آخر الأخبار
رمضان زمان.. رحلة في الذاكرة القريبة؟!
الخميس 07 مايو 2020 الساعة 09 مساءً / متابعات - المسيرة نت:
رمضان زمان.. رحلة في الذاكرة القريبة؟!

تقرير| المسيره نت : إبراهيم الوادعي

 

يطل شهر رمضان في كل عام باختلاف عن العام الذي سبقه نتيجة متغيرات العصر المتسارعة والتي بالكاد يستطيع الناس ملاحقتها بمال لمعظمها من تأثير سلبي يطغى على جماليات الماضي ويفقدنا الكثير من العادات والتقاليد الجميلة التي كنا نحبها وألفناها صغارا في ليالي وصباحات شهر رمضان

المبارك، عايشنا بعضا منها واخرى حكى لنا عنها الكبار، ومن تلك العادات ما حافظت عليه الأجيال، وأخرى لم يبق منها سوى حكايات تلوكها الألسن شوقا إلى الماضي الجميل.

  • إعلان الشهر

غالبا ما كانت إشارة الدخول لرمضان يتلقاها الجميع من الإذاعة أو القناة التلفزيونية الوحيدة آنذاك، قبل ظهور الساتلايت والقنوات الفضائية، ينصت الأجداد للراديو والأُسر تلتف حو التلفاز الكل ينتظر الخبر.

وما إن يعلن عن اليوم التالي أول أيام شهر رمضان حتى يسري الخبر كالبرق في أوساط الاسر وتشتعل الشوارع بحركة الأطفال واليافعين تحمل الفرحة والإعلان بقدوم شهر رمضان لمن لم يتح له الاستماع للخبر.

في المدن والأرياف تصدح الأهازيج الرمضانية الآتية من عبق التراث الذي أنشده الأجداد والآباء.

يا رمضان يابو الحمايم

اد لآبي قرعة دراهم

وارجم من الطاقة بليمه

ولا بتفاحة عظيمة

وبين كل أهزوجة يرفع الأطفال صوتهم بالقول وكأنه جرس تنبيه:

يا رمضان دندل حبالك

هوذا أنا واقف قبالك

والكثير من أناشيد الأطفال مما لا تتسع الذاكرة أو السطور لتذكرها وتحتاج إلى جهود لجمعها وتوثيقها كتراث يمني لماض عريق.

وفي مناطق الريف اليمني وخاصة تلك التي لم تصلها الكهرباء كانت تعلم بقدوم رمضان من أجهزة الراديو أو من النيران على رؤوس الجبال يشعلها الأطفال بمساعدة المبار وكأنها طقوس احتفال بنعمة الله وركن من الأركان، حيث تزدان أسطح المنازل أو المناطق بكرات ناريه يتم عملها من الرماد المعجون بمادة الجاز يزين بها أركان سطح المنزل ويشعل فيها النيران وتكون علامة واضحة في القرى بأن غد هو صيام أول أيام رمضان.

  • نهار زمان

مساجد رمضان زمان لا تخلوا من ضيوفها، طيلة شهر رمضان كانت عامرة بقارئ القران كبارا وصغارا، من بعد الظهيرة وحتى المغرب، يحرص الكبار على اصطحاب أطفالهم لقراءة القرآن، وعدم تركهم يلهون طيلة نهار رمضان، في نهاية الشهر المبارك ترى التباهي بعدد مرات ختم القرآن الكريم في شهر هو شهر القرآن.

وفي رمضان الحاضر غابت الكثير من الألعاب، بسبب تفشي وباء الالعاب الكترونية، اختفت الكثير من الألعاب الرمضانية التي كانت سمة نهار رمضان وتجمع الأطفال في نهار رمضان كألعاب الخشب، و "حبس آمان" والألعاب ذات الطابع الجماعي للأطفال والتي يختص بها شهر رمضان وتتسم بقلة الحركة.

وللعصرية في رمضان زمان مكانتها وخصوصيتها وخاصة في مناطق الريف اليمني حيث يخرج الأصدقاء في جولة ترويحية بين المروج خارج التجمعات السكنية وتبادل الأحاديث، وغالبا ما تنتهي بشراء القات من المزارع أو البقل من المزارع لفطور رمضان قبل أن يتفرقوا في طريق العودة على أبواب المدينة وملء وجوههم البسمة ويعاودوا لقاء بعضهم مساءا في المقايل.

  • ليل حياة وذكر

ليل رمضان زمان كان هو الآخر فاتحة لحياة جديدة ملؤها النشاط والحيوية ولايكاد ينقطع نشاط الناس كبارهم وصغارهم حتى يقترب وقت السحر فيما المساجد تفتح أبوابها منذ الليلة الأولى للشهر الفضيل، قبل أن تحل لعنة الفضائيات فتسرق من المساجد روادها ومن الشوارع أطفالها، ويأتي الزمن على ما تبقى من العادات الجميلة لرمضان زمان يتمنى الجميع أن يعود.

المقايل التي تتحول إلى الليل تتسم في رمضان بتخصيص جزء منها لتلاوة جماعية للقرآن، وتنتهي بالذهاب إلى المساجد للعبادة والصلاة وقراء القرآن، كما كان يتخللها اهتمام جماعي بالمسابقة العامة عبر شاشة الفضائية اليمنية الوحيدة آنذاك، وفي الماضي كانت المقايل لقاء مجتمعي كامل الأركان قبل أن يغزوها الموبايل ويزرع جدرانا بين المجتمعين يجعل كلا منهم في فلك يسبحون.

* التكنولوجيا تقتل رمضان

من بين أشهر العام لا توجد للتكنولوجيا الحديثة أي مميزات في شهر رمضان، فالموبايلات ووسائل التواصل الاجتماعي قضت على النشاط الجمعي للمجتمع والذي كان يزداد تعاضد في شهر رمضان والذي كان يفضله البعض للعودة إلى الريف وأخذ إجازات، لكنه اليوم يفقد روحه فالكل منكب يقلب هاتفه ويتصفح وسائط التواصل الافتراضية، وباتت التكنولوجيا تسرقه حتى وهو بين المروج الخضراء وتسرق منه روح رمضان الذي يعزز أواصر الألفة واللقيا بين الإخوان والأقارب وتتوسع الدائرة.

قد تكون التكنولوجيا مفيدة لكنها قتلت فينا أيامنا الحلوة ووأدت الماضي الجميل.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
العميد سريع: طيران العدوان يشن أكثر من 810 غارات خلال شهر
الوفد الوطني يناقش مع سفير الاتحاد الأوروبي الوضع الإنساني باليمن
نص المحاضرة الرمضانية الثالثة عشر للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1441هـ
السعودية والإمارات تكرِّسان المناطقية وتقودان الجنوب نحو الحرب الأهلية
عضو السياسي الأعلى "الرهوي" يدعو إلى تضافر الجهود لإنجاح إجراءات مواجهة كورونا