آخر الأخبار
تعليقا على تبرير الجفري تطبيع الإمارات مع الصهاينة.. ليميز الله الخبيث من الطيب
الأربعاء 16 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 07 مساءً / متابعات - المسيرة نت:
تعليقا على تبرير الجفري تطبيع الإمارات مع الصهاينة.. ليميز الله الخبيث من الطيب

بسم الله الرحمن الرحيم تعليقا على تبرير الجفري تطبيع الإمارات مع الصهاينة ليميز الله الخبيث من الطيب

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تعليقا على تبرير الجفري تطبيع الإمارات مع الصهاينة

ليميز الله الخبيث من الطيب

المحرر الثقافي:

اطلعت على بيان لعلي الجفري حول تطبيع الإمارات مع الصهاينة - ويا ليته صمت كعادته في أغلب قضايا الأمة - أشار فيه إلى موقف ملتبس حاول جاهدا أن يجمع بين النقيضين ويمتدح الموقفين ومع اختلافنا مع موقفه المريب والمداهن وغير المنصف إلا أننا نود أن نناقش ما اعتمد عليه في نصوصه من تضليل وصبغه بصبغة دينية وإعطاء موقفه الشرعية الدينية والإسلامية، وليته قال هذا موقفنا السياسي أو التحليلي لكان أقل خطأ من تزوير الدين وموقف الإسلام في قضية تجمع عليها الأمة قاطبة.

أولا: قال (إنه لا يخفى على من لديه مسكة من علم الفقه أن قرار المعاهدات مع العدو صلحا كانت أو هدنة هو من مسائل السياسة الشرعية التي أنيطت بولي الأمر وفق ما يظهر له من مصلحة عامة) وهنا نود أن نشير إلى نقاط:

- الإمارات ليست في حرب مع إسرائيل ولا في معركة ولا تعتبرها عدوا البتة، لا في خطابها السياسي ولا الإعلامي ولا الاقتصادي وبينهما زيارات ولقاءات تنفي أن يكون ثمة عداوة بحيث نصنف ما جرى من تطبيع أنه وقف للاقتتال أو صلح معتبر.

- يعلم فقهاء الإسلام أن عقد المعاهدات الجزئية مع عدو الأمة العربية والاسلامية يعتبر خيانة وخطأ كبيرا ولا أدل على ذلك محاولة تقديم التطبيع الإماراتي الصهيوني أنه في صالح فلسطين، وأنه احتوى على وقف للاستيطان كما تبرر ذلك الإمارات وهو ما يثبت أن الأمر ليس خاصا بالإمارات أولا، وأنها قضية شاملة ثانيا وفقهيا فلن أشير إلى أقوال الأمة على أكثرها بل إلى قول عالم من علماء الإسلام المعتبرين خاصة عند أصحاب مسالك العارفين الشهيد العلامة الدكتور / محمد سعيد البوطي الذي قال لا يجوز لأي دولة منفردة أن تذهب للصلح مع الكيان الصهيوني، معتبرا الأثر الوارد (أن سلم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دونما مؤمن في القتال إلا على سواء وعدل بينهم) وقال: الدولة الإسلامية هي دولة واحدة ولو ترامت أطرافها، ولا يجوز لمسئول من المسلمين أن يبرم صلحا مع عدو إلا باتفاق شامل مع سائر المسئولين الآخرين، وقال: حتى لو تناثرت الدولة الإسلامية إلى دويلات كما هو حالها اليوم فاذا جاءت دولة إسلامية تبرم صلحا مع العدو لا يجوز إلا في حال اجتمعت الأمة الإسلامية كلها على ذلك؛ لأن إسرائيل إذا عملت صلحا مع دولة منفردة تصبح حليفة لها وفي حال حصل صراع مع الدول الأخرى ستذهب الدولة المتصالحة مع إسرائيل للعمل معها أو على أقل تقدير التوقف عن أي عداوة ضدها، ولهذا يعتبر أن سلم الأمة الإسلامية واحد ، وقال: إن إسرائيل رغم أنها تمزق القوانين الدولية بكلها وتقتل وتحتل وتنتهك الحقوق فتلك تلك الدول المتعاهدة ماذا ستقول جراء ذلك ستقول نحن في صلح مع إسرائيل.

- هذا ولا يخفى على كل عاقل لبيب ومنصف منيب أن عملية التطبيع لم تعتمد على قول فقهي ولم تناقش إسلاميا، ولم يجر الذهاب إليها حتى وفق المصالح العامة فلا مبرر ولا مصلحة للإمارات كي تذهب للتطبيع مع عدو هو بعيد عنها وجل ما هو مطلوب منها إبقاء حالة القطيعة مع هذا الكيان فهي في غنى عن أي تطبيع من كل الجوانب الأمنية ونحو ذلك.

ثانيا: قال إنه يثق في دولة الإمارات ولا يثق في العدو الصهيوني وبما في هذا القول من سطحية إلى حد السذاجة ومداهنة إلى حد النفاق فإن هذا القول لا يبرر مطلقا الذهاب إلى التطبيع وإنما هو توصيف لما بعده وهذا ليس محل الثقة من عدمها لأن انتفاء وجود معركة بالأساس يناقض هذا القول إلا في حالة واحدة وهي حالة الحرب المعلومة، حيث والسيوف ما زالت مشرعة وغبار المعركة ما زال يملأ الخافقين، وعندها ذهبنا لاتفاق يتطلب منا إبداء نوع ما من الثقة وهذا غير وارد حتى نقول نثق في التحرك من طرف الإمارات نحو السلام رغم عدم ثقتنا في العدو الصهيوني على اعتبار أنها مرحلة اختبار فإذا كان كذلك فلماذا إذًا التطبيع!!؟

إن ما ورد في كلام الجفري وعلى محاولة التأويل يصلح لحالة حرب بين فريقين تطلب الأمر صلحا بينهما لوقف الحرب والاقتتال، وما جرى تطبيعٌ لا صلح، وهو أكبر من الصلح بمراحل بل لا مقارنة ويأتي في إطار الولاء والتبعية وفي أضعف الأحوال تطبيع لإنهاء حالة العداوة، وكلا الأمرين لا يقترب بحال من الأحوال من قضية فلسطين التي يجتمع فيها الحرب القائمة والعداوة المستمرة وبدافع الدين والولاء والبراء وكلها آيات القرآن فيها مستفيضة .

ثالثا: كنت أتمنى كما أسلفت أن يكون بيان الجفري ذا صبغة سياسية صرفة لكنه خلط في موقفه كما خلط في أدلته، وهذا ديدن علماء السلاطين المتزلفين عندما يقعون بين حرج الموقف الشرعي والموقف الدنيوي ولهذا فإشارته إلى من سبق للتطبيع مع الصهاينة وأنه لم يلحقهم نقد كما حصل الآن لا يمثل دليلا لا شرعيا ولا سياسيا، بل مردود عليه لأن كل تطبيع مع الصهاينة فهو مدان ومرفوض من أي طرف بعيدا عن أي اعتبار، والغريب من رجل يدعي أنه يمثل أهل الطريقة في مسلك الحقيقة فيجانب الحقيقة أو يراوغ بينها وبين الباطل المحض وفي ذلك مداهنة للطغاة وثقة بهم.

رابعا: استند الجفري في تبريره أنه يثق في أخيه محمد بن زايد التي هي حسب قوله عن معرفة وقرب من المذكور لا تمثل أي براءة من جريمة التطبيع فبالإمكان حينئذ أن نستند لكل ثقة من أي زعيم مجرم وقاتل خاصة في شخص مثل محمد بن زايد وما يفعله بالشعب اليمني من قتل وتدمير وحصار وغيرها من بلدان العالم والتي أقل ما يمكن وصفه بأنه طاغية ظالم ومجرم .

خامسا: بكل أدب وتزلف معاً قال إنه يحزنه كل تطبيع جديد وتشمئز نفسه من الحملات على التطبيع كون بلدان أخرى قد فعلت ذلك، وهذا عذر أقبح من ذنب وتبرير سخيف تصلح أن تكون مناكفة سياسية في شاشات القنوات الفضائية والكتابات السياسية.

سادسا: يقول الجفري إن شد الرحال إلى المسجد الاقصى سنة نبوية ثابتة وعظيمة وإن من جاور الأقصى وأكل في فنادق فلسطينية وسكن فيها لهو أجر عظيم، وهذا يتناغم مع ما أعلن في اتفاق التطبيع أن رحلات سياحية ستمكن المسلمين من زيارة المسجد الأقصى كنوع من تبرير الاتفاق وينسجم قوله بما هو آت من رحلات سياحية وربما ذات طابع ديني بدأ الجفري يتنبأ بها ويبشر بثوابها وهو أن تذهب إلى المسجد الأقصى تحت الحماية الصهيونية الكاملة وهذا مخالف لكل مقاصد الشريعة ومفهومها ومعاهداتها لأن زيارة المسجد الأقصى ليست بأهم من تحريره والموقف من المحتل له أن هذا الموقف الغبي والجاهل يثبت أن مثل هؤلاء ليسو سوى سماسرة للطغاة.

سابعا: يعتبر الجفري أن الاستغلال للقضية الفلسطينية أمر رخيص وبتحويلها شعار انتخابي ويا ليته أخبرنا كيف يتم التعامل مع القضية الفلسطينية إذاً، وكيف نواجه الاحتلال، وهل إذا واجه أحدٌ الاحتلال سينجو من اتهام الخصوم السياسيين له، بل كنا نريد أن نفهم منه أن يخبرنا بالطريقة الصحيحة لمواجهة ما أسماه العدو الصهيوني الذي يعترف أنه لا حق له فيه وأنه سيبقى عدوا ومحتلا ...

وفي الأخير، نذكر الجفري وغيره بقول المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
الإعلام الغربي.. الاستقلالية والحياد والأخلاق المهنية "شعارات تسقط عند أول امتحان"
مواضيع مرتبطة
أمريكا وبريطانيا وإسرائيل رعاة المآسي في العالم
2000 يوم من جرائم «الحرب الأمريكية على اليمن»
الفريق الرويشان: معركة تحرير مأرب جزءٌ من معركة تحرير كل شبر من اليمن
وزير الصحة: أمراض القلب ازدادت 3 أضعاف في سنوات العدوان
محمد علي الحوثي: اليوم يسجل التاريخ صمود اليمنيين لـ2000 يوم.. ويسجل عار المطبعين في واشنطن