ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي: دخولُ اليمن رسميًّا في المواجهة ضد “إسرائيل” أشرفُ موقف عربي رسمي منذ 50 سنة
صواريخُ ومسيَّراتُ اليمن تغيِّرُ معادلةَ الخضوع العربي
المسيرة – تغطية خَاصَّة
أعلنت القواتُ المسلحةُ اليمنية رسميًّا، أمس، انخراطَها في المواجهة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدواناً غاشماً على قطاع غزة لليوم الخامس والعشرين على التوالي، مؤكّـدةً “تنفيذَ 3 عمليات عسكرية نصرة لإخواننا في فلسطين”.
وأطل المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد الركن يحيى سريع، من جديد ليعلنَ البيان، مُشيراً إلى أنه “ولليوم الخامس والعشرين يشاهدُ العالمُ ما يجري في فلسطينَ المحتلّةِ وما يتعرضُ له قطاعُ غزةَ من عدوانٍ إسرائيليٍ أمريكيٍ غاشمٍ، حَيثُ المجازر اليومية والإبادة الجماعية والدمار الشامل، والحصار الخانق، كُـلّ ذلكَ أمامَ مرأى ومسمَعِ العالمِ وبدعمٍ أمريكيٍ غربيٍ لا محدود للكيانِ المجرمِ”.
وأضاف: “ثم ما يلاقيهِ قطاعُ غزةَ من ضعفِ النظامِ الرسميِ العربيِ وتواطؤِ البعضِ مع العدوّ الإسرائيليِّ وأمامَ كُـلّ ذلك كان لا بدَّ للشعوبِ العربيةِ والإسلاميةِ أن تقولَ كلمتَها وأن تنتصرَ لغزةَ ولأطفالها ونسائِها”، مؤكّـداً أننا “ومن واقعِ الشعورِ بالمسؤوليةِ الدينيةِ والأخلاقيةِ والإنسانيةِ والوطنيةِ واستجابة لمطالبِ شعبِنا اليمنيِّ ومطالبِ الشعوبِ الحرةِ ونجدةً لأهلنِا المظلومينَ في غزةَ كان لا بدَّ للقواتِ المسلحةِ اليمنيةِ أن تقومَ بواجبِها بالتوكلِ على اللهِ وانتصاراً للمظلوميةِ التاريخيةِ للشعبِ الفلسطينيِّ العزيز، مؤكّـداً أن القوات المسلحة قامت بإطلاق دفعةٍ كبيرةٍ من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ وعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيَّرةِ على أهداف مختلفةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في الأراضي المحتلّةِ”.
وواصل بالقول: “إن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـد أن هذه العمليةَ هي العمليةُ الثالثةُ نصرةً لإخوانِنا المظلومينَ في فلسطينَ، وتؤكّـد استمرارها في تنفيذِ المزيد من الضرباتِ النوعيةِ بالصواريخِ والطائراتِ المسيَّرةِ حتى يتوقفَ العدوانُ الإسرائيلي”، مؤكّـداً أن “موقفَ شعبِنا اليمنيِّ تجاهَ القضيةِ الفلسطينيةِ ثابتٌ ومبدئيٌّ، وأنَّ للشعبِ الفلسطينيِّ الحقَ الكاملَ في الدفاعِ عن النفسِ ونيلِ حقوقِهِ المشروعةِ كاملةً، وأن ما يُزعزعُ المنطقةَ ويوسعُ من دائرةِ الصراعِ هو استمرار كيانِ العدوّ الصهيونيِّ في ارتكاب الجرائمِ والمجازرِ بحقِ أهالي قطاعِ غزةَ وكلِّ فلسطينَ المحتلّة”.
31 أُكتوبر.. تاريخٌ لن يُنسى:
ويثبت البيان بما لا يدع مجالاً للشك صحة الأنباء التي تحدثت منذ أَيَّـام عن تعرض فلسطين المحتلّة وعدد من المستوطنات الصهيونية للقصف الصاروخي الباليستي من اليمن، والذي سارعت بتأكيده وسائلُ إعلام غربية وعبرية، وادَّعت أنها تصدت لهذه الصواريخ، كما أن هذا الإعلانَ يُعد بمثابة الدخول الرسمي إلى قلب المعركة، ويؤكّـد أن الأيّام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت.
وتعد الجمهورية اليمنية الدولةَ العربيةَ الوحيدة التي ناصرت المستضعَفين في قطاع غزة بالقول والفعل، وهي تثبت مصداقية القيادة الثورية، التي أكّـدت في وقت سابق أن الكيان الصهيونيَّ إذَا تجاوز الخطوط الحمراء فَــإنَّ صنعاء ستتدخل بالإمْكَانات التي تمتلكها وبما تستطيع، وها هي الأقوال تتحول إلى أفعال.
وفي هذا الشأن يقول نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي، العميد عبد الله بن عامر: إن “القواتِ المسلحة اليمنية مستعدة لشن المزيد من الهجمات على أهداف للعدو في الأيّام المقبلة”، مُشيراً إلى أن “عملية إطلاق الصواريخ والمسيَّرات جاءت بناءً على توجيهات السيد القائد عبد الملك الحوثي”، مُضيفاً أن “القوات المسلحة اليمنية مُستمرّة في إسناد الشعب الفلسطيني حتى يتوقف العدوان، وأن على العدوّ أن يدرك أن الصراع سيتوسع ما دامت مجازره ضد الشعب الفلسطيني مُستمرّة”، منوِّهًا إلى أن “قرار دخول اليمن في هذا الصراع لم يكن عشوائياً بل هو قرار مدروس جاء بناءً على نداء الشعب اليمني”.
ويؤكّـد ابن عامر في حديثه لقناة الميادين أن “معركة المقاومة هي واحدة على مستوى القرار والتقنيات وصواريخنا ستتجاوز المنظومات الأميركية والإسرائيلية”، لافتاً إلى أننا “عندما دخلنا في هذه المعركة كنا نتوقع مسبقًا الرد ونحن مستعدون وننسق مع قوى محور المقاومة”.
وكقراءة عسكرية أَيْـضاً يؤكّـد الخبير زين العابدين عثمان، أنه “مع استمرار كيان العدوّ الصهيوني ومعه الأمريكي في ممارسة القتل الجماعي بحق إخواننا الفلسطينيين في غزة ومع الحملات البرية التي يحاول عبرها جيش كيان العدوّ والقوات الأمريكية اقتحام غزة منذ أكثر من أربعة أَيَّـام تحت عمليات قصف شاملة تطال كُـلّ شيء كان المحتم أن يكون لهذا التصعيد العدواني تصعيداً مضاداً، وتصعيد العمليات الهجومية من قبل قوى محور الجهاد والممانعة لضرب كيان العدوّ واستهدافه في أعماقه الحيوية والاستراتيجية”.
ويقول في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “قواتنا المسلحة وعبر الناطق الرسمي العميد يحيى سريع، أعلن يوم أمس عن هجوم هو الأضخم من نوعه -بفضل الله تعالى- لاستهداف شبكة من الأهداف الحيوية والحساسة في عمق كيان العدوّ الصهيوني كمنطقة “إيلات” وغيرها من المناطق وذلك بدفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية الاستراتيجية والصواريخ الجوالة من نوع كروز وأسراب من الطائرات المسيَّرة الانتحارية”.
ويضيف: “وبالتالي فَــإنَّ إعلان هذه العملية بشكل رسمي من قبل قواتنا المسلحة والقيادة؛ كونها العملية الثالثة من نوعها هو إعلان عن دخول اليمن مرحلة جديدة في مسار تقديم المساندة والتعاون العسكري والاستراتيجي المباشر جنباً إلى جنب مع حركات المقاومة الفلسطينية في معركتها التاريخية التي تخوضها ضد كيان العدوّ الصهيوني والأمريكي، وهو إعلان عن واقع جديد لهُــوِيَّة المواجهة الشاملة، أَو بمعنى أدق “المواجهة ذات الجبهات المتعددة”، التي سيفرضها محور الجهاد والممانعة بشكل تصاعدي ضد كيان العدوّ الصهيوني والعدوّ الأمريكي والغربي”.
ويقول: “إن العمليات الهجومية التي تنفذها قوى محور الجهاد لن تقف عند سقف معين من القوة واتِّخاذ القرارات، فكلما اتجه كيان العدوّ الصهيوني والأمريكي في تصعيد عملياتهم الإجرامية ضد المقاومة وضد إخوتنا في غزة كلما أخذت عمليات دول محور الممانعة وقواتنا المسلحة نطاقاً أكبر وأوسع في اتِّخاذ إجراءات حربية غير مسبوقة”.
ويزيد بقوله: “ستكون أبعادها بعون الله تعالى ذات سقف استراتيجي يحقّق عمليًّا التدمير الكامل لكل القواعد الأمريكية في المنطقة (36) قاعدة وتوجيه ضربات قاصمة لم يسبق لها مثيل لعمق كيان العدوّ الصهيوني بشكل مباشر”، مؤكّـداً أنه “وبالمعطيات للعدو الصهيوني والأمريكي والغرب الكافر أن محور الممانعة واليمن في المقدمة حاضرون في الساحة وأن حرب الوزن الثقيل وسياسة استخدام القوة الكامنة لم تبدأ بعد”، موضحًا أن “ما يحصل الآن هي خطوة أولية إذَا لم يفهما كيان العدوّ الصهيوني والإدارة الأمريكية وستكون آخر خطأ تاريخي يرتكبه قبل الدخول في الحرب الإقليمية التي ستفتح أبوابَ جحيمها على كيان العدوّ والقوات الأمريكية بشكل كامل، كما أنها ستلقي بتداعياتها الاقتصادية المدمّـِرة على الغرب الكافر”.
عمليةٌ كسرت حاجز الخوف:
من جهته يقول مدير البرامج السياسية في قناة “المسيرة” حميد رزق: إن “اليوم هو تاريخي بما للكملة من معنى، وإن اليمن يعيد كتابة التاريخ”، مُشيراً إلى أن “اليمن اليوم يتحمل مسؤوليته الدينية والإسلامية والإنسانية والأخلاقية لا أشراً ولا بطراً ولا بحثاً عن شهرة، ولا عن بطولة، وإنما أمام ما يجري في غزة، وأمام المشاهد التي تابعها ولا يزال يتابعها العالم أجمع”، منوِّهًا إلى أن “اليمن يتحمل شعباً وجيشاً وقيادةً هذه المسؤولية التاريخية وهذه العملية البطولية، بالإضافة إلى قيمتها وأهميتها وحجمها عسكريًّا، وهي بمثابة كسر لحاجز الخوف لدى الأُمَّــة كلها، وهي بمثابة الخطوة الأولى، وبداية لحركة كُـلّ أبناء الأُمَّــة، وهذه المعجزة التي لطالما انتظرها الجميع نراها اليوم تتحقّق على أيادي اليمنيين”.
ويعتبر رزق “المشاركة اليمنية في ضرب كيان العدوّ الصهيوني دليلاً على صوابيه المسار القرآني الذي صدره الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- وتجسد انتماء الشعب اليمني وإرادته”.
ويلفت إلى أن “اليمن تجاوز كُـلّ العوائق والحواجز المكانية وعمل على كسرها حين تحقّق له الاستقلال والإرادَة الحرة، فقلب الموازين وغيّر الواقعَ؛ لينتصر على جراحاته ويتغلب عليها ليقدم للعالم ذات المشهد الذي نهض فيه الإمام علي -عليه السلام- يوم غزوة الخندق، ليتصدر المشهد وهو يذود عن فلسطين ويشاركه أحزانه وآلامه وجراحاته”.
ويؤكّـد رزق أن “فلسطين ليست لوحدها بل اليمنُ قولاً وفعلاً يقفُ إلى جانبها، ومعه محور المقاومة الممتد من العراق إلى لبنان إلى إيران واليمن”، مُشيراً إلى أن “تفرد كيان الاحتلال الصهيوني بالشعب الفلسطيني لن يظل دائماً كما كان، بل إن المصير لمحور المقاومة مشترك وواحد، وإن أيَّ تفريط بأي مكون من مكوناته يعتبر تفريطاً بكامل المحور المقاوم، وإن ثمنَ التفريط سيكون باهضاً حين ينتقل العدوّ الصهيوني والأمريكي من التفرد بغزة لينتقل إلى ما بعدها”.
ويلفت رزق إلى أن “عملية “طوفان الأقصى” والعمليات اليمنية تترجم إرادَة الشعوب وتطلعاتها، وتثبت أن إرادَة الشعوب لم تعد كما كانت تعبر عن تنديدها بمظاهرات إن سمح لها، بل ستترجم إلى مواقفَ وأعمال ومشاركة بالمال والسلاح والنفس، لتحرير الشعب الفلسطيني من دنس الغازي المحتلّ”.
بدوره يعتبر الناشط زيد الشُّريف، أن “إعلان القوات المسلحة اليمنية بكل وضوح أمام العالم مشاركتها الفعلية العسكرية الصاروخية والجوية الداعمة والمساندة لغزة وشعب فلسطين ومقاومته أمر استثنائي وحدث فريد لم يعد مألوفاً، خُصُوصاً بعد سبعة عقود من الخذلان العربي والإسلامي والعالمي لفلسطين وشعبها”.
ويؤكّـد الشريف في تصريحه لصحيفة “المسيرة” أن “القوات المسلحة أوصلت بمواقفَ ومعطيات عسكرية قوية رسالة للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني المحتلّ وأنظمة التطبيع والخيانة أن اليوم غير الأمس وأننا لا نخشى إلا الله تعالى، وأننا لن نترك غزة فريسة لأمريكا وإسرائيل”.
ويوضح أن “بيان القوات المسلحة يثبت بأن اليمن أصبح جزءاً من المعركة في مواجهة الطغيان الصهيوني والهيمنة الأمريكية، وأن القوات المسلحة اليمنية تؤكّـد بالأعمال والمواقف العسكرية أن السيد عبدالملك الحوثي إذَا قال فعل وَإذَا وعد لا يخلف وعده وَإذَا توعد لا يتردّد في تنفيذ وعيده وتهديده”، مُشيراً إلى أن “القوات المسلحة اليمنية لمحت في بيانها أن المعركة مع الصهاينة والأمريكيين شاملة براً وبحراً وجواً، وأنها ستخوضها بعون الله مهما كانت التحديات”.
فرحةٌ عارمةٌ على مواقع التواصل:
وأثلج هذا الإعلان للقوات المسلحة اليمنية صدور أحرار العالم، وتصدرت البيان مواقع التواصل الاجتماعي، حَيثُ سارع الكثيرون للتعبير عن إعجابهم لشجاعة الشعب اليمني وقيادته ووقوفه إلى جانب محنة الفلسطينيين.
واعتبر الناشط براء نزار ريان، “دخولَ اليمن رسميًّا في سياق المواجهة مع الكيان الصهيوني َ موقف عربي رسمي منذ 50 سنة، وثمنه أكبر بكثير مما يتخيل”.
من جانبه كتب حسن فاخوري، على منصة إكس منشوراً قال فيه: “الإيمان والحكمة والنخوة والشرف والغيرة والحمية والبأس واليقين بنصر الله تراه في اليمن الحبيب، والمنتصر دائماً على أعداء الله اليهود وآل سعود وغيرهم من العبيد الأنذال”.
أما الإعلامي في قناة الميادين يحيى أبو زكريا، فقد كتب سلسلة منشورات في صفحته على منصة إكس، قائلاً: “علمتم الآن لماذا أمرت أمريكا وإسرائيل السعوديّة والإمارات العربية المتحدة بإحراق اليمن؟؛ بسَببِ إطفاء صوت اليمن المقاوم والداعم لمحور المستضعفين، ولكنهم خابوا وانتصر اليمن بحول الله وقوته، وها هو يشارك في دعم محور المقاومة”.
وواصل قائلاً: “السيد عبد الملك أطلق صواريخ باليستية باتّجاه الكيان الصهيوني، ويقيناً في جُعبة السيد حسن نصر الله الكثير، يبدو أننا ماضون إلى أَيَّـام حاسمة وساخنة، ونحن في المقاومة منتصِرون بحول الله وقوته حتى يسقُطَ الطغاةُ الصهاينة والطغاةُ العرب الداعمون لأمريكا وإسرائيل”.
*نقلا عن : صحيفة المسيرة