وديع العبسي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
وديع العبسي
حتمية تطويع التحديات
المشهد برسم المقاومة
الكيان في أدنى حالاته
ارتباك صهيوأمريكي
أمريكا.. من حيث لا تدري!
معادلات الضغط
«شارة نصر»
أمريكا.. السيطرة الناعمة
إسرائيل لم تعد تنام!
تصعيد أمريكا يوحِّد الهتاف اليمني

بحث

  
من الطبيعي أن يخافوا!
بقلم/ وديع العبسي
نشر منذ: سنة و أسبوعين و 6 أيام
الأحد 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 11:58 م


لا يأتي تخوف أمريكا وبني صهيوني من مشاركة اليمن في معركة المقاومة ضد همجيتهم في غزة، من فراغ، أو لأنه يفتح جبهة جديدة لم يكن حال الكيان في الوضع المريح لوضعها ضمن حسابات الرد، وإنما – وهو الأصل – لأن هذا الدخول العنيف ولّد خوفا، عزز من حقيقة أن الكيان ليس بأكثر من عصابة هشة زرعتها أمريكا لحماية مصالحها في المنطقة وكان من الطبيعي أن تعمل على حمايتها.
منذ ظهر الكيان قبل خمسة وسبعين عاما، محتلا للأراضي الفلسطينية، والمجتمع الغربي الفاسد يحاول ترسيخ فكرة زائفة في الذهنية العربية والعالمية بأن هذا الكيان – الذي لم يكن له وجود أصلا – قوة خارقة لا يستهان بها، وأطلق له عنان الضرب والبطش ومكّنه من حيازة السلاح النووي كي يبقى لهذه العصابة القدرة على الحركة في المنطقة والعالم من واقع الترهيب.
ولما فضحت المقاومة الفلسطينية، هذه الكذبة سارعت أمريكا ودول أخرى لتدارك الأمر، فنهاية العصابة سيكون مرهقا ومُكلفا للأنظمة الاستعمارية، أن تكون على رأس مصالحها في المنطقة، فالوكيل الصهيوني يوفر عنها ذلك ولا بد أن يبقى قويا في خيالات المهزومين، ولما ظهر المارد اليمني بهذا العنفوان وهذه الثقة وهو الذي يقع في أقصى جنوب الجزيرة العربية ليضرب أقصى شمالها بمساحة (2200) كيلو متر، تعززت لدى أمريكا حقيقة أن العصابة الصهيونية آيلة للزوال لا محالة، مع ذلك ستبقى واشنطن تدعمها لأنه لم يعد لديها خيارات، وذاك فشل كبير بذاته للسياسة الأمريكية والغربية في المنطقة.
واليمن اليوم ومحور المقاومة ليسوا في وارد التراجع، فنحن نتحدث عن دم عربي يسفك ومقدسات تنتهك ومن المستحيلات جدا التراجع، فضلا عن أن زوال إسرائيل من الثوابت المقدسة، تعززها هذه المنهجية الحيوانية للكيان في التعايش.
وعار على المتثيقفين هزيلي التفكير والحسابات، أن يروا في الصواريخ والمسيرات اليمنية تحركاً خاطئاً قد يوسع نطاق المعركة، حسب تخوفاتهم، وهو نفس المنطق الأمريكي الذي يمنع أي تدخل، ريثما تنتهي العصابة الصهيونية من إبادة الشعب الفلسطيني.
المتثيقفون في الشتات عديمي البصر والبصيرة يحسبون أنهم يفكرون بعقلانية، ولو كانوا كذلك لما أوصلوا بلادهم إلى الاحتلال ونهب خيراته وتجويع شعبه، بل ولكانوا – على أقل تقدير – استطاعوا الحفاظ على كياناتهم الضئيلة من الذل والمهانة وملاحقة الداعمين والممولين.
حينما كانوا يتحدثون عن اليمن الجديد لم يكن في حسابهم بالمطلق مسألة التحرر من الهيمنة والوصاية الخارجية على البلد، وإنما المهم هو أن يكونوا هم أصحاب الرأي والمشورة، هذا هو اليمن الجديد بتصورهم، أن يلزموا كراسيهم ويعملوا في الحدود التي تسمح بها قوى الهيمنة والسيطرة.
ومتى كان لأمة أن تنهض إذا لم تكن ممتلكة لأدوات القوة الرادعة، ولم يكن بيدها التحكم بمقدراتها وحمايتها.
عار على الكيانات العربية الهزيلة التعاطي مع الإنجاز اليمني بهذه الصورة الساذجة وهو الإنجاز الذي لم يكن يخطر ببال بشر أن تحققه اليمن، وأن يبقى الكيان في حساباتهم  وحشاً كبيراً لا يمكن التجرؤ عليه خصوصا وأن من وراءه أمريكا، وهو ذاته منطق المتثيقفين الذين يعملون كـ”مفسبكين” مع محتلي بلادهم، المهزومين في داخلهم، من حصروا الحياة في لقمة عيش تأتيهم من المحتل في وقتها بفضل الرضوخ لبطش المستعمر، ليس لهم أن يُفكروا أو يطمحوا إلا في الحد المسموح لهم به، بحيث لا يتعرض ذلك لمصالح الغرب التي هي أصلا مصالح وطنية سيادية.
زُلزلت الأرض من تحت أقدامهم وغدا سيلتمسون العفو والمغفرة، وهذه مسألة أكيدة مع حالة الاستهداف التي يتعرضون لها وباتوا مهددين بالطرد من الدول المستضيفة ومهدين بقطع التمويل.
هؤلاء هم، أما عصابة أمريكا الصهيونية فلا تتصور أنها يمكن أن تعود إلى ما قبل السابع من أكتوبر المبارك الذي فضح حقيقتهم، ومن ترف الحسابات أن تتصور أمريكا أن تواجدها في المنطقة يمكن أن يكون له أي اعتبار في حسابات المقاومة، كما من السذاجة والوقاحة أن تتحدث بأن تواجدها هو لردع دول الشرق الأوسط من محاولة إنقاذ الفلسطينيين، لأنها اليوم في الوضع الأضعف، فهي أولا في مرمى الاستهداف، ومصالحها تحت التهديد، كما أن صلفها وغطرستها قد يربك كل العالم إذا ما قررت اليمن إغلاق باب المندب، وضربة واحدة على سفينة إسرائيلية عابرة كفيلة بذلك، كما أنه من حقها قانونيا إغلاق المضيق، فثلاثة أرباعه ضمن المياه الإقليمية اليمنية والقوانين الدولية تنص على «أن المياه الإقليمية جزء من إقليم الدولة، لكنها تمنح السفن حق المرور فيها ما لم تكن تابعة لدولة في حالة حرب مع دولة المضيق، وبما أن اليمن في حالة حرب مع الكيان فإن إغلاق المضيق أمامه مطابق للقانون»، حينها ما الذي سيكون لدى أمريكا لتفعله وقد احترقت كل أوراقها.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
حمدي دوبلة
من إيجابيات مجازر أحفاد الخنازير..!
حمدي دوبلة
أمة الملك الخاشب
الحربُ الناعمة والتشكيكُ في القيادات
أمة الملك الخاشب
إكرام المحاقري
فلسطين.. نهجُ عزة وإباء
إكرام المحاقري
عبدالرحمن الأهنومي
أمريكا لا تريد وقف إبادة غزة…الحرب حربها والمذابح برسمها!
عبدالرحمن الأهنومي
هاشم أحمد شرف الدين
سيدا الحرب العسكرية والنفسية
هاشم أحمد شرف الدين
شرف حجر
الكيان الصهيوني جيش يُشكل دولة
شرف حجر
المزيد