبيراً" وأوضح أن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شجعتاها، وكان ذلك خطأ".

وأضاف: "الشيء الوحيد المثير للاهتمام في ما يحدث الآن في البحر الأحمر هو أن الإماراتيين والسعوديين يتجنبون لفت الأنظار، لأنهم يعلمون أن الحوثيين قد تطوروا ولدى الحركة قدرات عسكرية وتكنولوجية لم تكن تمتلكها من قبل، يمكن أن تهدد اقتصاد واستقرار الرياض وأبوظبي".. مؤكداً أن "الحوثيين الذين صمدوا لثمان سنوات من القصف الجوي السعودي، قادرون على الصمود في نفس المستوى -أو أكثر- من القصف الأمريكي البريطاني".

وفيما ذكرت "نيوزويك" أن الغرب حريص على إيجاد الحلول السياسية لإيقاف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، مشيرة إلى ما جاء في صحيفة "فايننشال تايمز" مؤخراً بأن مسؤولين أمريكيين طلبوا من نظرائهم الإيرانيين التدخل لدى "الحوثيين" لإيقاف الهجمات البحرية، إلا أن المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بن عمر، أكد لذات المجلة أن "الحل الوحيد يكمن في إنهاء المجازر والحرب في غزة"، مضيفاً: "المطلوب هو وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإذا حدث ذلك، فإن الوضع في البحر الأحمر سينتهي".