آخر الأخبار
قصة أجرأ عملية إدخال مساعدات بطائرة مأهولة للجيش واللجان .. الدريهمي هيلوكوبتر فوق الحسبان
الأربعاء 14 أكتوبر-تشرين الأول 2020 الساعة 06 مساءً / متابعات - موقع لا الإخباري :
 
خاص - شايف العين / لا ميديا :
شخصت أبصار مرتزقة تحالف العدوان الأمريكي السعودي باتجاه طائرة هيلوكوبتر تعبر الأجواء، وأثناء ملاحقتهم لها بأعينهم اختفت فوق منطقة يحاصرونها منذ فترة طويلة.
مطلع أغسطس من العام 2018 أطبق تحالف العدوان حصارا خانقا على أكثر من 7000 نسمة، وإلى جانبهم قرابة 100 من أبطال الجيش واللجان الشعبية في مدينة الدريهمي الواقعة على بعد نحو 20 كم جنوب مدينة الحديدة،واستمر حتى نهاية سبتمبر الماضي بتواطؤ من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بعد أن نزح منها قرابة 30 ألف مواطن.
ففي تلك المساحة الجغرافية قرر العدو ارتكاب إبادة جماعية لسكانها إما بقصفهم الذي لم يتوقف يوما واحدا طوال أكثر من عامين، أو بقتلهم جوعا وعطشا وتركهم فريسة للأمراض، حيث بلغت حصيلة الحصار والقصف والتجويع خلال عامين أكثر من 1376 شهيداً وجريحاً، وفقا لمعلومات صرحت بها السلطة المحلية بالحديدة، ووردت في تقارير أعدتها بعض المنظمات الحقوقية، بينهم 234 طفلا و104 نساء.
الأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية المتنطعة بالإنسانية غاب دورها ليس فقط في الضغط على تحالف العدوان لفك الحصار، بل وفي مد المحاصرين هناك بالمؤن الغذائية والأدوية، وعلاوة على ذلك ساومتهم على ترك المدينة كما فعلت مع العلامة يحيى حمود الأهدل قبل استشهاده في عملية اغتيال نفذتها طائرة درون تابعة للعدو، في 28 أغسطس الماضي، حيث حاول الصليب الأحمر إقناعه بمغادرة المدينة، لكنه رفض وقال: "لو غادرت سأكون سببا في تخاذل الناس وستسقط الدريهمي بيد العدو، ولن أموت إلا فيها".
وعلى طريق العلامة الشهيد الأهدل صمد أبناء الدريهمي ومعهم 100 من أبطال الجيش واللجان الذين ظلوا طيلة فترة الحصار سورا منيعا صد عن الدريهمي عشرات الزحوفات التي نفذتها قوات العدو ومرتزقته بهدف احتلالها رغم حجم الجوع والعطش الذي لم يسبق أن جربه غيرهم.
فبعد أشهر قليلة من لحظة فرض العدوان حصارا مطبقا على سكان الدريهمي، ومع تواطؤ الأمم المتحدة ومنظماتها في ذلك وتغييبها لدورها الإغاثي، كان لزاما على أبطال الجيش واللجان إيجاد طريقة لإيصال ولو قدر بسيط من المؤن الغذائية والدوائية لسكان المدينة ورفاقهم المحاصرين فيها.
وقرر المجاهدون أن يوصلوا المؤن إلى المحاصرين في الدريهمي عبر حشوها في صواريخ "زلزال" محلية الصنع وأنواع أخرى وإطلاقها إلى المنطقة المحاصرة بعد نزع الرأس المتفجرة منها.
وظلت تلك الوسيلة الوحيدة التي استخدمت لإغاثة المحاصرين والحيلولة دون هلاكهم جوعا وعطشا، إلا أنها لا تفي بالغرض، كونها تحمل كميات قليلة، وأيضا تستهلك مخزون القوة الصاروخية من تلك الصواريخ، وهي بحاجتها لاستخدامها في المعركة.
وعقب مشاورات ونقاشات طويلة خاضها أبطال الجيش واللجان الشعبية في ما بينهم ومع القيادة الثورية العسكرية، لحل مشكلة نقص الغذاء والدواء على المحاصرين داخل الدريهمي، وبينهم رفاقهم الذين يعانون من نقص شديد في الذخيرة، اتفقوا على القيام بخطوة لم تكن في حسابات أحد، تباغت العدو وتدهش العالم بأسره، وبالفعل قاموا بها صباح أحد الأيام قبل قرابة 3 أشهر.
حيث جلبوا طائرة هيلوكوبتر مفككة الأجزاء إلى منطقة قريبة من الدريهمي تقع ضمن سيطرتهم، وقاموا بتجميعها وتزويدها بالوقود، وحملوا على متنها أطناناً من الغذاء والدواء والماء والذخيرة، وتولى أحد أبطال الجيش واللجان تنفيذ هذه المهمة الجهادية البطولية العظيمة.
أقلع الطيار الفدائي وعلى كاهله حمل ثقيل من المسؤولية أثقل من المؤن التي حملتها طائرته، ومر من مناطق يسيطر عليها العدو ومرتزقته الذين تسمرت أجسادهم واكتفوا بالنظر إلى شريان الحياة وهو يعبر الأجواء حتى وصل المدينة المحاصرة.
مصادر مطلعة أكدت لصحيفة "لا" أن الطائرة العمودية هبطت بحمولتها في الدريهمي، وأفرغت المؤن التي على متنها وقرر طيارها البطل العودة نحو المنطقة التي أقلع منها، وطار بها عائدا على ذات الخط الذي قدم بها منه، وهبط في نقطة الإقلاع، ورفاقه ينتظرونه بفارغ الصبر، وقاموا بتفكيك الطائرة وتحميلها على متن شاحنة والعودة بها إلى مقرها، دون ترك أي آثار على الأرض لهذه العملية البطولية، ليعيش العدو وماكنته العسكرية والتكنولوجية الضخمة من لحظتها في الجنون والتخبط والحيرة.
جحافل الارتزاق الذين شاهدوا الطائرة تعبر من فوق رؤوسهم تحركوا فور ظهورها مجددا عقب اختفائها فوق الدريهمي، لإبلاغ غرفة عملياتهم عنها ومعرفة ما إذا كانت تابعة لهم أو لإحدى المنظمات الدولية المتنطعة بالإنسانية، وعندما كانوا في انتظار رد على بلاغهم قام بعضهم بإطلاق الرصاص من بنادقهم باتجاه الطائرة دون إصابتها، ولم يصل البلاغ إلا بعد انتهاء العملية وتكللها بالنجاح، وحينها فقط أدرك المدير التنفيذي للعدوان على الوطن أنه وتقانته تلقى صفعة مدوية، وأن ضخامة وحشية عدوانه مهما بلغ حجمها ستظل مجرد بالونة أمام صلابة وصمود أبطال الجيش واللجان الشعبية.
وهذه القصة ليست إلا واحدة من بين العديد من قصص بطولة المجاهدين في الدريهمي وصمودهم ومعاناتهم مع سكانها الذين استمر حصارهم لأكثر من عامين، استشهد خلالها الكثير من رفاقهم في معارك الذود عن المدينة، قبل أن يتمكن بقيتهم من كسره خلال الأيام الماضية، عقب تصديهم لزحف واسع شنه العدو ومرتزقته، وتنفيذهم هجوما مرتدا حطم الحصار وأضاف إلى تاريخ انتصاراتهم طوال سنوات العدوان الـ6، ملحمة بطولية سيرويها من استقبلتهم عاصمة الصمود صنعاء ليخلدها التاريخ وتتوارثها الأجيال إلى قيام الساعة.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
الإعلام الغربي.. الاستقلالية والحياد والأخلاق المهنية "شعارات تسقط عند أول امتحان"
مواضيع مرتبطة
محمد على الحوثي يستقبل الجرحى والعالقين عبر مطار صنعاء
وزير الصحة: اليمن تشهد ارتفاع قياسيا لحالات تشوهات المخ والأعصاب مع تزايد استخدام العدوان الأسلحة السامة
الرئيس المشاط يوجه خطاباً للشعب اليمني بمناسبة العيد الـ57 لثورة الـ14 من أكتوبر
ندوة بصنعاء بعنوان "14 أكتوبر .. الشعب يجدّد رفضه للعدوان والإحتلال"
مدير مطار صنعاء: سيكون هناك استقبال رسمي وشعبي للأسرى المحررين فور وصولهم