هل نحن كشعبٍ يمني لا نمتلك هذه القدرات الكامنة؟ |لا| ليس الأمر كذلك، نحن نمتلك، لا يمكن القول أننا شعبٌ فقيرٌ ذاتياً فيما أودع الله في النفوس من الطاقات والقدرات، هناك الكثير جدًّا، حتى نسبة حالة الذكاء نسبة منتشرة في الواقع اليمني، نسبة عالية، ويتأهل الكثير، وهناك شخصيات وكوادر وكفاءات اشتغلت في الهجرة، في الغربة، في دول أخرى، البعض هو طبيبٌ ماهر لكنه يشغل قدراته هذه وموهبته تلك هناك في بلدٍ آخر، البعض حتى في الغرب في مختلف مجالات العمل هناك من يشتغل هناك وهناك وهناك وهناك؛ لأنه لم يكن هنا في البلد من يعمل على استخراج هذه الطاقات الكامنة والقدرات الكامنة، وتفعيلها، وتهيئة الظروف الملائمة لها، هذا يحتاج إلى وعي عام، إلى تفاعل من الجميع، من الناس أنفسهم، هذا التفاعل الواعي الساعي إلى نهضة حقيقية، وتفاعل من جانب الدولة في مؤسساتها المختلفة، والتفاعل من أصحاب رؤوس الأموال كيف يوظِّفون رؤوس أموالهم فيما يبنون به بلدهم وشعبهم، ويستفيدون منه، سيحصلون على الربح، سيحصلون على الثروة، سيحصلون على الخير، لكن بشكلٍ صحيح مثمر وبنَّاء وفعَّال.
عندما تجد المعاناة الكبيرة التي يعانيها شعبنا وبالذات المرضى، ويحتاج الكثير منهم إلى السفر إلى الخارج، هل لأنه لا يوجد أطباء في اليمن أو من اليمن لديهم الكفاءة اللازمة لمعالجة المرضى في مختلف الحالات المرضية؟ أو المشكلة مثلاً أنه لم يأت من يهيئ ما يلزم لهؤلاء الأطباء الأكفاء من البقاء في البلاد، وتوفير البنية التحتية اللازمة: المستشفيات القوية التي تمتلك التجهيزات اللازمة، والعناية اللازمة؛ حتى تؤدي ما يؤديه أي مستشفى في الأردن، والكثير يحتاج إلى الذهاب إلى الأردن، أتى الحصار على البلد، والحصار للمرضى، والمرضى كانوا مستهدفين في هذا البلد كما الآخرين مستهدفين أيضاً، فمنعوا حالات السفر من مناطقنا المحاصرة إلى الأردن، إلى مصر، الكثير كان يذهب للعلاج إما في الأردن وإما في مصر، كان من الممكن- وليس من المستحيل أبداً- أن يكون في صنعاء وفي غير صنعاء من المدن الكبرى في البلاد مستشفيات بنفس الكفاءة التي تمتلكها المستشفيات في الأردن أو في مصر، وأطباء بنفس المستوى أو أكثر، لكن لا الكثير من التجار فكروا هذا التفكير، مع أنهم كانوا سيستفيدون، تلك الأموال التي يضطر المواطن اليمني أن يدفعها كتكاليف للسفر للعالج في الأردن- وهو يحتاج إلى أن يدفع بالدولار أحياناً في حالات كثيرة- في الأردن، أو في أوروبا، أو في مصر، كان بإمكان التاجر اليمني أن يكون هو من يستفيد من هذه الأموال، وبأقل كلفة طبعاً، يستفيد المريض أنه لم يحتج إلى نفس الكلفة التي احتاجها للسفر إلى الأردن أو إلى مصر، أو أنه ليس في البلد تجار يمتلكون هذه القدرة المالية لأن يستثمروا في هذا المجال بهذا المستوى؟ بلى يوجد، يوجد، بعض التجار يستطيع أن يبني خمسة مستشفيات عملاقة، أو مدينة طبية ضخمة، يوجد في هذا البلد تجار كبار يمتلكون أموال هائلة جدًّا.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
المحاضرة الرمضانية الـ13 لعام 1440هـ
*نقلا عن : موقع أنصار الله