يقول بايدن:
لو لم يكن هنالك إسرائيل، لأوجدناها..!
هل تعلمون ماذا يعني هذا الكلام؟
يعني، ببساطة، أن القضية، ليست قضية لوبي (يهودي) ضاغطٍ هناك في أمريكا، أَو أن لها علاقةً مثلاً بحساباتٍ أيديولوجية أَو سياسية أَو انتخابية أَو أي شيء من هذا القبيل كما ظل يروج له الكثيرون..
القضية أَيْـضاً لا يبدو أنها قضيةُ سباق على نفوذ سياسي في المنطقة مثلاً أَو نزاعٍ على مكاسبَ أَو مصالح مادية أَو اقتصادية هنا أَو هناك كما ظل يعتقد الكثيرون..!
فالنفوذُ والمصالحُ يمكن أن يأتيا بوسائلَ وطرقٍ أيسرَ وأسهلَ وأوفرَ كلفةً من ذلك بكثير.
القضية ليست كذلك تماماً..
القضية بصراحة، وباختصار، قضية صراع قائم ومُستمرّ منذ بزوغ الإسلام..
صراع بين الحق والباطل، بين الإسلام والكفر، بين المسلمين من جهة وبين اليهود والنصارى من جهة أُخرى..!
هذه هي طبيعة الصراع في الحقيقة..
ووجود إسرائيل، في الحقيقة، ليست سوى ضرورة من ضرورات هذا الصراع..
هكذا يفهم من تصريح بايدن..!
لذلك من يظن من العرب والمسلمين أن تعاطف أمريكا مع إسرائيل أَو دعمها المحدود لها قائمٌ على أَسَاس سوء فهمٍ أمريكي أَو جهل بطبيعة الصراع وملابسات القضية، فهو واهم..
من يعوّلْ على أن بإمْكَانه أن يغيِّرَ، بطريقة أَو بأُخرى، من موقف أمريكا تجاه إسرائيل، فهو واهمٌ أَيْـضاً..
من يظن أن أمريكا قد تنحاز يوماً أَو تتعاطف مع العرب والمسلمين، فهو لا يفهم طبيعة الصراع، أَو كما قال الشهيد القائد ذات يوم.